نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسية

انخفاض صادرات النفط الأفريقي إلى آسيا.. هل يجد فرصة في أوروبا؟

مي مجدي

أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا تشكيل سوق النفط العالمية، واتجهت الأنظار إلى النفط الأفريقي لتلبية الطلب سواء في آسيا أو أوروبا.

ومع اشتداد المنافسة، قد تتراجع تدفقات النفط الخام من أفريقيا إلى آسيا في نهاية العام الجاري (2022)، مع ارتفاع أسعار الشحن، واتساع انتشار خامي برنت ودبي، وتزايد بحث المصافي الأوروبية عن بدائل للإمدادات الروسية، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).

بالإضافة إلى ذلك، دفعت وفرة النفط الروسي بأسعار مخفضة -في ظل ابتعاد العديد من الدول الغربية عنه- المصافي في الهند والصين إلى الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من الشحنات، ليحل محل العديد من درجات النفط الأفريقي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أسواق النفط في آسيا

قال مدير قسم أسواق النفط في آسيا والمحيط الهادئ بوكالة ستاندرد آند بورز غلوبال، ليم جيت يانغ، إن اتساع انتشار خامي برنت ودبي وارتفاع أسعار الشحن أديا إلى تراجع صادرات النفط الأفريقي إلى آسيا.

بالإضافة إلى ذلك، زادت المنافسة من المصافي الأوروبية للحصول على خامات بديلة، بما في ذلك درجات النفط الأفريقي، بعد تراجع واردات الخام الروسي، على حد قوله.

صهاريج النفط والغاز في ميناء تشوهاي بالصين
صهاريج النفط والغاز في ميناء تشوهاي بالصين- الصورة من رويترز

وتوقع استمرار المنافسة مع دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر/كانون الأول (2022).

تنوّع الموردين في الصين

مع وجود خيارات وفيرة بأسعار مغرية، اقتنصت الصين، أكبر مستهلك للنفط في آسيا، شحنات من موردين مختلفين للاستفادة من تقلبات الأسعار.

وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك في الصين أن واردات النفط الأفريقي تراجعت بنسبة 22.6% على أساس سنوي إلى 1.06 مليون برميل يوميًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول (2022).

ونتيجة لذلك، تراجعت الحصة السوقية للمنطقة بنسبة 10.7% خلال الأشهر الـ9، مقابل 13.2% في عام 2021.

وكانت المصافي المستقلة في البلاد المساهم الرئيس في انخفاض واردات النفط الأفريقي، بعد اتجاهها إلى توفير إمدادات بأسعار رخيصة، سواء من روسيا أو إيران أو فنزويلا.

وتراجعت إمدادات النفط من أنغولا بنسبة 59.4% أو 160 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي، إلى 109 آلاف برميل يوميًا في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز غلوبال.

ومن المتوقع أن تحافظ المصافي المملوكة للدولة على تنويع إمدادات الخام، إلى جانب التدفقات من أفريقيا، لكن حجم التدفقات سيتوقف على التكاليف.

وقال مسؤول تنفيذي في سينوبك (أكبر شركة تكرير صينية)، إن الشركة تهدف إلى تحسين الانفاق على مشتريات النفط من خلال انتقاء الدرجات وتوقيت الواردات بعناية للربع الرابع المتبقي من العام الجاري ولعام 2023 ضمن مساعيها لتعزيز هوامش التكرير.

حصة النفط الأفريقي في الهند

بينما سلّط كبير محللي النفط لجنوب آسيا في إس آند بي غلوبال، بلاتس شريانز بايد، الضوء على تزايد حصة النفط الروسي في سلة واردات الهند، بالإضافة إلى التقلبات التي تشهدها أسواق الشحن.

وقال إن هذه العوامل أدت إلى تراجع حصة النفط من غرب أفريقيا خلال المدة من يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول (2022) إلى 8.4%، مقابل 12.5% خلال المدة نفسها من عام 2021.

وأضاف أن الاتجاه في المستقبل سيعتمد على عوامل مختلفة، ويشمل ذلك كيفية تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي.

أحد مصافي النفط الآسيوية
إحدى مصافي النفط الآسيوية - أرشيفية

حظر النفط الروسي

من المتوقع دخول قرار الاتحاد الأوروبي حظر النفط الروسي المنقول بحرًا حيّز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، ويليه حظر المشتقات الروسية في 5 فبراير/شباط (2023).

وصمدت الإمدادات الروسية -حتى الآن- بفضل الهند والصين وبعض صغار المشترين بعد زيادة حصتهم من النفط الروسي، لكن هناك صعوبة من تحديد ما إذا كانوا سيزيدون من هذه المشتريات، حسب محللين في شركة آي إن جي إيكونوميكس.

وقال المحللون إن تطبيق قرار الحظر سيحد من الإمدادات الروسية بدرجة كبيرة، ويتوقعون تراجعًا بما يزيد قليلًا على مليوني برميل يوميًا خلال الربع الأول من عام 2023.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق