سلايدر الرئيسيةأخبار النفطعاجلنفط

وزير الطاقة السعودي يتحدث عن الخلاف مع أميركا.. و"خسارة باهظة الثمن" (فيديو)

ياسر نصر - دينا قدري

تحدَّث وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن نمو صادرات بلاده إلى أوروبا، وكذلك الأزمة المثارة مع أميركا بعد قرار أوبك+ خفض الإنتاج مليوني برميل يوميًا، بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وحتى ديسمبر/كانون الأول 2023.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال مشاركته في جلسة بعنوان القيادة من خلال الطاقة ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي انطلقت فعالياته اليوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض: "في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، كانت شركة أرامكو السعودية تزوّد أوروبا بـ 490 ألف برميل يوميًا، وفي الشهر نفسه من العام الجاري بلغت الأحجام 950 ألف برميل يوميًا".

وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أن الأزمة الحالية قد تكون أسوأ أزمة طاقة، موضحًا أن بلاده "تشاورت مع العديد من الحكومات الأوروبية بشأن الأزمة الحالية".

ومن ضمن الدول الأوروبية التي ذكرها الوزير بشأن التشاور حول الأزمة الحالية، وتتأكد ما إذا كانت هناك أيّ تسهيلات تقوم بها المملكة، دول ألمانيا والتشيك وبولندا وكرواتيا ورومانيا.

الركود الاقتصادي

أكد المسؤول الأول عن قطاع الطاقة في السعودية أنه في ظل الاضطرابات الدولية، والنزاع في شرق أوروبا، وعدم وضوح رؤية الصين بشأن سياسة مواجهة كورونا، "كل ذلك يشير إلى أن السنة المقبلة تتّسم بعدم اليقين".

وقال خلال كلمته: "الأمر لا يتعلق بالركود بحدّ ذاته، ولكن حول مدى خطورة الركود في الطلب على النفط".

تأتي التصريحات ردًا على ادّعاءات وكالة الطاقة الدولية التي أشارت إلى أن قرار أوبك+ بشأن خفض إنتاج النفط يهدد بتعميق أزمة الطاقة العالمية، من خلال رفع أسعار النفط في وقت يقف فيه الاقتصاد العالمي على حافة الركود.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (25 أكتوبر 2022)

احتياطيات النفط

شدد وزير الطاقة السعودي على ضرورة الاحتفاظ بقدرة نفطية احتياطية، وذلك لمواجهة الأزمات وحالات الطوارئ.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "يستنفد الناس مخزونهم لحالات الطوارئ، ويستخدمونها للتلاعب بالسوق، بينما يكون هدفهم الأصلي هو التخفيف من نقص الإمدادات".

وأشار إلى أنه قد يصبح استخدام مخزون الطوارئ مؤلمًا في الأشهر المقبلة، إذ ستكون خسارة السعة الاحتياطية باهظة الثمن".

كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلنت مؤخرًا بيع دفعة جديدة من احتياطي النفط الإستراتيجي للتسليم في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وسط خطط لإطلاق المزيد من المخزونات لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية طرح 15 مليون برميل من احتياطي الطوارئ للتسليم في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ضمن خطة بيع 180 مليون برميل من الاحتياطي الإستراتيجي التي أعلنها الرئيس جو بايدن في مارس/آذار الماضي، لمدة 6 أشهر، بعد اضطرابات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأدّت عمليات السحب إلى تراجع احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي عند 405 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر/تشرين الأول، وهو أقلّ مستوى منذ يونيو/حزيران لعام 1984، بحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إمدادات السعودية

أكد وزير الطاقة السعودي أن المملكة دائمًا تفي بمسؤوليتها بصفتها موردًا موثوقًا للطاقة، قائلًا: إن "السعودية هي البلد الأكثر أمنًا وموثوقية للنفط.. أريد دليلًا واحدًا يُظهر تخلّينا عن مسؤوليتنا والتزاماتنا".

وأضاف أن حرب الخليج لم تكن لتنجح إذا لم تكن السعودية تمتلك طاقة احتياطية، وهو ما تكرر عندما تدهور الوضع في ليبيا.

وأشار إلى أن حل الأزمة الحالية يجب أن يأتي من حلول متنوعة ودول مختلفة، ويتطلّب توقُّف بعضهم عن سياسة الإنكار.

الخلاف مع أميركا

قال وزير الطاقة السعودي: "من آدابنا بصفتنا سعوديين أن نتكلم وجهًا لوجه، ولا نعطي ظهرنا لأحد".

وأضاف في إشارة إلى الأصوات المعترضة على قرار أوبك+، ومن بينها الولايات المتحدة: "قررنا أن نكون نحن الناضجين بهذا الأمر".

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (25 أكتوبر 2022)

واستشهد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بما حدث في عام 2008، عندما ازداد الطلب واستمر الإنتاج دون أيّ خفض، فازدادت الأسعار بسبب أن العالم كان يقول، إن الاحتياطيات تنفد.

وأشار إلى أن ما حدث سابقًا درس يجب الانتباه له، مشددًا على أن استنفاد الاحتياطيات له أثر مؤلم أكثر مما يتخيله الناس.

كان الرئيس الأميركي فد أعرب عقب قرار أوبك عن "خيبة أمله"، واصفًا خفض الإنتاج بـ"القرار قصير النظر".

وردّت وزارة الخارجية السعودية على ذلك بأن "مخرجات اجتماعات أوبك+ تُتَبَنَّى من خلال التوافق الجماعي من الدول الأعضاء، من منظور اقتصادي بحت يراعي توازن العرض والطلب في أسواق النفط، ويحدّ من التقلبات التي لا تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.

لكن المسؤولين الأميركيين استمروا في انتقاد الخطوة، داعين إلى وضع قانون لمحاسبة "أوبك" بدعوى الاحتكار، ضمن مشروع في الكونغرس الأميركي.

قمة المناخ

أعرب وزير الطاقة السعودي عن حماسته لكون مصر هي الدولة المضيفة لقمة المناخ كوب 27، وقال: "لدى المملكة الكثير لتَعرِضه من حيث المبادرات الخضراء في كوب 27، سنساعد مصر في إنجاح هذا الحدث".

وتستعدّ مصر على قدم وساق لاستضافة الحدث العالمي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في مدينة شرم الشيخ، من خلال التحضير لعدد من المبادرات الهادفة إلى خفض الانبعاثات وتسريع تحول الطاقة ووضع حلول لأزمات الدول النامية.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (25 أكتوبر 2022)

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق