أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

إنتاج النفط في غرب أفريقيا ينخفض 35% بقيادة دولتين من أكبر المنتجين

منذ عام 2010

دينا قدري

تراجع إنتاج النفط في غرب أفريقيا على نحوٍ ملحوظ منذ عام 2010، مع توقعات بانخفاض آخر في العام الجاري (2022)، في ظل ما يعانيه العالم من تراجع في البنية التحتية.

وقد أسهمت سنوات من قلّة الاستثمار والسرقة والتخريب والصراعات الأهلية، فضلًا عن ظروف التشغيل القاسية، في تقويض إنتاج المنطقة من النفط، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ.

ففي عام 2010، كان إنتاج النفط في غرب أفريقيا يبلغ ما يقرب من 5.5 مليون برميل يوميًا من الخام والمكثفات، أي نحو 7% من الإنتاج العالمي.

وبحلول العام الماضي (2021)، انخفض ذلك إلى ما يزيد قليلًا عن 3.5 مليون برميل يوميًا، وتراجعت حصة المنطقة عالميًا بمقدار 2%، بحسب البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

أكبر منتجي النفط في غرب أفريقيا

يكافح أكبر منتجي النفط في غرب أفريقيا -نيجيريا وأنغولا- مع الحقول التي تشهد تدهورًا طويل الأجل، إلّا أن المشكلات لا تتوقف عند هذا الحدّ.

يبدو أن تخفيضات الإنتاج التي وافق عليها تحالف أوبك+ في عام 2020 استجابةً لوباء فيروس كورونا، أدت إلى خسائر دائمة في الطاقة الإنتاجية لكلا البلدين العملاقين في غرب أفريقيا، وفق تقرير بلومبرغ.

ولم يتمكن أيّ منهما من استعادة الإنتاج الذي توقَّف بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2020، حتى عندما بدأت أهدافهما في الارتفاع أوائل عام 2021.

وعلى الرغم من أن أكبر منتجي النفط في المنطقة يكافحان، فقد يتمكن منتجو النفط في غرب أفريقيا قريبًا من الترحيب بعضو جديد.

إذ تأمل ناميبيا أن تكون الاكتشافات الأخيرة لشركتي شل وتوتال إنرجي قبالة سواحلها، بمثابة إعلان عن إنتاج النفط الذي طال انتظاره.

إنتاج النفط في نيجيريا

بالنسبة إلى نيجيريا، تُظهر بيانات الإنتاج من منظم النفط في البلاد انخفاض إنتاج الخام إلى أقلّ من مليون برميل يوميًا في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.

هذا بالكاد نصف المستوى الذي شوهد في الأشهر الأولى من عام 2020 قبل تخفيضات أوبك+، حتى عندما بدأت أهداف الإنتاج الارتفاع، استمر إنتاج نيجيريا في الاتجاه المعاكس.

وستعزز البلاد الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كياري.

هذا أمر صعب، وسيأخذ الإنتاج إلى مستوى لم يصل إليه منذ أكثر من عامين ونصف، وحتى إذا بُلِغَ الهدف، فإن الحفاظ على الإنتاج عند هذا المستوى يبدو صعبًا.

إذ يكاد الاستثمار على اليابسة وفي المياه الضحلة يكون معدومًا، في حين إن الإنفاق في المياه العميقة لن يفعل أكثر من إبطاء انحدار الإنتاج في البلاد.

ويُظهر الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج نيجيريا من النفط منذ عام 2019 حتى أغسطس/آب 2022:

إنتاج نيجيريا من النفط الخام

خسائر سرقة النفط في نيجيريا

هناك مشكلة أكبر يطرحها الافتقار إلى الأمن للبنية التحتية النفطية في نيجيريا؛ فقد أجبرت السرقات المتفشية للخام من خطوط الأنابيب التي تتقاطع مع منطقة دلتا نهر النيجر، المنتجين على إغلاق الآبار.

وأصبح الوضع سيئًا للغاية في الأشهر الأخيرة، لدرجة أن أحد أكبر خطوط الأنابيب التي تحمل الخام عبر المنطقة -خط أنابيب ترانس نيجر بقدرة 180 ألف برميل يوميًا- أُجبر على الإغلاق في يونيو/حزيران، بعد تباطؤ التدفقات إلى حدّ كبير.

كما تُظهر بيانات تتبّع السفن المستعملة لمراقبة صادرات النفط في البلاد أن الشحنات من المحطات التي تتعامل مع النفط الخام المنتج في منطقة دلتا نهر النيجر، قد تراجعت في الأشهر الأخيرة.

وفي الوقت الذي تظل فيه محطات نفط بوني وبراس مغلقة، أعادت شركة شل الشحنات من محطة نفط فوركادوس في وقت سابق من هذا الشهر، بعد إغلاق دام 10 أسابيع.

إلّا إن هناك المزيد الذي يتعين القيام به لحماية خطوط الأنابيب؛ إذ تتجه الحكومة الآن إلى أولئك الذين قاموا في السابق بتخريب البنية التحتية النفطية، لتوفير الحماية.

كما يبدو أن الأمر سيتطلب تركيب معدّات مراقبة ترصد الخسائر من خطوط الأنابيب في الوقت الفعلي، وهو الطلب الذي سيرفع تكلفة إنتاج النفط في غرب أفريقيا.

نقص الاستثمارات الجديدة في أنغولا

في الوقت نفسه، يتراجع الإنتاج أيضًا جنوبًا في أنغولا، أكبر منتجي النفط غرب أفريقيا، بحسب التقرير.

عندما انضمت البلاد إلى أوبك في عام 2007، كانت على وشك ضخ مليوني برميل يوميًا من النفط الخام، وبعد مرور 15 عامًا، تكافح أنغولا من أجل إبقاء الإنتاج عند نصف هذا المستوى.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج أنغولا من النفط الخام، منذ عام 2019 حتى يوليو/تموز 2022:

إنتاج أنغولا من النفط الخام - يوليو 2022

معظم المشروعات الجديدة تستغل الحقول القريبة من تلك العاملة بالفعل، وتستفيد من السعة الفائضة في وحدات الإنتاج العائمة عندما تصبح متاحة لوقف الانخفاض في الإنتاج، لكن لا توجد مراكز إنتاج بحرية جديدة قيد التطوير من شأنها عكس مسار التراجع في أيّ وقت قريب.

وقد يساعد ربط الحقول المجاورة بالسفن الحالية لمدّة من الوقت، ولكن قريبًا ستحتاج أنغولا إلى استثمارات جديدة كبيرة لمنع إنتاجها من الانزلاق إلى أقلّ من مليون برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق