رئيسيةأخبار الغازعاجلغاز

الغاز الفرنسي يتدفق إلى ألمانيا مباشرة عبر خط أنابيب

وميركل غير نادمة على التعاون مع روسيا

أمل نبيل

في خطوة تهدف إلى تعويض غياب الإمدادات الروسية، تدفقت أولى شحنات الغاز الفرنسي مباشرة إلى ألمانيا، اليوم الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، عبر خط أنابيب بموجب اتفاق يهدف إلى مساعدة البلدين في التعامل مع أزمة الطاقة الحالية.

وتُعَد فرنسا أقل استهلاكًا للواردات الروسية من جارتها الشرقية، إذ تُلبي معظم احتياجاتها من النرويج ومن خلال شحنات الغاز الطبيعي المسال، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وقالت مُشغلة الشبكة الفرنسية "جي آر تي غاز"، إن باريس سترسل في البداية 31 غيغاواط/ساعة من الغاز الفرنسي يوميًا، باستخدام خط أنابيب في منطقة "موزي"، وفقًا لوكالة رويترز.

وأضافت جي آر تي غاز -في بيان اليوم الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول (2022)- أن السعة القصوى لوصلة الغاز الجديدة تبلغ 100 غيغاواط/الساعة يوميًا.

تضامن أوروبي في مواجهة الدب الروسي

رحّب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بهذه الخطوة، مؤكدًا أنها علامة جيدة ومهمة على التضامن الأوروبي.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وقّع في 5 سبتمبر/أيلول الماضي 2022 اتفاق تضامن مع ألمانيا، تعهَّد من خلاله بضخ كميات من الغاز الطبيعي إلى برلين خلال فصل الشتاء المقبل.

وتسمح اتفاقيات التضامن الأوروبية للدول المتجاورة داخل الاتحاد الأوروبي بتزويد بعضها بعضًا بالغاز الطبيعي في حالة نقص الإمدادات لأيّ سبب.

الغاز الفرنسي
عامل في حقل غاز طبيعي تابع لشركة جي آر تي غاز الفرنسية - الصورة من energynews

وعلى الرغم من أن تدفقات الغاز الفرنسي الجديدة -حتى بأقصى طاقتها- تمثّل أقل من 2% من الاحتياجات اليومية لألمانيا، فإن الإمدادات المباشرة من فرنسا كانت تُنتظر بفارغ الصبر مع اندفاع برلين لإيجاد إمدادات بديلة والحفاظ على قطاعها الصناعي من الركود.

وتحاول ألمانيا ودول أوروبية أخرى إنهاء اعتمادها على النفط والغاز الروسيين، بعد أن أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات إلى أوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، في إطار ما يسميه "عملية عسكرية خاصة".

وعلّقت روسيا إمدادات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 بصورة كاملة في 31 أغسطس/آب (2022)، بعد تقليصه منذ منتصف يونيو/حزيران (2022)، الأمر الذي دفع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية.

وبموجب الاتفاق -الذي توصلت إليه أكبر دولتين في منطقة اليورو في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا- تعهدت ألمانيا -أيضًا- بتزويد فرنسا، التي تعاني حاليًا توقف المفاعلات النووية، بالكهرباء الإضافية إذا لزم الأمر.

وقال رئيس شركة جي آر تي غاز، تييري تروف، إنه لا يمكن تحديد توقيت الوصول إلى الحد الأقصى البالغ 100 غيغاواط ساعة/ يوميًا.

يُشار إلى أن الاتفاق الأول بين فرنسا وألمانيا كان يقضي بضخ 100 غيغاواط/ساعة يوميًا، أي نحو 9 ملايين متر مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا، خلال الأسبوع الجاري الذي بدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول (2022).

ميركل غير نادمة على التعاون مع روسيا

من ناحية أخرى، قالت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، اليوم الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، إنها لا تشعر بالندم على المسار الذي سلكته حكومتها في سياستها المتعلقة بالطاقة، والتعامل مع روسيا خلال مدة وجودها في السلطة، التي يقول منتقدون إنها تركت أكبر اقتصاد في أوروبا معتمدًا بصورة كبيرة على الغاز الروسي.

الغاز الفرنسي
المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل - الصورة من موقع إيه بي سي نيوز

وفي العام الماضي (2021)، جاءت 55% من واردات الغاز الألمانية من روسيا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى سعي ميركل إلى إقامة علاقات تجارية مع موسكو ودعم خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، حتى بعد أن ضمّت روسيا "شبه جزيرة القرم" في عام 2014.

وعُلّق خط أنابيب نورد ستريم 2 -المصمم لمضاعفة واردات الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق- في الأيام التي سبقت الغزو على أوكرانيا.

وقالت أنغيلا ميركل للصحفيين في العاصمة البرتغالية "لشبونة" عندما سُئلت عن نهج حكومتها تجاه روسيا: "أنت تتصرف دائمًا في الوقت الذي تجد نفسك فيه".

وأضافت ميركل -التي تقاعدت من العمل السياسي العام الماضي (2021) بعد أن أمضت 16 عامًا في منصب المستشارة الألمانية-: "لا أندم على القرارات التي اتخذتها في إطار التعاون في مجال الطاقة مع روسيا، بل أعتقد أنها كانت صحيحة من منظور الوقت"، وفقًا لرويترز.

وأضافت المستشارة الألمانية السابقة، أن الغاز الروسي الرخيص سمح لألمانيا بالمُضي قدمًا في التخلص التدريجي من الطاقة النووية والفحم.

ومع ذلك، فقد أجلت ألمانيا الآن هذه الخطط، إذ تسعى جاهدة لإيجاد مصادر بديلة لشحنات الغاز الروسي.

ويبلغ معدل التضخم الألماني -المدفوع إلى حد كبير بأسعار الطاقة المرتفعة- 10.9%، وتعهدت حكومة المستشار أولاف شولتس، بإنفاق مليارات اليوروات لمساعدة الأسر والشركات على دفع فواتير الطاقة المتزايدة.

وكانت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل تتحدث على هامش حدث لإعلان الفائز بجائزة "غولبنكيان للإنسانية"، التي ترأست ميركل لجنة تحكيمها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق