نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

أرباح شركات النفط القياسية تشعل مجددًا الصراع مع بايدن

دينا قدري

أثار إعلان أرباح شركات النفط الكبرى -الأسبوع الماضي- انتقادات المسؤولين السياسيين حول دور تلك الشركات في أزمة الطاقة الحالية، وعدم مساهمتها في خفض الأسعار لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

إلّا أن الجدل -هذه المرة- لم يتعلق بالمبالغ الهائلة التي حققتها أكبر شركات الطاقة في العالم، لكن قيامها بتحويل الأرباح غير المتوقعة إلى المستثمرين.

إذ تُقدّم إكسون موبيل وشيفرون وشل وتوتال إنرجي ما يقرب من 100 مليار دولار للمساهمين سنويًا، في شكل عمليات إعادة شراء وأرباح، مع إعادة استثمار 80 مليار دولار فقط في أعمالها الأساسية هذا العام، وفقًا للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبرغ.

ومع ضغط أسعار البنزين وفواتير الخدمات المنزلية على المستهلكين وزيادة التضخم، يطالب السياسيون شركات النفط الكبرى بإعادة استثمار المزيد من الأرباح في التنقيب والتكرير لتخفيف الضغط.

فقد أدى وقف روسيا لشحنات الغاز الطبيعي إلى معظم أنحاء أوروبا، والعقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية، إلى اندلاع تدافع عالمي على إمدادات الطاقة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

بايدن ينتقد أرباح شركات النفط

غرّد الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة (28 أكتوبر/تشرين الأول)، ردًا على زيادة أرباح شركة إكسون موبيل: "لا أصدق أنني يجب أن أقول هذا، لكن منح الأرباح للمساهمين لا يساوي خفض الأسعار للعائلات الأميركية".

وهاجم بايدن إكسون موبيل مرة أخرى -مساء الجمعة- بحفل جمع تبرعات ديمقراطي في فيلادلفيا، قائلًا، إن أرباح الشركة كانت "أكبر ما حققته في تاريخها البالغ 152 عامًا، بينما تكافح بقية أميركا".

وأضاف: "هذه الأرباح الزائدة تعود إلى مساهميهم ومديريهم التنفيذيين، بدلًا من الذهاب إلى خفض الأسعار في المحطات، وإغاثة الشعب الأميركي، الذي يستحق ذلك ويحتاجه".

وتعهّد بايدن: "سأستمر في قول ذلك.. يقولون إنني أطاردهم، لم يروا شيئًا بعد.. أعني ذلك.. هذا أمر يزعجني".

ووصف النائب الديمقراطي رو خانا، من ولاية كاليفورنيا، أرباح شركات النفط بأنها "فاحشة"، وقدّم تشريعًا لحظر تصدير الوقود، وهي خطوة قال إنها ستخفض الأسعار في المحطات.

ووصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الأرباح بأنها "غير معقولة".

تحذير من فرض ضرائب جديدة

من جانبهم، فإن المديرين التنفيذيين في قطاع النفط -الواقعين تحت ضغط الانبعاثات وسنوات من العوائد الضعيفة- لا يعتزمون التراجع.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايك ويرث، في لقاء مع تلفاز بلومبرغ: "هناك أوقات عصيبة، كما رأينا قبل عامين فقط، إذ تكبَّدنا خسائر فادحة".

وأضاف: "تنتقل إلى جزء آخر من الدورة، وتحصل على أرباح قوية.. الأوقات الجيدة لا تدوم مثلما لا تدوم الأوقات الصعبة.. علينا الاستثمار خلال تلك الدورات".

ورفض ويرث فكرة أن الأرباح الحالية هي مكاسب غير متوقعة، وحذّر السياسيين من سَنّ أيّ سياسات "قصيرة النظر" من شأنها تقييد الاستثمار.

وقال: "عادةً إذا كنت تريد القليل من شيء ما، فإنك تفرض ضرائب عليه".

ويُظهر الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أرباح شركات النفط الكبرى في الربع الثاني من عام 2022:

شركات النفط الكبرى

تحركات ضد أرباح شركات النفط

في وقت سابق من العام الجاري (2022)، أقرّت بريطانيا ضريبة أرباح غير متوقعة على منتجي النفط والغاز المحليين -بما في ذلك بي بي وشل- لاسترداد بعض أرباحهم غير العادية، وقد يكون هناك المزيد من الإجراءات في الطريق.

وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، إذ يحاول سدّ عجز في الميزانية يبلغ 35 مليار جنيه إسترليني (40.7 مليون دولار).

كما أعطى الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر -في وقت سابق من العام- للدول، لتطبيق ضرائب غير متوقعة.

ووجد تحليل من مجموعة بوسطن الاستشارية أن الإجراء قد يجمع ما يصل إلى 150 مليار يورو (149 مليون دولار) في العام المقبل (2023).

من جانبه، قال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إن الوقت قد حان "لقمع تكتيكات التلاعب في أسعار النفط وإعادة أرباحها إلى جيوبنا"، مضيفًا أن "أسعار البنزين لا ينبغي أن تكون بهذا الارتفاع".

إلّا أن المحللين يقولون، إن معايير الوقود النظيف الصارمة في كاليفورنيا هي السبب الرئيس الذي يجعل الولاية تدفع أكثر مقابل البنزين، مقارنةً بأيّ ولاية أخرى في الولايات المتحدة.

مخاطرة بهروب الاستثمارات الجديدة

قد تكون الضرائب غير المتوقعة على أرباح شركات النفط شائعة، ولكن ما إذا كانت فعّالة أم لا، فهذا أمر آخر، بحسب ما أكده تقرير بلومبرغ.

إذ لم تضطر شل إلى دفع أيّ ضريبة غير متوقعة في المملكة المتحدة حتى الآن، على الرغم من تحقيق أرباح قياسية في عام 2022، بسبب زيادة الاستثمار في بحر الشمال.

والأهم من ذلك، تقول الصناعة، إن مثل هذه الضرائب تخاطر بتبديد الاستثمار من قبل شركات النفط الكبرى، في وقت تشتد فيه الحاجة إليها.

إذ تعمل إكسون موبيل وشيفرون على زيادة إنتاج النفط والغاز بسرعة في حوض برميان، وكلتاهما أبلغتا عن إنتاجية تكرير قوية في الربع الثالث من العام، ولكن هناك حدًا لمقدار ما يمكنهم فعله لتخفيف الأسعار على المدى القصير.

"تستغرق المشروعات الكبرى سنوات من التخطيط والتطوير.. السياسة السيئة هي أحد العوامل وراء أزمة الطاقة اليوم"، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز.

وأضاف: "لسوء الحظ، فإن الأسواق التي نحن فيها اليوم هي بمثابة وظيفة للعديد من السياسات، وجزء من السرد الذي جرى تداوله في الماضي.. ينصبّ تركيزنا حقًا على التأكد من فهم الأشخاص للعواقب المحتملة لبعض هذه السياسات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق