التقاريرانفوغرافيكتقارير النفطرئيسيةنفط

خط أنابيب دروجبا.. إحدى بوابات عبور النفط الروسي إلى أوروبا (إنفوغرافيك)

أمل نبيل

تسبّب حادث التسرب النفطي في خط أنابيب دروجبا مؤخرًا، في إثارة المخاوف من تزايد حدة أزمة الطاقة في القارة الأوروبية، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وتواجه أوروبا نقصًا حادًا في إمدادات الغاز الطبيعي منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، وتوقف الإمدادات نهائيًا من نورد ستريم، في 26 سبتمبر/أيلول (2022)، جرّاء انفجار خطوط أنابيب الغاز.

وكانت شركة بيرن البولندية قد أعلنت يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أنها اكتشفت تسربًا في خط الأنابيب الروسي الذي ينقل النفط إلى ألمانيا، على بُعد 45 ميلًا من مدينة بلوك في وسط بولندا.

خط أنابيب دروجبا

يُعَد خط أنابيب دروجبا -الذي يعني في اللغة الروسية "الصداقة"- أحد أطول خطوط أنابيب النفط الخام في العالم.

أُنشئ الخط عام 1960، لتزويد حلفاء الاتحاد السوفيتي في أوروبا الشرقية بالنفط، ودخل مرحلة التشغيل الكامل عام 1964.

خط أنابيب دروجبا
خط أنابيب دروجبا - الصورة من موقع سي إم سي

ويبلغ إجمالي طول الخط -الذي ينقل النفط الروسي إلى أوروبا- نحو 5 آلاف و500 كيلومتر، وفقًا لموقع الرابطة الدولية لناقلي النفط (iaot).

ويبدأ خط أنابيب دروجبا من مدينة ألميتيفسك في روسيا الاتحادية، إذ تلتقي خطوط الأنابيب التي تحمل النفط الخام من سيبيريا والأورال وبحر قزوين، ويتجه إلى موزير في بيلاروسيا، إذ ينقسم إلى فرعين: شمالي وجنوبي.

وتتراوح الطاقة الإنتاجية لخط أنابيب الصداقة الروسي، بين 1.2 و1.4 مليون برميل يوميًا، مع إمكان زيادة السعة إلى نحو مليوني برميل يوميًا.

وصُنعت الأنابيب في الاتحاد السوفيتي وبولندا، في حين صُنعت الصمامات في تشيكوسلوفاكيا، وسلّمت جمهورية ألمانيا الديمقراطية المضخات، في حين قدّمت المجر معدات الأتمتة والاتصالات.

وتكلّف بناء خط الأنابيب نحو 400 مليون روبل (6.82 مليون دولار أميركي)، ويعبر 45 نهرًا رئيسًا في طريقه إلى وسط أوروبا.

(الروبل = 0.016 دولارًا أميركيًا)

ويرصد الرسم البياني التالي -من وحدة أبحاث الطاقة- الدول الأوروبية التي يمرّ بها خط أنابيب النفط الروسي "دروجبا":

خط أنابيب دروجبا

تدفقات النفط الروسي إلى ألمانيا

قالت ألمانيا، يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن هناك تراجعًا في تدفقات النفط الروسي عبر خط أنابيب دروجبا، جرّاء حادث التسرب الذي اكتُشف أول من أمس الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها ما زالت تحصل على إمدادات كافية، وفقًا لرويترز.

وأكدت شركة ترانسنفط الروسية المملوكة للدولة، أن ضخ النفط مستمر إلى بولندا، وأن الشركة المُشّغلة للخط لم تحدد بعد المدة التي ستستغرقها الإصلاحات.

وأكدت شركة بيرن البولندية، المُشغّلة لخط أنابيب دروجبا، أن عمليات تسليم النفط إلى ألمانيا مستمرة، مع الأخذ في الحسبان "الإمكانات الفنية" بعد اكتشاف التسرب، الذي يُرجّح أنه حادث عرضي وليس عملًا تخريبيًا.

وقالت شركة "بي.كيه.إن أورلين" البولندية، إن إمدادات النفط إلى مصفاة "بلوك" التابعة لها لم تنقطع نتيجة الحادث.

خط أنابيب دروجبا
خط أنابيب دروجبا - الصورة من موقع think.ing

وفي العام الماضي (2021)، استحوذت روسيا على نحو 35% من إمدادات النفط الخام الألمانية، وخُفّضت هذه الإمدادات في أعقاب غزو أوكرانيا.

وتحاول برلين -الآن- التخلص التدريجي من الكميات المتبقية قبل فرض حظر وشيك من جانب الاتحاد الأوروبي على معظم الواردات الروسية.

ويستعد الاتحاد الأوروبي لتنفيذ قرار حظر واردات الخام الروسي بحلول 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، كما يستعد لحظر دخول المشتقات الروسية بحلول 5 فبراير/شباط (2023).

وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية، اليوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن مصفاتي "شويدت" و"ليونا" ما زالتا تتلقيان النفط عبر خط أنابيب دروجبا، وإن الإمدادات "آمنة".

النفط الروسي

أظهرت لقطات مصورة بطائرة دون طيار بقعة سوداء من النفط من خط الأنابيب تحت الأرض تنتشر عبر الأراضي الزراعية في موقع التسريب، وتحيط بها سيارات الإطفاء وفرق الطوارئ الأخرى.

وقالت مصفاة شويدت -التي توفّر 90% من وقود برلين- إن عمليات تسليم النفط الروسي من خط أنابيب دروجبا تتم، ولكن بقدرة منخفضة.

خط أنابيب دروجبا
مصفاة شويدت الألمانية - الصورة من دويتشه فيله

وأعربت ألمانيا عن أملها في الحصول على مزيد من المعلومات قريبًا من بولندا حول سبب التسرب وكيفية إصلاحه.

وقال المتحدث باسم أجهزة الأمن البولندية، ستانيسلاف زارين، إنه يجري النظر في جميع الأسباب المحتملة للتسرب.

وستواجه مصفاة شويدت الألمانية صعوبات أكبر في حالة انقطاع الإمدادات من دروجبا، إذ لا يتوافر لديها سوى القليل من الخيارات البديلة لخدمة احتياجاتها من النفط الخام.

ورفضت برلين عرضًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتزويد أوروبا بالغاز عبر "نورد ستريم 2" هذا الشتاء -خط الأنابيب الجديد الذي رفضت ألمانيا السماح بتشغيله-.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إنه إذا أرادت روسيا إرسال الغاز يمكنها القيام بذلك عبر نورد ستريم 1.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق