رئيسيةأخبار الطاقة النوويةأخبار النفططاقة نوويةنفط

أزمة الوقود في فرنسا تشهد انفراجة وشيكة

أمل نبيل

في خطوة قد تحرك المياه الراكدة في أزمة الوقود في فرنسا، التي دخلت يومها الثامن عشر على التوالي، توصلت شركة توتال إنرجي إلى اتفاق مع نقابتين عماليتين لتسوية الأزمة وإنهاء الإضراب، بعد انسحاب الاتحاد العام للعمال من المفاوضات.

وتعرّض قطاع المنتجات المكررة في فرنسا لضغوط نتيجة الإضراب بسبب الأجور والصيانة غير المخطط لها، التي أدت إلى إيقاف تشغيل أكثر من 60% من طاقتها التكريرية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأغلق الاتحاد العام للعمال في فرنسا باب المحادثات مع شركة "توتال إنرجي"، اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، في خضم إضراب استمر أسابيع ضد شركة النفط العملاقة، تاركًا المجال لنقابات أكثر اعتدالًا للتوصل إلى اتفاق عادل للأجور، وفقًا لرويترز.

استمرار الإضراب

بعد ساعات قليلة، أبرم "الاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل" و"الاتحاد الفرنسي للإدارة" الأكثر اعتدالًا، اللذان يمثلان غالبية العمال صفقة مع توتال إنرجي، مقابل زيادة في الأجور بنسبة 7% ومكافأة تتراوح بين 3 آلاف يورو (2.921 دولارًا أميركيًا) و6 آلاف يورو (5.842 دولارًا أميركيًا).

وتسبب إضراب العمال في تفاقم أزمة الوقود في فرنسا، وترك المحطات خالية من البنزين.

أزمة الوقود في فرنسا
جانب من مظاهرات عمال مصافي النفط في فرنسا

وقال ممثل الاتحاد العام للعمال، أليكسيس أنتونيولي، للصحفيين بعد انسحاب نقابته من المحادثات، مساء الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول (2022): "العروض المقدمة من الشركة غير كافية".

وأكدت شركة توتال إنرجي الاتفاقَ مع النقابات العمالية، اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، وعلى الرغم من أن الصفقة مُلزمة قانونًا بموجب القانون الفرنسي؛ فإن انسحاب الاتحاد العام للعمال يعني أن الإضراب قد يستمر لبعض الوقت.

وضرب مصدر في القطاع مثالًا بما حدث مع شركة إكسون موبيل؛ حيث استمرت الإضرابات في مصفاتين تابعتين للشركة في فرنسا لعدة أيام أخرى بعد التوصل إلى اتفاق مع نقابات أكثر اعتدالًا تمثل الأغلبية، ولم يُفرَج عن الإمدادات إلا بعد تدخل حكومي.

وألزمت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بعض الموظفين في مستودع جرافينشون بورت جيروم، الذي تديره شركة إكسون موبيل، باستئناف العمل، على الرغم من الإضراب العمالي.

وقال ممثل اتحاد العمال في شركة توتال إنرجي، إن جميع الإضرابات الجارية، التي تؤثر في 4 مصافٍ تكريرية ومستودع، استمرت صباح اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وصرح اتحاد العمال العام، في وقت سابق، بأنه يريد زيادة بنسبة 10% في الأجور، مستشهدًا بالتضخم والأرباح المرتفعة التي حققتها الشركة من أزمة الطاقة العالمية.

أزمة الوقود

وفقًا لإحصائية حكومية، كانت واحدة من كل 3 محطات وقود فرنسية تعاني نقص الإمدادات هذا الأسبوع، ونسبة كبيرة من محطات باريس والمناطق المحيطة بها أبلغت بنفاد كميات الوقود لديها.

وفي منطقتي أوت دو فرانس الشمالية وباريس، لم يتمكن الآباء من اصطحاب أطفالهم إلى المباريات الرياضية، وكافح الموظفون للوصول إلى العمل واضطر الناس إلى إلغاء الرحلات المخطط لها.

أزمة الوقود في فرنسا
احتجاجات عمالية أمام إحدى مصافي النفط في فرنسا - الصورة من رويترز

وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية، أغنيس بانيير روناتشر، اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، إن مسؤولي توتال إنرجي والاتحاد العام للعمال يجب أن يستأنفوا المحادثات مرة أخرى.

وحثّت الحكومة الفرنسية شركة توتال إنرجي على زيادة الرواتب، وقال رئيس الاتحاد العام للعمال، فيليب مارتينيز: "الشركة في حالة جيدة وقد كوفئ المساهمون لمدة طويلة".

وحققت شركة النفط العملاقة أرباحًا قياسية بدعم من ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي على أوكرانيا؛ ما سمح لها بدفع ما يُقدَّر بنحو 8 مليارات يورو (7.8 مليار دولار أميركي) من توزيعات الأرباح النقدية وتوزيعات أخرى إضافية خاصة للمستثمرين.

ومع تصاعد التوترات الاجتماعية في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وسط ارتفاع التضخم الذي يضرب القوة الشرائية للعديد من الأسر، هناك خطر من أن تمتد أزمة الوقود في فرنسا إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى.

ويسعى الاتحاد العام للعمال، ثاني أكبر نقابة عمالية في فرنسا، إلى توسيع نطاق الإضراب عبر القطاعات على مستوى البلاد؛ الأمر الذي يمكن أن يعوق أجزاء من البنية التحتية للبلاد هذا الخريف.

وأعلنت فروع الاتحاد في قطاعات أخرى، بما في ذلك السكك الحديدية وصناعات السيارات، أنها ستشارك في إضراب أوسع مخطط له يوم الثلاثاء المقبل 18 أكتوبر/تشرين الأول (2022).

الإضراب في المحطات النووية

اندلعت الإضرابات العمالية في بعض المفاعلات النووية التابعة لشركة كهرباء فرنسا (إي دي إف)؛ ما يهدد إنتاج الكهرباء في البلاد.

وأدى الإضراب الذي يهدف إلى تحسين الأجور إلى خفض الإنتاج النووي في محطتين للكهرباء بينما يستعد موقعان آخران لإضراب مطلع الأسبوع.

أزمة الوقود في فرنسا
عمال أمام مقر شركة كهرباء فرنسا

وأظهرت بيانات شركة كهرباء فرنسا أن الإمدادات من المفاعلات النووية في موقعي "بيلفيل" وغرافلين" انخفضت بمقدار 1.1 غيغاواط.

وقالت الشركة، على موقعها على الإنترنت: "من المُرجّح أن يستمر تقييد الإنتاج حتى نهاية الإضراب المحلي"، وفقًا لرويترز.

وقالت ممثلة الاتحاد الوطني للمناجم والطاقة، فيرجيني نيوماير، إن أعمال الصيانة تأجلت مرة أخرى في 6 مفاعلات نووية.

وأضافت نيوماير أن العمال في موقعي "دامبيير" و"بالويل" النوويين يستعدون -أيضًا- لإضراب نهاية الأسبوع.

وينظم أعضاء الاتحاد الوطني للمناجم والطاقة إضرابات متجددة في محطات الطاقة النووية الفرنسية، منذ عدة أسابيع، بسبب الأجور؛ ما يزيد من مخاطر نقص إمدادات الطاقة؛ حيث تكافح المرافق الفرنسية لإعادة ما يكفي من المفاعلات إلى العمل، استعدادًا لفصل الشتاء.

كان إنتاج الطاقة النووية في فرنسا قد بلغ -خلال العام الجاري (2022)- أدنى مستوياته منذ 30 عامًا، في ظل وجود مشكلات تتعلق بالصيانة وتهالك المرافق أدت إلى اضطراب إنتاج المرافق النووية لشركة كهرباء فرنسا البالغة 56 مفاعلًا.

وقالت ممثلة الاتحاد الوطني للمناجم والطاقة، يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022) إن مفاوضات الأجور مع شركة كهرباء فرنسا ستبدأ الأسبوع المقبل.

وتتطلع الطاقة النووية في فرنسا إلى إضافة 50 غيغاواط مع بداية العام المقبل (2023)، بالتوافق مع الخطط الحكومية الرامية لإعادة تشغيل المفاعلات المعطلة.

الإجبار على العمل

قالت وزيرة الطاقة الفرنسية، أغنيس بانييه روناتشر، اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن الحكومة الفرنسية لا تخطط لإصدار المزيد من أوامر العودة إلى العمل في هذه المرحلة وسط إضرابات تؤثر في المصافي ومستودعات التخزين.

وعلى الرغم من أن الحق في الإضراب منصوص عليه في الدستور الفرنسي؛ يمكن للحكومة أن تطلب حدًا أدنى من الموظفين اللازمين لاستمرار الخدمة بظروف معينة.

وأكدت وزيرة الطاقة الفرنسية ضرورة حل النزاعات العمالية في أسرع وقت ممكن.

وتعمل الحكومة على إنهاء الإضرابات واستئناف العمل مرة أخرى لإعادة تشغيل المصافي من أجل حلّ أزمة الوقود في فرنسا، قبيل أزمة الطاقة المتوقعة خلال فصل الشتاء في ظل غياب الوقود الروسي.

وبدأت الحكومة الفرنسية إجراءات الاستحواذ على مستودعين للبنزين، هذا الأسبوع، لضمان عودة تدفق الإمدادات مرة أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق