غازتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانيا

توتال تدافع عن استمرارها في قطاع الغاز الروسي أمام البرلمان الفرنسي (تقرير)

تواجه اتهامات بالتواطؤ في جرائم حرب

عمرو عزالدين

تواجه شركة توتال إنرجي الفرنسية -إحدى أكبر شركات الطاقة في العالم- مسلسل انتقادات جديدًا، بسبب استمرار وجودها في قطاع الغاز الروسي رغم العقوبات المفروضة على روسيا.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة باتريك بويانيه، إن الدافع الرئيس لاستمرار وجودهم في روسيا رغم العقوبات هو نقل الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.

جاء ذلك في جلسة استماع في البرلمان الفرنسي، ردًا على انتقادات موجهة إلى شركة توتال إنرجي، بشأن عدم التزامها بقرار العقوبات على روسيا على خلفية الحرب الأوكرانية الممتدة منذ فبراير/شباط (2022)، وفقًا لوكالة رويترز.

الشركات المنافسة تحرج توتال

شركة النفط البريطانية بي بي
شعار شركة النفط البريطانية بي بي - الصورة من "سي إن إن"

احتفظت توتال إنرجي بأصولها واستثماراتها في قطاع الغاز الروسي رغم العقوبات، خلافًا لشركات النفط الإنجليزية المنافسة مثل شل، وبي بي، اللتين أعلنتا تخارجهما مبكرًا من استثمارات نفط وغاز كبيرة في روسيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت شركة النفط البريطانية بي بي تخارجها من عملياتها في روسيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بأسابيع قليلة.

وقالت بي بي -في بيان بتاريخ 28 فبراير/شباط (2022)-، إنها ستتخارج من حصتها في شركة روسنفط الروسية للغاز.

كما أعلنت شركتا شل الأنغلوهولندية، وإكوينور النرويجية، في اليوم نفسه، تخارجهما من عمليات روسيا التزامًا بعقوبات الاتحاد الأوروبي.

وشمل خروج شل التخلي عن مشروع (سخالين 2) للغاز الطبيعي المسال، الذي تديره شركة غازبروم الروسية بنسبة 50%، في حين تمتلك شل حصة 27.5%، بالإضافة إلى آخرين.

كما أعلنت شل نيتها إنهاء المشاركة في خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، ويمر إلى دول الاتحاد الأوروبي، بعد إعلان الحكومة الألمانية تعليق المشروع.

أما شركة إكوينور النرويجية فقد أعلنت بيع 4 مشروعات مشتركة إلى شركة روسنفط الروسية، مع امتناعها عن تداول النفط والغاز الروسيين.

توتال تحتفظ بحصص أقلية

خلافًا لهذه الشركات، ما زالت توتال تحتفظ بحصص أقلية في شركة نوفاتيك الروسية للغاز، رغم إعلانها التخارج من حصتها في شركة "تيرنفط غاز" الروسية في سبتمبر/أيلول (2022).

كما تحتفظ الشركة بحصص أقلية أخرى في مشروعات "يامال" و"أركتيك 2" للغاز الطبيعي المسال في روسيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتواجه توتال بسبب هذا الموقف انتقادات حادة ومتكررة داخل فرنسا وخارجها منذ مارس/آذار (2022)، ولم تخل الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية من الجدل حول قرار الشركة الفرنسية وسط اتهامات للرئيس ماكرون (المرشح ساعتها للدورة الثانية) بدعم الشركة على الاستمرار.

جرائم الحرب تطاردها

شنّ مرشح حزب الخضر في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يانيك جادو، هجومًا حادًا على الشركة الفرنسية، متهمًا إياها بالتواطؤ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا.

وكتب جادو -في تغريدة نشرها على تويتر ساعتها-: "توتال إنرجي -المدعومة من إيمانويل ماكرون- تقدم بعض التنازلات، لكنها تحافظ على معظم أنشطتها في روسيا، وهي على دراية كاملة بجرائم الحرب التي تُسهم في تمويلها. نعم هذا يعني أن تكون متواطئًا! أدعو باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لـ توتال، لكي يجادلني".

وأضاف: "لو كنت مكان إيمانويل ماكرون فسأفرض على توتال إنهاء تواطئها مع فلاديمير بوتين وما يحدث في أوكرانيا.. سأجبرها على مغادرة روسيا".

ودافعت توتال إنرجي عن نفسها ضد اتهامات جادو ووصفتها بـ"غير المقبولة"، مؤكدة أن تهمة التواطؤ في جرائم الحرب تعني تقديم مساعدة مباشرة إلى دولة أو منظمة إجرامية مسؤولة عن جرائم.

رئيس الشركة يدافع

الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك باينيه
الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه

شرح رئيس الشركة وجهة نظره في قدرة توتال على التخلي عن النفط الروسي دون الغاز لاعتبارات وصفها بـ"المسؤولية تجاه فرنسا وأوروبا".

وقال بويانيه: "نشتري النفط الروسي لتزويد المصافي، خاصةً في ألمانيا الشرقية، ونجلب الديزل إلى فرنسا، 30% من الديزل الخاص بنا يأتي من روسيا؛ لذلك علينا أن نجد بدائل، لدينا مصافٍ في شبه الجزيرة العربية، لذلك سنأخذ الديزل السعودي وبدلًا من إرساله إلى آسيا، فسنرسله إلى فرنسا".

أما بالنسبة إلى الغاز فقد دافع بويانيه عن شركته قائلًا: "نحن أشخاص مسؤولون.. يقولون لي (انسحبوا من روسيا).. هل أترك كل شيء وأتوقف عن جلب الغاز الروسي الذي يحتاج إليه الأوروبيون، في حين تطلب منا الحكومات الأوروبية الاستمرار في جلبه؟ توقفُنا عن استيراد الغاز الروسي يعني توقف الاقتصاد الأوروبي.. إذا أعلنتُ عن وقف شراء النفط، فذلك لأنني أستطيع استبدال النفط الروسي.. أما الغاز، فلا أعرف كيف أفعل ذلك".

كما أكد أن عقود الغاز طويلة الأجل، وأن الشركة لا تستطيع التخلي عنها من جانب واحد، تحت طائلة دفع تعويضات إلى الشركات الروسية بمليارات اليوروهات؛ إلا في حالة إصدار المؤسسات السياسية قرارات بحظر الغاز؛ ما سيؤدي -بحكم الأمر الواقع- إلى تعليق العقود بسبب القوة القاهرة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت توتال إنرجي في يوليو/تموز (2022) موافقتها على نقل ملكية حصتها المتبقية بحقل خارياغا النفطي الروسي إلى الشركة التابعة لحكومة موسكو "زاروبيج نفط".

وبتلك الخطوة، تنتهي الشراكة الثلاثية التي استمرت 20 عامًا في المشروع النفطي الروسي، بعدما لحقت الشركة الفرنسية بالشريك الثالث (إكوينور النرويجية) التي تخارجت منه أيضًا.

وبموجب الاتفاق، تؤول حصة الشركة الفرنسية البالغة 20% إلى الشركة الروسية الحكومية زاروبيج نفط، بحسب ما أكده المتحدث باسم الشركة لرويترز اليوم الأربعاء 6 يوليو/تموز.

وألمحت توتال إلى إمكان تخارجها من حصصها بـ4 شركات روسية إضافية، لكنها لم تنفذ ذلك حتى الآن؛ ما أدى إلى تجدد الجدل حول مراوغتها في التخارج من عمليات روسيا.

وزارة الطاقة ترفع دعوى قضائية

أعلنت وزارة الطاقة الفرنسية في 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022) رفع دعوى قضائية ضد توتال، بسبب المشاركة في تطوير حقل غاز طبيعي جديد في روسيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية أنيس بانييه روناشر، إن رفع هذه الدعوى ضد توتال يأتي في إطار تطبيق العدالة على الشركات الفرنسية التي تحاول الالتفاف على العقوبات الأوروبية.

وتواجه توتال دعوى قضائية أخرى متزامنة مرفوعة من شركتي "رازوم" الأوكرانية و"داروين كليماكس" الفرنسية تتهمان فيها الشركة الفرنسية بالتواطؤ في جرائم حرب على خلفية استمرارها في روسيا.

وانتقد رئيس توتال باتريك بويانيه، في وقت سابق، خطة مجموعة الـ7 الكبار، لوضع سقف لسعر النفط الروسي، ما يشير إلى رأي مختلف للشركة الفرنسية في التعامل مع قطاعات النفط والغاز الروسيين.

وتخطط مجموعة السبع لإدخال هذا القرار حيز التنفيذ بداية من 5 ديسمبر/كانون الأول (2022) بالنسبة إلى النفط الخام الروسي، كما سيدخل حيز التنفيذ بالنسبة إلى المشتقات النفطية في 5 فبراير/شباط (2023).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق