روسيا وأوكرانياأخبار الغازرئيسيةغاز

مسؤول يحذّر من استنزاف مخزون الغاز في ألمانيا بسبب البرد القارس

ويناشد المستهلكين والشركات توفير استهلاك الغاز

مي مجدي

لطالما اعتمد أكبر اقتصاد في أوروبا على الغاز الروسي، لكنه يسابق الآن لتعزيز مخزون الغاز بعد تراجع الإمدادات جراء تصاعد حدة التوتر بين برلين وموسكو منذ الحرب في أوكرانيا.

ورغم أن وزارة الاقتصاد الألمانية كشفت في بيان سابق عن أن مستويات التخزين تجاوزت 95%، حذّر رئيس جهاز تنظيم شبكات الطاقة في ألمانيا كلاوس مولر، اليوم الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، من أن البرد القارس قد يسرّع استنزاف مخزونات الغاز، حسب حوار أجراه مع مجلة دير شبيغل الألمانية.

وقال: "أيام قليلة من البرد القارس كافية لزيادة كبيرة في استهلاك الغاز".

وبحسب تصريحات مولر، بلغت مستويات مخزون الغاز في ألمانيا 99.3% بدءًا من يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

لذا يعتقد أن أكبر اقتصاد في أوروبا يمكنه الصمود لمدة تتراوح بين 9 و10 أسابيع إذا اعتمد على هذه المخزونات فقط، بشرط أن يكون الشتاء معتدلًا كما كان الحال في 2021-2022.

وستكون الوكالة الاتحادية للشبكات مسؤولة عن تقنين استهلاك الغاز إذا تطلّب الأمر ذلك، وهو سيناريو تحاول ألمانيا تجنّبه بأي ثمن، من خلال المطالبة بخفض الاستهلاك بنسبة 20% على الأقل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ملء مخزون الغاز

تناول مولر -خلال حواره مع مجلة دير شبيغل الألمانية- العديد من النقاط المهمة التي تتعلق بمخزونات الغاز وخط أنابيب الغاز من النرويج، واستبعاد الطاقة النووية وغيرها.

مستودع لتخزين الغاز في ألمانيا
مستودع لتخزين الغاز في ألمانيا - الصورة من رويترز

وحول مخزون الغاز ومشاركته مع الدول الأوروبية، قال مولر إن ألمانيا استطاعت ملء مخزون الغاز بفضل عدة دول، مثل النرويج وهولندا وبلجيكا، لذا أعرب عن انزعاجه من بعض المطالب باقتصار مخزون الغاز على الألمانيين فقط.

وقال، يتعيّن على ألمانيا بناء المزيد من مرافق تخزين الغاز وتطويرها حتى يتمكن الاقتصاد المحلي من مواجهة أي أزمة.

وأوضح، أن الغرب منذ السبعينيات عمل على تخزين النفط والمشتقات لاستخدامها في حالات الطوارئ، أو ما يُعرف بـ"مخزون النفط الإستراتيجي"، وسيحتاج إلى فعل الشيء نفسه مع الغاز، ومع الهيدروجين الأخضر في المستقبل، إذ يرى أن الهيدروجين هو الحل لحالة الركود في الطاقات المتجددة.

وأكد أن بناء هذه المرافق سيستغرق من 3 إلى 4 سنوات، لذا على بلاده أن تبدأ في البناء من الآن حتى تتمكّن من استخدامها بحلول عام 2025.

في الوقت نفسه، جدد مولر مناشدته للمستهلكين والشركات توفير الغاز.

الاستعدادات في ألمانيا

أجاب مولر عن سؤال يتعلق باحتمال تعرُّض خط أنابيب الغاز من النرويج لهجوم مماثل كما حدث لنورد ستريم ومدى خطورة ذلك، بأن الحكومة الفيدرالية إلى جانب الدول الأوروبية الأخرى ووزارات الدفاع تنظر فيما إذا كانت مستعدة بدرجة كافية لمثل هذه الهجمات.

وفي ظل تأكيد البلاد إنهاء عمل المحطات النووية بدءًا من أبريل/نيسان (2023)، قال مولر إن الطاقة النووية لا تُسهم في إنتاج كمية كبيرة من الكهرباء، لكنها تضمن استقرار الشبكة.

وعن توقعاته بشأن أسعار الغاز، قال إن ارتفاع أسعار الغاز بعد الشتاء سيعتمد على الاستهلاك في مناطق أخرى من العالم.

وأضاف أن الصين استوردت كميات قليلة من الغاز المسال خلال الأشهر الأخيرة، وهناك العديد من ناقلات الغاز المسال العالقة في إسبانيا، وهذا يدل على مدى ديناميكية الوضع.

وأما عن العام الجديد، فقال مولر إنه سيتعين عليهم ملء المخزون لشتاء 2023-2024، وما تزال هناك حاجة إلى توفير ما لا يقل عن 20% من الغاز.

ويرصد الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مخزونات الغاز في عدد من الدول الأوروبية والمملكة المتحدة حتى نهاية أغسطس/آب (2022):

ملء مخزونات الغاز في أوروبا

أهمية اللوائح التنظيمية

على صعيد متصل، قالت وزراة الاقتصاد الألمانية إن اللوائح التنظيمية كان لها تأثير ضخم في تعزيز مستويات التخزين لفصل الشتاء المقبل.

فقد تبنّت برلين في يوليو/تموز (2022) مجموعة من الإجراءات لملء مخزون الغاز بنسبة 95% بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

ووصف وزير الاقتصاد روبرت هابيك الإنجاز الأخير بأنه خطوة مهمة، مشيرًا إلى أن الإجراءات الحكومية نجحت في تنظيم سوق كانت تعاني الفوضى خلال العقود الماضية، حتى تتمكن البلاد من تسريع ملء مستودعات التخزين رغم توقف الإمدادات من روسيا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق