اليابان تواصل مشاوراتها بشأن مشروع سخالين 1.. وهذا موقف الهند
هبة مصطفى
ما زال مشروع سخالين 1 الروسي للنفط والغاز مثار حديث واهتمام الدول المعنية بالأمر، التي تشكّل إمدادات موسكو أهمية كبرى لها.
ويتوجب على الهند واليابان والشركات المشارِكة في المشروع إعلان موقف من الشراكة الجديدة، بعدما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل إدارة وملكية المشروع لكيان محلي جديد.
ويبدو أن نيودلهي تسبق طوكيو بخطوات في هذا الشأن، إذ تتمسك بحصتها البالغة 20% في المشروع السابق، وتسعى للاحتفاظ بالنسبة ذاتها في الكيان الجديد الخاضع لإدارة شركة "سخالين مور نفط غاز" التابعة لشركة روسنفط الروسية، وفق ما نشرته رويترز اليوم الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول.
وكان المشروع قد واجه مؤخرًا معضلة جديدة تتعلق بانخفاض الإنتاج وهبوطه لمستويات قياسية، بعدما دفعت العقوبات نحو تقييد عمل الشركات الغربية للتأمين على الناقلات التزامًا بالعقوبات، مع رفض شركة إكسون موبيل (الشريكة بحصّة قدرها 30% بالمشروع) التعاون مع شركات روسية محلية، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
حصة الهند
تميل الهند -ممثّلةً في شركة النفط والغاز الطبيعي "أو إن جي سي"- إلى نقل حصتها البالغة 20% في مشروع سخالين 1 إلى الكيان الجديد الذي أعلنته روسيا مؤخرًا، ردًا على العقوبات وتخارج الشركات الدولية المشاركة، مثل شركة شل.
وبموجب مرسوم أعلنه بوتين في وقت سابق، فإن الكرملين يمتلك حق الموافقة على انضمام المساهمين في الكيان الجديد للمشروع، واحتفاظ المساهمين في المشروع السابق بحصصهم، أم إلغائها.
وقرر الكيان الجديد إمهال المستثمرين والمساهمين شهرًا واحدًا لتقرير موقفهم من الاحتفاظ بحصتهم ونقلها للشركة الخاضعة للإدارة الروسية، أو تخارجهم من المشروع.
ولم تتأثر العلاقات الروسية -الهندية بالأحداث الأخيرة وحرب أوكرانيا، وانحازت نيودلهي إلى ضمان انتظام إمدادات النفط والغاز من موسكو، ورفضت الانضمام للفريق المؤيد للعقوبات.
وقد يعزز ذلك من استحواذ الدولة الواقعة جنوب آسيا على حصة بالكيان الجديد تعادل حصتها الحالية.
مشاورات يابانية
تعدّ طوكيو متأخرة قليلًا عن الموقف الهندي، ولم تحسم موقفها بعد، وتواصل الحكومة مشاوراتها مع المساهمين اليابانيين لتقرير موقف البلاد الاستثماري من تشغيل المشروع والكيان الروسي المُشكَّل حديثًا.
ولا يعني استمرار المشاورات اليابانية حتى الآن أن المشروع لا يشكّل أهمية لها، إذ إنها تعتمد على إمدادات موسكو، وتملك شركتها "سوديكو" حصة قدرها 30% من المشروع، وفق رويترز.
وأكد وزير الصناعة الياباني ياسوتوشي نيشي مورا أن المشاورات بين أطراف الشراكة (سواء المساهمين الحكوميين في شركة سوديكو أو مساهمي القطاع الخاص) ما زالت مستمرة؛ لتحديد الإجراءات والخطوات التي يمكن اتّباعها.
وأوضح نيشي مورا أن مشروع سخالين 1 يشكّل أهمية كبرى لطوكيو، خاصة أن الوزارة تملك 50% من "سوديكو" التي تمثّل الجانب الياباني في المشروع الروسي، بحصّة قدرها 30%.
تطورات المشروع
بدأت اضطرابات مشروع سخالين 1 منذ تخارج شركة شل، التزامًا بالعقوبات المفروضة على روسيا، إثر غزوها أوكرانيا قبل ما يقارب 8 أشهر.
ومؤخرًا، شهد المشروع تصعيدًا بإصدار بوتين مرسومًا من شأنه تشكيل كيان جديد لتشغيل المشروع، بعدما كانت يخضع لإدارة شركة إكسون موبيل الأميركية في وقت سابق.
وانتزع بوتين من الشركة الأميركية -بصورة نهائية- الشهر الجاري حق إدارة المشروع، وتخارجت منه بعدما أسند تلك المهمة إلى شركة تابعة لـ"روسنفط".
وعقب تلك الخطوة تقرّر إمهال المساهمين في المشروع مدة قدرها شهر واحد؛ للتقدم بطلب تحسمه الحكومة الروسية بشأن الانضمام للكيان الجديد المُسجَّل في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ورغم المحاولات الروسية لضمان استقلال المشروع، والردّ على العقوبات الأميركية والأوروبية، فإن تعثُّر إنتاج النفط وانخفاضه لمستويات قياسية دفع موسكو للإلقاء باللوم على شركة إكسون موبيل وتحميلها مسؤولية تراجع الإنتاج منذ مايو/أيار الماضي.
ولم يقف الأمر عند ذلك، بل تشكّل أزمة توفير غطاء تأميني لناقلات الشحنات الروسية من المشروع معضلة، تتنظر الكيان الجديد، بعدما امتنعت شركات التأمين الغربية عن مواصلة عملها في هذا الشأن، التزامًا بالعقوبات.
اقرأ أيضًا..
- احتجاز الكربون بين مؤيد ومعارض.. هل يُسهم في معالجة أزمة المناخ؟
- العلاقات السعودية الأميركية.. أبرز 5 ملامح بعد قرار أوبك+ (تقرير)
- مفاجأة.. صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا تنخفض 12%
- بايدن يستعين باحتياطي النفط الإستراتيجي لتهدئة الأسعار قبل انتخابات الكونغرس