التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةروسيا وأوكرانياغازوحدة أبحاث الطاقة

اختلاف أسعار الغاز في أوروبا عقبة أمام توغل الصادرات الأميركية (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تعمل الشركات الأميركية على الاستفادة من ارتفاع أسعار الغاز الدولية، وسط الطلب المرتفع من أوروبا بصفة خاصة، لتعويض نقص الإمدادات الروسية.

وأمام ذلك، يواجه مصدّرو الغاز الأميركيون تحديًا جديدًا يتعلق باختلاف ظروف السوق المحلية في أوروبا، مع نقص سعة خطوط الأنابيب، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.

وقبل عام 2016، لم تكُن شركات الغاز الأميركية تعرف الكثير عن الأسواق الخارجية، لكن بفضل ثورة النفط الصخري، أصبحت الولايات المتحدة -حاليًا- مندمجة بشكل متزايد في أسواق الغاز العالمية بصفتها أحد أكبر المصدرين في العالم؛ لذلك تنوي الاستفادة من الارتفاع العالمي في أسعار الغاز، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أسعار الغاز الدولية

تبلغ صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة حاليًا ما يزيد قليلًا على 11 مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو ما يمثل 11% من إنتاج الغاز الطبيعي المُسوق في البلاد، وفق وود ماكنزي.

وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية؛ بلغت صادرات الغاز المسال الأميركية متوسط ​​11.2 مليار قدم مكعبة يوميًا في النصف الأول من 2022 (أو ما يعادل 42 مليون طن)، بزيادة 12% على أساس سنوي؛ ما جعلها أكبر مصدر لهذا الوقود في العالم.

ويوضح الرسم التالي صادرات الغاز المسال الأميركية على أساس فصلي من بداية عام 2021 حتى الربع الأول من 2022:

صادرات الغاز المسال الأميركية

ومع توغل الغاز المسال الأميركي في السوق الأوروبية بصفته بديلًا عن الغاز الروسي، بدأت الأسعار في أميركا الشمالية تتأثر بالاتجاهات العالمية، وأصبح المنتجون الأميركيون قادرين على البيع بأسعار الغاز الدولية.

وباتت عقود تصدير الغاز المسال الأميركي بالأسعار الدولية جذابة للغاية؛ إذ بلغت العقود الآجلة لأسعار الغاز ذروتها عند أكثر من 80 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس/آب، على المؤشر الآسيوي "اليابان-كوريا ماركر" (جيه كيه إم)، في الوقت نفسه كانت أسعار عقود الغاز في هنري هوب تزيد قليلًا على 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وانخفضت العقود الآجلة لأسعار الغاز في أوروبا -وفقًا لمؤشر تي تي إف الهولندي- بنحو 65% عن ذروتها المسجلة في أغسطس/آب، حينما تجاوزت 70 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية؛ لتتداول حاليًا حول 35 دولارًا، بينما يبلغ سعر الغاز في هنري هوب 5.30 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وفي المقابل، تحوّلت أسعار الغاز الطبيعي في واحة هوب بغرب تكساس إلى السالب (الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022) للمرة الأولى منذ عام 2020، مع إجراء صيانة في خطوط الأنابيب.

ونتيجة لهذه الفروقات الكبيرة في الأسعار الدولية والمحلية، يحرص المزيد من المنتجين الأميركيين على الاستفادة من هذه الأسعار العالمية، التي من المحتمل أن تستمر لعدة سنوات، حال التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا.

نقص البنية التحتية في أوروبا

مع ذلك، أكّدت التطورات الأخيرة في أوروبا أن استهداف الشركات الأميركية أسواقًا جديدة للغاز يمكن أن يُظهِر تحديات جديدة.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الغاز وفق مؤشر تي تي إف الهولندي، وهو المقياس الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا؛ فإن الأسعار في المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا يمكن أن تكون مختلفة تمامًا؛ لأن محدودية سعة خطوط أنابيب نقل الغاز تجعل ظروف السوق المحلية مختلفة.

وتتداول عقود الغاز في المملكة المتحدة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في الوقت الحالي، عند 23 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، انخفاضًا بنسبة 35% عن أسعار مؤشر تي تي إف الهولندي، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتعمل الدول الأوروبية على تعزيز سعة خطوط أنابيب الغاز لتسريع نقل الإمدادات إلى القارة العجوز، من خلال استئناف محادثات مشروع "ميدكات" عبر جبال البرانس بين إسبانيا وفرنسا، لكن الأخيرة عارضت إكمال المشروع.

في المقابل، اتفقت كل من إسبانيا والبرتغال وفرنسا، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على مشروع مشترك يحمل اسم "بارمار"، ليحل مكان خط أنابيب "ميدكات"، وينقل الغاز من برشلونة إلى مارسيليا، لكن بناء المشروع قد يستغرق ما يصل إلى 5 سنوات.

وبعيدًا عن ذلك، تحتاج البنية التحتية للغاز في أوروبا إلى إدخال تطويرات جديدة لتكون قادرة على نقل الغاز من الغرب إلى الشرق في إطار إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي؛ حيث كانت مصممة منذ سبعينيات القرن الماضي لتحريك الغاز من الشرق إلى الغرب (من روسيا إلى مراكز الطلب في ألمانيا).

وتوضح الخريطة التالية، التي أعدتها وحدة أبحاث الطاقة، خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي أوروبا والسعة التشغيلية، قبل غزو أوكرانيا:

خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا

وحتى حلّ هذه المشكلات أمام نقل إمدادات الغاز في أوروبا، ستظل ظروف السوق المحلية تؤثر في أسعار الغاز بين دول القارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق