التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 27

قمة المناخ.. باحث هندي يهاجم سياسات نيودلهي وبكين في هذه المناسبات (تقرير)

نوار صبح

يرى الخبير والباحث الهندي فيجاي جاياراج أن الوعود الخضراء التي قطعتها الصين والهند في قمة المناخ كوب 27 ستكون سطحية في أحسن الأحوال، وأن البلدين لا يكترثان لهذه المناسبات.

وستستمر الهند والصين، وهما من أكبر مستعمِلي الوقود الأحفوري، بأداء دور احتفالي في اجتماع كوب 27، بدلًا من الخضوع لضغوط التحوّل الأخضر الذي تهيمن عليه الحكومات الغربية، حسبما نشرت مدوّنة "واتساب ويذ ذات" (Watts Up With That).

وأشار فيجاي جاياراج -الحائز على درجة الماجستير في علوم البيئية من جامعة إيست أنجليا البريطانية- إلى وصف الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، في الأسبوع الماضي، اجتماع قمة المناخ كوب 27 بأنه "عملية احتيال" توفر منصة "للغسل الأخضر والكذب والغش،" وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ورأى جاياراج أن "الناشطة المناخية المراهقة" ربما تكون على حق، وتهدف إلى التغيير.

اعتماد البلدان النامية على الهيدروكربونات

على الرغم من أن العديد من الدول الأوروبية، التي تعهدت في اجتماعات سابقة بالاستغناء عن الفحم والنفط والغاز الطبيعي، لم تتمكن من الوفاء بوعودها، فإن المشهد أكثر وضوحًا، في حالة البلدان النامية، التي تعتمد بشكل كبير على الهيدروكربونات.

بالنسبة للبدان النامية، أصبحت الاجتماعات طقوسًا لمسايرة ومجاراة حركات العقيدة الخضراء، مع نية زيادة استهلاك الوقود الأحفوري الضروري للحفاظ على اقتصاداتهم.

قمة المناخ
انبعاثات من مصانع صينية - الصورة من فايننشال تايمز

لن يكون الأمر مختلفًا هذا الأسبوع، إذ تنطلق الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف التابع للأمم المتحدة، في مصر، بتنبؤات صارمة والتزامات رسمية، ولكنها فارغة.

وتُعدّ احتياجات الصين والهند من الطاقة –ودول أخرى مثلهما- أكبر من أن تُلَبّى من مصادر مختلفة.

وقال الخبير الهندي الحائز على درجة الماجستير في علوم البيئية من جامعة إيست أنجليا البريطانية، فيجاي جاياراج، إنه حتى التوترات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا لم تمنع هذين البلدين من تصميمهما على تأمين المزيد من الوقود الأحفوري.

تجدر الإشارة إلى أن الصين تُعدّ المشتري الأول للنفط خام المنقول بحرًا من روسيا، إذ تستهلك مليون برميل يوميًا، حسبما نشرت مدوّنة "واتساب ويذ ذات" (Watts Up With That)، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

في المقابل، فإن الهند ليست بعيدة عن الركب، وتعدّ روسيا الآن أكبر مورّد للنفط الخام إلى شبه القارة الهندية، إذ تمثّل 22% من وارداتها.

ويوجد في الهند 300 مليون شخص يعيشون في حالة فقر، وبأقلّ من دولارين يوميًا.

وتعاني البلاد من زيادات هائلة في أسعار النفط والغاز، ويجب عليها تأمين الطاقة بأسعار معقولة لتجنُّب معدلات التضخم التي ستكون كارثية على المواطنين من ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

التزام غير مُلزِم

يُعدّ التزام الهند باتفاقية باريس للمناخ غير ملزم، ما يسمح لها بإعطاء الأولوية لاحتياجات الطاقة المحلية قبل أهداف خفض الانبعاثات.

وكان تقبُّلها لأهداف الحياد الكربوني فاترًا في أحسن الأحوال، إذ حددت موعدًا مستهدفًا بعيدًا وعديم المعنى تقريبًا لعام 2070، وفقًا للخبير الهندي الحائز على درجة الماجستير في علوم البيئية من جامعة إيست أنجليا البريطانية، فيجاي جاياراج.

وتمتلك شركة الفحم الهندية "كول إنديا" المملوكة للدولة هدف إنتاج سنويًا طموحًا يبلغ مليار طن.

وعلى الرغم من أن الأرقام لافتة للانتباه، فإنها ضئيلة مقارنة بأرقام الصين.

في عام 2021، بلغ إنتاج الصين من الفحم أكثر من 4 مليارات طن، ومن المقرر أن يزداد في السنوات المقبلة.

وتعدّ الصين إلى حدّ بعيد أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، إذ تمثّل 46% من إنتاج الفحم العالمي و 49% من استهلاك الفحم العالمي، تقريبًا، مثل باقي دول العالم مجتمعة، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ومن المفارقات أن إنتاج الفحم في البلاد بدأ في الارتفاع، بعد أن انضمت بكين إلى اتفاقية باريس للمناخ في عام 2016، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن معظم التكنولوجيا المتجددة في العالم تُصَنَّع بوساطة مصانع تعمل بالفحم في الصين، ويُعدّ الفحم الصيني مسؤولًا عن دعم إنتاج أكثر من 60% من الألواح الشمسية في العالم.

ولم تتمكن اتفاقية باريس للمناخ في عام 2016، ولا حركة الحياد الكربوني، من كبح اعتماد الصين والهند على الوقود الأحفوري.

على عكس أوروبا، لم تكن أيّ من الدولتين على استعداد للتضحية بالنمو الاقتصادي ومستوى معين من استقلال الطاقة من أجل الأهداف المدمرة -وغير القابلة للتحقيق- للمخاوف بشأن المناخ.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق