التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

ولايات أميركية تتسابق على مراكز الهيدروجين لإنتاجه وتخزينه (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • وزارة الطاقة الأميركية تتطلع إلى صرف 7 مليارات دولار بموجب قانون البنية التحتية
  • • الهيدروجين يُعدّ أداة مهمة لتحقيق الأهداف المناخية للولايات المتحدة الأميركية
  • • بعض الولايات تتحرك بدافع من أهداف المناخ وأخرى مدفوعة بالتنمية الاقتصادية
  • • خلايا وقود الهيدروجين يمكنها تشغيل المركبات الثقيلة مثل الجرارات لمسافات طويلة

تبرم ولايات أميركية اتفاقيات مع جيرانها أو بمفردها، سعيًا وراء المليارات من التمويل الفيدرالي لإنشاء "مراكز الهيدروجين"، وهي مجمّعة لإنتاج الغاز وتخزينه واستخدامه، الذي يراه الكثيرون جزءًا أساسيًا من هدف إزالة الكربون من الاقتصاد الأميركي.

ويرى المحللون أن مدى اتساع الدور الذي يجب أن تؤديه تلك المراكز قابل للنقاش، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

بدورها، تتطلّع وزارة الطاقة الأميركية إلى صرف مبلغ 7 مليارات دولار، بموجب قانون البنية التحتية للحزبين العام الماضي، الذي يمكن أن يموّل نحو 10 من مراكز الهيدروجين النظيف الإقليمية.

وتُعرَّف هذه المراكز على أنها "شبكة من منتجي الهيدروجين النظيف ومستهلكين محتملين للهيدروجين النظيف والبنية التحتية القريبة في جميع أنحاء البلاد"، وفقًا لما نشر موقع "كنساس ريفلكتر (Kansas Reflector).

وأفادت الوزارة -في بيان أصدرته الشهر الماضي- بأن مراكز الهيدروجين "H2Hubs" ستكون دافعًا مركزيًا في مساعدة المجتمعات في جميع أنحاء البلاد على الاستفادة من استثمارات الطاقة النظيفة والوظائف ذات الأجور الجيدة وأمن الطاقة المعزَّز.

وأضافت أن "كل ذلك يأتي لدعم هدف الرئيس الأميركي جو بايدن، المتمثل في تحقيق اقتصاد محايد كربونيًا بحلول عام 2050"، واصفًة ضخ ذلك التمويل الفيدرالي بأنه واحد من أكبر التدفقات في تاريخ وزارة الطاقة.

ويُضاف هذا المبلغ إلى الأموال المخصصة بموجب أحكام قانون خفض التضخم، الذي أنشأ ائتمانًا ضريبيًا نظيفًا على إنتاج الهيدروجين، وأجرى تغييرات كبيرة في ائتمانات ضريبة احتجاز الكربون، التي يمكن أن تعزّز إنتاج الهيدروجين ودوره.

دوافع الولايات لإنشاء مراكز الهيدروجين

قال أستاذ الهندسة الميكانيكية، المدير التنفيذي لمعهد الطاقة في جامعة ولاية كولورادو الأميركية بريان ويلسون: إن بعض الولايات ستكون مدفوعة بأهداف المناخ، وتنطلق الولايات الأخرى بدافع التنمية الاقتصادية، ويوفر الهيدروجين فرص عمل جديدة وكبيرة.

مراكز الهيدروجين
تصور لمحتويات مراكز إنتاج الهيدروجين وتخزينه - الصورة من كنساس ريفلكتر

وأوضح أن الهيدروجين يُعدّ أداة مهمة لتحقيق الأهداف المناخية للولايات المتحدة الأميركية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويشغل بريان ويلسون منصب مدير تحالف "روكي ماونتن" لكهرباء الجيل المقبل، الذي يتكوّن من جامعات ومختبرات وطنية من 4 ولايات غربية تقدم الدعم الفني للجهود المبذولة لإنشاء مشروع "ويسترن إنترستيت هيدروجين هاب"، بين ولايات كولورادو، ونيو مكسيكو ويوتا ووايومنغ.

وقال كبير مديري سياسات إدارة الكربون في معهد غريت بلينز الأميركي، مات فراي، إنه حتى الولايات المحافظة اقتنعت بأهمية احتجاز الكربون ومعالجة الآثار الواضحة لتغير المناخ.

وأُبرمت اتفاقيات مراكز هيدروجين مماثلة بين ولايات لويزيانا وأوكلاهوما وأركنساس؛ ومينيسوتا ومونتانا وداكوتا الشمالية وويسكونسن وكونيتيكت وماساتشوستس ونيوجيرسي ونيويورك.

وتوجد لدى ولايتي مينيسوتا وويسكونسن مذكرة تفاهم منفصلة مع ولايات إلينوي وإنديانا وكنتاكي وميشيغان وأوهايو تهدف إلى "تسريع وتحسين" إنتاج الهيدروجين النظيف.

بدورهما، تتعاون ولايتا أوريغون وواشنطن لإنشاء "مركز شمال غرب المحيط الهادئ" لإنتاج الهيدروجين، في حين بذلت ولايات أخرى، مثل بنسلفانيا وجورجيا، جهودًا لإنشاء مراكز هيدروجين لديها.

سبب الاهتمام بإنتاج الهيدروجين

يوجد إجماع على أن الهيدروجين، الذي لا يطلق انبعاثات كربونية عند حرقه، يمكن أن يكون جزءًا رئيسًا من معالجة القطاعات التي يصعب التخلص من الكربون فيها من الاقتصاد، والصناعات التي لا تكون فيها الكهرباء مجدية.

وتشمل تلك القطاعات الشحن والطيران والنقل البري الثقيل مثل السكك الحديدية وصناعة الصلب والأسمنت.

وعلاوة على ذلك، يمكن لخلايا الوقود، التي ستنتجها مراكز الهيدروجين تشغيل المركبات الثقيلة مثل الجرارات لمسافات طويلة، التي تحتاج إلى نطاق سير أكبر مما يمكن أن توفره البطاريات حاليًا، أو يمكن استخدام الهيدروجين لإنتاج وقود متوافق مع محركات الاحتراق الداخلي الحالية.

ويمكن مزج الهيدروجين إلى درجة معينة حاليًا مع الغاز الطبيعي لحرقه في توربينات الغاز لتوليد الكهرباء.

ويبرز الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- قائمة الدول المرشحة لإنتاج الهيدروجين، التي تحتل أميركا فيها المركز الخامس عالميًا:

المغرب وسباق الهيدروجين

وذكرت شركة توليد الكهرباء "جورجيا باور" الأميركية في يونيو/حزيران، أنها تمكنت من حرق مزيج هيدروجين بنسبة 20% في أحد التوربينات في مصنع ماكدونو-أتكينسون لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي خارج مدينة أتلانتا، محققة انخفاضًا بنسبة 7% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويُنتج -حاليًا- معظم الهيدروجين في الولايات المتحدة باستخدام إعادة تشكيل بخار الميثان عبر الغاز الطبيعي، ما يُسمى الهيدروجين "الرمادي".

ويُنتج الهيدروجين "الأخضر" من خلال عملية التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة النظيفة. ويُشتَقّ الهيدروجين "الأزرق" من الوقود الأحفوري، ولكنه يقترن بتقنية احتجاز الكربون، إذ يُصفّى ثاني أكسيد الكربون ويُخزن تحت الأرض.

وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية، المدير التنفيذي لمعهد الطاقة في جامعة ولاية كولورادو في الولايات المتحدة، بريان ويلسون: إن هناك القليل من الهيدروجين الأخضر أو الأزرق الثمين الذي يُنتج في الوقت الحالي.

الأموال المخصصة لمراكز الهيدروجين وائتمانات ضريبة الإنتاج ومبادرة "هيدروجين شوت" التابعة لوزارة الطاقة -وهي مبادرة لتقليل تكلفة الهيدروجين المنتج من الطاقة المتجددة من نحو 5 دولارات للكيلوغرام إلى دولار واحد للكيلوغرام على مدى العقد المقبل- يمكن أن تغير ذلك.

وأوضح أنه مع استمرار انخفاض تكلفة مصادر الطاقة المتجددة واستمرار انخفاض تكلفة الهيدروجين، تصبح قضية مراكز الهيدروجين مقنعة جدًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق