التقاريرتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

الآبار غير النشطة قد تنعش إنتاج النفط الإيراني وتدعم الاحتياطيات

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إيران تحتلّ المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالي احتياطيات النفط والغاز
  • • استخراج النفط من بئر جديدة يتطلب استثمارًا متوسطًا بنحو 10 ملايين دولار
  • • خطة إنعاش الآبار منخفضة العائد تتطلب استثمار مليون دولار لتصبح البئر منتجة
  • • مجمع ابتكارات وتكنولوجيا النفط والغاز يتابع خطة إنعاش الآبار منخفضة الإنتاج
  • • عملية إنعاش الآبار تتطلب تمويلًا يتراوح بين 85 مليونًا و100 مليون دولار

تتضمن الخطة الجديدة التي وضعتها طهران، لزيادة إنتاج النفط الإيراني، إنعاش الآبار غير النشطة ومنخفضة الإنتاج باهتمام كبير، الأمر الذي أصبح يمثّل حلًا قصير الأجل لتحسين إنتاج البلاد.

وتشير الأرقام إلى أن إيران تحتلّ المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالي احتياطيات النفط والغاز، وكانت الاستفادة من هذه الثروة الضخمة أو الحفاظ عليها للأجيال القادمة يمثّلان تحديًا لواضعي السياسات، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأدى توظيف الطاقات المتجددة وجهود الدول لتعزيز أمن الطاقة والاستغناء عن الدول الغنية بالنفط إلى السعي لتحسين الإنتاج من مكامن الهيدروكربونات، من أجل تحويلها إلى ثروة لصالح الأجيال المقبلة.

خطة إنعاش الآبار منخفضة الإنتاج

وفقًا لتقرير المراجعة الإحصائية لعام 2022، الصادرة عن شركة النفط البريطانية "بي بي"، تحتلّ طهران المرتبة الرابعة في العالم بـ156 مليار برميل من احتياطيات النفط المؤكدة.

ويشير التقرير المذكور إلى أن نسبة احتياطيات النفط الإيراني إلى الإنتاج، بين دول المنطقة وزملائها من أعضاء منظمة أوبك، منخفضة جدًا؛ ما يستلزم بذل جهود لرفع المستوى.

النفط الإيراني
صورة توضيحية للمضخات في أحد حقول النفط – الصورة من بلومبرغ

بالمقارنة مع المعايير العالمية؛ فإن هذا الوضع ناتج أساسًا عن عدم تطوير الحقول المستكشفة ونقص التطوير والإنتاج الأمثل من الحقول التي تُستَغل، حسبما نشرت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية "شانا" (SHANA).

وكان تطوير حقول النفط وتعزيز إنتاج النفط الإيراني يجريان -في السابق- من خلال نهج موجّه نحو المكامن.

ويتطلب استخراج النفط من بئر جديدة استثمارًا متوسطًا يبلغ نحو 10 ملايين دولار، بينما في خطة إنعاش الآبار منخفضة العائد، باستثمار مليون دولار، يمكن أن تصبح البئر منتجة؛ ومن ثم فإنه يؤدي إلى تخفيض بنسبة 90% في تكلفة تحسين مستوى الإنتاج.

وفقًا للخبراء، فإن إنعاش الآبار منخفضة الإنتاجية يُعَدّ طريقة مختصرة لإنتاج النفط؛ لذلك إذا حُقِّقَت 10% فقط من هذا المشروع؛ فسَتُحَقق زيادة بنسبة 8-10% في إنتاج النفط الإيراني، وهذا يعني زيادة تتراوح بين 300 ألف و400 ألف برميل يوميًا من إجمالي السعة الإنتاجية للبلاد من النفط الخام.

استكشاف النفط الإيراني وإنتاجه

يتابع مجمع ابتكارات وتكنولوجيا النفط والغاز (أو جي تي آي بي)، في إيران، خطة إنعاش الآبار منخفضة الإنتاجية.

وقال رئيس المجمع، محمد إسماعيل كفايتي، إن أيّ عدد من الشركات التي تشارك في هذا المشروع يمكن أن يجتذبها المجمع؛ لأنه عمل يمكن أن يؤدي إلى بداية تحول نحو قطاع التنقيب عن النفط القائم على المعرفة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أنه وُفِّرَت مساحة لنشر الشركات القائمة على المعرفة، في المجمع، ودُعِّمَت بمساعدة المستثمرين، وبعد الحصول على إنتاج محسّن من الآبار منخفضة العائد أو إنتاج النفط من الآبار المهجورة، سيُدفَع جزء من إيراداتها مباشرةً للشركات المشاركة في المشروع.

وأوضح أنه بحسب الطلب الحالي على الاستثمار، يمكن القول، إن مثل هذه المشروعات لها مبرر اقتصادي، لدرجة أنه حتى لو انخفض سعر النفط إلى 20 دولارًا للبرميل، فإن هذه المشروعات ستظل قابلة للتطبيق من الناحية الفنية.

علاوة على ذلك، تتطلب هذه العملية تمويلًا يتراوح بين 85 و100 مليون دولار، وهي -بحسب التقديرات- تحقق جدوى اقتصادية كاملة.

والنقطة المهمة هي أن هذه العملية هي إحدى الفرص الاستثمارية المهملة، وقد وافق عليها المجلس الاقتصادي في البلاد بصفتها مهمة رئيسة في صناعة النفط الإيراني.

وإذا تحققت التوقعات، فسوف تنتج كمية كبيرة من النفط الإيراني خلال العامين المقبلين، أو على الأكثر 3 سنوات.

وتابع كفايتي قائلًا، إنه حتى مع نجاح المشروع بنسبة 50%، فإن كفاءته ومخرجاته ستتجاوز التوقعات، على الرغم من أهمية نوع التكنولوجيا المستعملة، أو الآلات أو المعرفة التقنية المستعملة في المشروعات.

في عملية زيادة كفاءة الآبار، صِيغَ نهج ذكي مع محورية الابتكار، وسيُجَمَّع العديد من الحلول البسيطة والمعقّدة وتُقدَّم، إذ انجذبت الشركات القائمة على المعرفة وشركات التمويل وقدّمت فيه، وبعد السحب، سُجِّلَت وقُبِلَت 48 شركة.

ائتمان بقيمة 700 مليون دولار

في الوقت الحالي، تسعى شركة النفط الإيرانية الوطنية في المقام الأول إلى تنفيذ مشروع وطني لإنعاش الآبار غير النشطة وذات الإنتاجية المنخفضة، معروف باسم خطة تحالف الخبراء، والذي وافق عليه المجلس الاقتصادي، وهو في مراحله النهائية.

وعند استيفاء شروط الخطة، بحلول سبتمبر/أيلول 2022، ستُوَقَّع العقود مع الشركات القائمة على التكنولوجيا والمعرفة في هذا الصدد.

بعد ذلك، تبدأ الأنشطة، وستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ صناعة النفط الإيراني التي تُستَغل فيها قدرة التكنولوجيا والشركات القائمة على المعرفة بهذه الطريقة.

وخصص المجلس الاقتصادي في إيران 700 مليون دولار لإنعاش الآبار ذات العائد المنخفض والمهجورة لإنتاج سنوي قدره 80 مليون برميل من النفط، بعد تنفيذ أنشطة الإنعاش، ومن خلال الإجراءات القانونية.

120 بئرًا منخفضة المخاطر

وفقًا لإعلان شركة النفط الإيرانية، يوجد 750-850 بئرًا منخفضة العائد أو مهجورة في خطة إنعاش الآبار الجديدة، ووُضِعَ نحو 120 بئرًا في القائمة المختصرة في البداية، بسبب وجود مخاطر أقلّ للإنعاش.

النفط الإيراني
أحد حقول النفط والغاز في إيران - الصورة من بلومبرغ

وتقع هذه الآبار -غالبًا- في حقول النفط الغنية في جنوب إيران، وستكون الآبار التي يسهل إنعاشها جاهزة للعرض على الشركات المؤهلة.

وتصنّف الآبار المُدْرَجة في هذه الخطة بأنها آبار سهلة ومتوسطة وصعبة، وقد طُوِّرَ نموذج تقني واقتصادي لجميع فئات الآبار الـ3، ولكل منها تعرفة مختلفة، حسبما نشرت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية "شانا" (SHANA) في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويشير الخبراء إلى الحاجة لاستثمار من 7 إلى 12 مليون دولار، وبمتوسط 10 ملايين دولار، لإنتاج النفط من بئر جديدة، بينما في خطة إنعاش الآبار منخفضة الكفاءة، باستثمار مليون دولار، يمكن أن تصبح البئر منتجة؛ ما يقلل التكاليف بنسبة 90%.

ويعتمد النموذج المالي لتنفيذ المشروع على التعرفة، وبحسب رئيس مجمع ابتكارات وتكنولوجيا النفط والغاز، محمد إسماعيل كفايتي، ستُدفَع تعرفة محددة لكل برميل من النفط المنتج من الآبار منخفضة الإنتاج، وفقًا لتصنيف الآبار.

يشار إلى أن تحسين إنتاج الآبار يُعَدّ من أسرع الطرق وأقلّها تكلفة لتعزيز إنتاج النفط الخام في العالم.

وتنقسم طرق تحسين الإنتاج إلى 3 فئات؛ هي: تحسين إنتاج الآبار، وتحسين المرافق السطحية، والاستخراج المحسَّن للنفط، ومدة تنفيذها تتراوح بين 6 أشهر وسنتين و3 سنوات على الأقلّ، ويمكن تنفيذ طرق تحسين إنتاج الآبار في الآبار المنتجة، ولكن بكفاءة منخفضة، وكذلك في الآبار غير النشطة.

وتُزَال نسبة من الآبار المنتجة لشركة النفط الوطنية الإيرانية، سنويًا، من مجموعة الإنتاج كونها آبارًا غير نشطة.

وصُنِّفت العديد من الآبار، من إجمالي عدد الآبار التي حُفِرت من جانب شركة النفط الإيرانية، على أنها آبار مغلقة ومهجورة ومعطّلة، ولم تعد منتجة.

في المقابل، تعدّ الآبار منخفضة الكفاءة وغير النشطة للشركات المنتجة للنفط الخام أفضل منصة للباحثين والتقنيين في مجال إنشاء وتنفيذ تقنيات جديدة قائمة على أساس جيد، فضلًا عن أنها أفضل فرصة لإنشاء شركات ناشئة وقائمة على التكنولوجيا والمعرفة في مجال خدمات الآبار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق