التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

هل تنقذ القوارب الكهربائية قطاع الشحن من انبعاثات الكربون؟ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • قطاع الشحن يطلق نحو 1000 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
  • • اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 لم تشمل الشحن الدولي والطيران.
  • • القوارب الكهربائية توفر رحلات أكثر سلاسة وهدوءًا من نظيراتها التي تعمل بالوقود الأحفوري.
  • • سوق القوارب الكهربائية العالمية حققت عائدات بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2021.
  • • ثلثا القوارب الكهربائية على مستوى العالم في عام 2021 كانت قوارب ركاب.

تشقّ البواخر الكهربائية الكبيرة مثل العَبَّارات وسفن الشحن طريقها إلى السوق، وأصبحت القوارب الكهربائية بديلًا للقوارب السريعة التي تعمل بالديزل، مدعومة باللوائح التنظيمية الجديدة الداعية إلى التخلص من انبعاثات الكربون في قطاع الشحن.

ولا تُعَد القوارب أو السفن الكهربائية، شأنها شأن السيارات الكهربائية، اختراعًا جديدًا، وبعد أن أصبحت سوقها متاحة خلال منتصف القرن الـ19 إلى أواخره، شهدت تراجُعًا بحلول مطلع القرن بسبب ظهور محركات جديدة تعمل بالمشتقات النفطية.

وعادت القوارب الكهربائية إلى الظهور في المجال البحري بعد أكثر من قرن من الزمان، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستعادت القوارب التي تعمل بالكهرباء جاذبيتها مجددًا في ظل أسعار النفط المرتفعة والمتقلبة التي عززتها الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى أجندة الحياد الكربوني، حسبما نشر موقع إنرجي مونيتور (Energy Monitor).

انبعاثات قطاع الشحن

يطلق قطاع الشحن نحو 1000 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون أو 3% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية العالمية سنويًا، وفقًا للمنظمة البحرية الدولية (آي إم أو).

القوارب الكهربائية
قارب سَكَني مزوَّد بألواح الطاقة الشمسية في قناة نهر "لي" ببريطانيا

وأضافت المنظمة أن هذا الرقم يمكن أن ينمو بشكل كبير إلى أكثر من ضعف انبعاثات القطاع لعام 2008 بحلول عام 2050 في سيناريو العمل المعتاد.

في المقابل، لم تشمل اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 قطاعي الشحن الدولي والطيران.

ورغم ذلك؛ فقد تبنّت المنظمة البحرية الدولية، بعد 3 سنوات، "إستراتيجية أولية" لإزالة الكربون، وتحديد هدف بلوغ ذروة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الشحن الدولي "في أقرب وقت ممكن" وتقليلها بنسبة "50% على الأقل" بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2008.

وهدفت إستراتيجية المنظمة إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل طن/كيلومتر واحد بنسبة 40% على الأقل في المتوسط بحلول عام 2030.

ويضيف الارتفاع القياسي في أسعار الوقود الأحفوري إلحاحًا اقتصاديًا إلى سياسة حماية المناخ هذه؛ حيث يلمّح صانعو القوارب الكهربائية إلى زيادة الاهتمام وتكثيف الجهود لخفض الانبعاثات.

القوارب الكهربائية الطائرة

ويقول مسؤول العلاقات العامة والاتصال لدى شركة القوارب الكهربائية السويدية "كانديلا"، ميكايل ماهلبرغ: "في البداية، كان إقناع الناس بأن القارب الطائر فكرة سليمة يمثل تحديًا، وأصبح لدينا الآن اندفاع على الطلبات."

وتُعَد قوارب كانديلا أول قوارب كهربائية ذات أسطوانات مائية في العالم وتزعم أنها تستخدم طاقة أقل بنسبة 80% من القوارب السريعة التقليدية.

ويضيف ماهلبرغ أن حداثة طراز "كانديلا-سي 7" الأول، اجتذبت شركات التكنولوجيا الرائدة في وادي السيليكون، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

بدوره، يجتذب أحدث طراز للشركة، "كانديلا-سي 8"، قاعدة عملاء متنامية تتكون من شركات النقل البحري التي تبحث عن قوارب متميزة.

المزايا البيئية للقوارب الكهربائية

توفر القوارب الكهربائية رحلات أكثر سلاسة وراحة من نظيراتها التي تعمل بالوقود الأحفوري، مع ميزة إضافية تتمثل في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومساهمة أقل في الضرر البيئي الذي يُعَد نموذجيًا للشحن التقليدي، مثل المطر الحمضي.

ويقول مسؤول العلاقات العامة والاتصال لدى شركة القوارب الكهربائية السويدية "كانديلا"، ميكايل ماهلبرغ، إن طراز "كانديلا-سي 8" يتميز بعدم إحداث ضوضاء، ولا يحتاج للصيانة، وقيادته ممتعة للغاية وخالٍ من الانبعاثات.

من ناحية ثانية، تقدم التطورات في المحركات الكهربائية البحرية بديلًا أكثر تقليدية لنموذج القارب الطائر من شركة كانديلا.

القوارب الكهربائية
القارب الطائر طراز سي-8 من شركة كانديلا يحوم فوق سطح الماء

وتقدم شركة فيجن مارين تكنولوجيز، ومقرها كندا، طرازًا كهربائيًا بالكامل بقوة 180 حصانًا، وهو أقوى طراز في سوق القوارب الكهربائية.

ويقول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيجن مارين، ألكسندر مونجيون، إن الشركة أدركت، في العام الماضي، أنها تتلقى طلبات أكثر مما يمكنها إنتاجه في مصنع مونتريال.

وحققت سوق القوارب الكهربائية العالمية عائدات بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2021، ومن المتوقع أن تتضاعف 3 مرات لتصل إلى 16.6 مليار دولار بحلول عام 2031، وفقًا لدراسة أجريت في يوليو/تموز 2022 من قِبل شركة الاستشارات الأميركية ألايد ماركت ريسيرش.

وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تشمل جميع قطاعات الشحن والنماذج الكهربائية بالكامل والطرازات الكهربائية الهجينة، يشير البحث إلى أن ثلثي القوارب الكهربائية على مستوى العالم في عام 2021 كانت قوارب ركاب.

هل من الصعب كهربة القوارب الكبيرة؟

بالنسبة إلى أكبر السفن أو القوارب الصغيرة التي تسافر لمسافات طويلة جدًا، يصبح التشغيل بالكهرباء أكثر صعوبة؛ لأن بطاريات الليثيوم أيون التقليدية لا يمكنها القيام بالرحلة بين المواني دون إعادة شحنها، بينما يمكن للسفن التي تعمل بالوقود السائل أن تفعل ذلك.

وقيود سعة البطارية هذه تنطبق فقط على أثقل السفن وتلك التي تسافر لمسافات طويلة للغاية.

تجدر الإشارة إلى أن 40% من حركة الحاويات العالمية يمكن أن تكون كهربائية بالكامل باستخدام التكنولوجيا الموجودة، حاليًا، في السوق، وفقًا لبحث جديد أجرته جامعة كاليفورنيا ومختبر لورانس بيركلي الوطني في الولايات المتحدة.

ووجدت الدراسة أن العائق أمام كهربة العديد من أساطيل الشحن ليس تكنولوجيا البطاريات ولكن التكلفة.

ويُعَد الهيدروجين والأمونيا، المنتجان بالطاقة المتجددة، من أنواع الوقود السائل النظيف وبدائل محتملة لزيت الوقود الثقيل التقليدي الذي تستهلكه السفن.

ويرى المحللون أن الوقت وعدم الكفاءة والتكلفة في إنتاجهما، مقارنةً بزيت الوقود الثقيل، تجعل من غير المرجح أن تصبح تنافسية بدرجة كافية من حيث التكلفة لتحل محل الوقود الأحفوري، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الكهربة المباشرة عادة ما تكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بـ5 مرات من استخدام الوقود الاصطناعي في قطاع النقل، باستثناء الخسائر الناجمة عن نقل الوقود الاصطناعي وتخزينه، كما وجد الباحثون المشاركون في إعداد الدراسة.

في عام 2019، أطلقت شركة الطاقة الدنماركية "دانفوس إيلين"، عَبّارة كهربائية مع مدة سداد تصل إلى 4 سنوات وإمكانية استبدال 900 عبارة ركاب تجارية في أوروبا وحدها.

في يونيو/حزيران 2022، سجّلت هذه العبّارة رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا برحلة بطول 90 كيلومترًا، وهي أطول مسافة تقطعها عبّارة كهربائية بشحنة بطارية واحدة.

في يناير/كانون الثاني، أكملت سفينة سياحية كهربائية بالكامل بطول 100 متر بسعة 1300 شخص رحلتها الأولى. السفينة، التي طورتها شركة China Yangtze Power، تستخدم قدرًا من الكهرباء يعادل 100 سيارة كهربائية (EVs).

بدورها، تعمل سفينة الشحن الكهربائية بالكامل، التابعة لشركة الكيماويات النرويجية "يارا"، دون طاقم، ومن المتوقع أن تحل محل 40 ألف رحلة شاحنة تعمل بالديزل سنويًا.

ويتوقع المحللون أن النقص المحتمل في الليثيوم للسنوات الـ15 المقبلة قد يخلق حاجزًا أمام التحول الكامل للكهرباء في قطاع الشحن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق