التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

باكستان ضمن الدول الـ10 الأولى الأكثر عرضة لتداعيات الاحتباس الحراري (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • باكستان تحتاج إلى 7-14 مليار دولار سنويًا لتطوير البنية التحتية المطلوبة
  • الوصول إلى العديد من خيارات التمويل الخارجي للمناخ يتطلب قدرات مهنية متقنة
  • الفيضانات المفاجئة الأخيرة أصابت 33 مليون باكستاني، وزادت خسائرها على 30 مليار دولار
  • تهدف باكستان إلى التحول إلى 60% من الطاقة المتجددة النظيفة بحلول عام 2030

وفقًا لمؤشر مخاطر المناخ العالمي الصادر عن مؤسسة "جيرمان ووتش"، تعدّ باكستان من بين الدول الـ10 الأولى الأكثر عرضة لتداعيات الاحتباس الحراري وما ينجم عنها من أحداث مناخية قاسية، حسبما نشرت صحيفة "ذي إكسبرس تريبيون" (The Express Tribune).

وبالتزامن مع انعقاد قمة المناخ كوب 27، حاليًا، بمدينة شرم الشيخ، بجمهورية مصر العربية، تحتاج باكستان إلى 7- 14 مليار دولار سنويًا، لتطوير البنية التحتية المطلوبة التي تتكيف مع مثل هذه الأحداث.

وبالنظر إلى قيود موازنة باكستان؛ فإن الوصول إلى العديد من خيارات التمويل الخارجي للمناخ يتطلب قدرات مهنية متقنة تفتقر إليها البلاد، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تحول باكستان إلى الطاقة المتجددة

وتهدف باكستان، بحلول عام 2030، للتحول إلى 60% من الطاقة المتجددة النظيفة، بما في ذلك تعزيز سعة الطاقة الكهرومائية بأكثر من 50%، واستعمال 30% من السيارات الكهربائية، وفرض حظر كامل على الفحم المستورد، مع التركيز على تحويل الفحم الأصلي إلى غاز وتسييله.

السؤال الأكبر لا يتعلق بنقص الأموال، بل بالقدرة المهنية لتخطيط وتنفيذ التحول الأساسي المطلوب، وفق مقال للمهندس المتخصص في إدارة النفط والغاز في باكستان، الدكتور شهباز خان، نشرته صحيفة "ذي إكسبرس تريبيون" (The Express Tribune) مؤخرًا.

وتفتقر باكستان تمامًا إلى المؤسسات التي تعمل في بلدان أخرى، وتعمل بصفة محركات لمثل هذه التحولات.

وقال الدكتور شهباز خان: "لا شيء يصف استعدادنا السيئ للانتقال إلى الطاقة النظيفة أفضل من مؤشر التحول العالمي للطاقة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يضع باكستان في المرتبة 104 من أصل 115 دولة".

وأوضح أن المعيار الآخر الذي يعكس موقف بلد ما تجاه ظاهرة الاحتباس الحراري هو تاريخ وصول انبعاثات غازات الدفيئة إلى ذروتها وبدء انخفاضها، أو هدفها المستقبلي لديه.

وأضاف أن 19 بلدًا قد بلغت ذروتها بحلول عام 1990، وسيصل العدد إلى 57، بما يغطي 60% من الانبعاثات العالمية بحلول عام 2030.

التغير المناخي في باكستان

زادت انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 140% منذ عام 1990 حتى عام 2017، ومن المتوقع أن تزداد بنسبة 300% في عام 2030، مقابل مستواها في عام 2015.

في عام 2000، وقّعت باكستان الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة، التي تستهدف تحقيقها بحلول عام 2015؛ وكانت زيادة الغطاء الحرجي أحد الأهداف الرئيسة.

ومع ذلك، لاحظت باكستان تآكلًا بنسبة 1% في المدة نفسها من 6% إلى 5% خلال هذه المدة، وزادت الهند والصين من الغطاء الحراجي من 22.7% إلى 23.8% ومن 18.8% إلى 22.3% على التوالي.

وأشار الدكتور شهباز خان إلى أن باكستان بدأت عام 1947 بغطاء حراجي بنسبة 33%.

من آثار تغير المناخ في باكستان
من آثار تغير المناخ في باكستان

الخطوات اللازمة

تتعامل باكستان، حاليًا، مع تحدٍ وجودي يتطلب معرفة وخبرة وقدرة مكثفة ذات صلة لمواجهة تداعيات تغير المناخ.

ولا يمكن تحقيق ذلك بشكل فعّال إلّا إذا أعطت باكستان زمام المبادرة للمهنيين على الفور، لأن هوامش وقت الاستجابة للتهديد قد استُنفدت بالفعل، حسبما أشار مهندس البترول المتخصص في إدارة النفط والغاز في باكستان، الدكتور شهباز خان، نشرته صحيفة "ذي إكسبرس تريبيون" (The Express Tribune) في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

الاستجابة العالمية

يحدد حجم السكان والنشاط الاقتصادي والصناعي ومزيج الطاقة المرتبط به جميع انبعاثات غازات الدفيئة التي يسبّبها الإنسان.

تاريخيًا، وبالتزامن مع الثورة الصناعية، تُلحَظ تعبئة عامة قوية للحفاظ على البيئة في جميع أنحاء دول الغرب.

بحلول أواخر الستينيات ومنتصف السبعينات، ظهرت حركات خضراء وأحزاب سياسية كاملة، وظلّ حزب الخُضْر الألماني شريكًا في التحالف من عام 1998 حتى عام 2005.

وبسبب هذا الوعي، منذ مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1972 بشأن البيئة البشرية في ستوكهولم، احتلّت حماية البيئة مركز الصدارة.

وأعقب المؤتمر انعقاد قمة الأرض في يونيو/حزيران 1992، في البرازيل، إذ أسست الأمم المتحدة معاهدة بيئية دولية.

بدورها، حددت وثيقة كيوتو اللاحقة، التي نُفِّذَت في عام 2005، أهدافًا ملزمة لانبعاثات 37 دولة صناعية.

و استُبدِلَت اتفاقية باريس للمناخ بوثيقة كيوتو عام 2015 بهدف أساس يتمثل في الحدّ من الاحترار العالمي، ويفضَّل أن يكون 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي.

ويرى مهندس البترول المتخصص في إدارة النفط والغاز في باكستان، الدكتور شهباز خان، أن استعمال الحجة القائلة بأن باكستان تصدّر أقلّ من 1% من غازات الدفيئة العالمية، يمثّل تجاهلًا للمشكلة، بدعوى أن الدول الأخرى هي المسؤولة الوحيدة عن الأضرار.

وأضاف أنه حتى نسبة 1% ليست رقمًا يجب أن تفتخر باكستان به؛ لأنه، بدلاً من ذلك، يُعدّ مجرد مقياس لتطورنا الصناعي البدائي مقابل الآخرين، وفقًا لما نشرت صحيفة "ذي إكسبرس تريبيون" (The Express Tribune) في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

إضاءة على مصطلحات الاحتباس الحراري

من الضروري وصف بعض المصطلحات المستعملة بشأن غازات الاحتباس الحراري، لأن زراعة النباتات في البيئات الخاضعة للرقابة تُعدّ ممارسة راسخة.

وتُعرف هذه البيوت بالدفيئات الزراعية، إذ تُدَفَّأ النباتات والهواء بأشعة الشمس، وتبقى معظم هذه الحرارة محصورة داخل المنزل، مما يبقيها دافئة إلى الدرجة المطلوبة اللازمة لنمو النباتات، وينطبق المبدأ نفسه على حالة الغلاف الجوي للأرض، إذ تقوم الشمس بتسخينها خلال النهار، وتعود الحرارة إلى الغلاف الجوي مع برودة الأرض في الليل.

ويجري امتصاص الحرارة المذكورة بوساطة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما يساعد على إبقاء سطح الأرض دافئًا، ويجعله صالحًا للعيش.

وتتمثل أكثر المتغيرات حيوية بهذا الترتيب في التركيزات الفردية لغازات الدفيئة المذكورة وقدرتها المقابلة للاحتفاظ بالحرارة وإشعاعها.

في المقابل، فإن التغيير الذي يسبّبه الإنسان في التركيزات قد أدى إلى زيادة القدرة المذكورة، ومن ثم زيادة متوسط ​​درجة حرارة الغلاف الجوي، أو التسبب في الاحترار العالمي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز على التوالي أكثر من 79% و 16% و 6% من الانبعاثات العالمية التي يسببها الإنسان، وفقًا لمقال مهندس البترول المتخصص في إدارة النفط والغاز في باكستان، الدكتور شهباز خان، الذي نشرته صحيفة "ذي إكسبرس تريبيون".

وعلى الرغم من أن 40% من ثاني أكسيد الكربون يبقى في الغلاف الجوي بعد 100 عام، فإن الميثان يستمر لمدة تزيد قليلًا عن 10 سنوات.

علاوة على ذلك، فإن تأثير الاحتباس الحراري الناجم عن الميثان يزيد 25 مرة عن تأثير ثاني أكسيد الكربون الذي يزيد عن 100 عام.

ويتسبب الاحترار العالمي في موجات الحر والفيضانات وارتفاع مستويات سطح البحر بسبب ذوبان الأنهار الجليدية وزيادة درجات حرارة المحيط، وما إلى ذلك.

وإذا تُركت هذه التداعيات دون معالجة، فقد تصل درجة الحرارة الكوكب إلى 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2100.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق