التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

تسرب نفطي في خط أنابيب دروجبا الروسي المتجه إلى برلين.. ألمانيا في أزمة

أمل نبيل

كشفت بولندا اليوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022) حدوث تسرب في خط أنابيب دروجبا، الذي ينقل النفط من روسيا إلى ألمانيا.

وأضافت أن سبب التسرب حادث غير مقصود على الأرجح، في وقت تشهد فيه أوروبا حالة تأهب قصوى لتأمين إمدادات الطاقة لديها، وفقًا لوكالة رويترز.

واكتُشف التسرب في خط أنابيب دروجبا الرئيس الذي يحمل النفط إلى ألمانيا، يوم الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لتصريحات شركة بيرن البولندية المُشّغلة للخط، التي اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتجددة.

أسباب التسرب

يأتي التسرب في وقت تواجه فيه أوروبا أزمة طاقة حادة إثر غزو روسيا لأوكرانيا، وما تلاه من قطع لإمدادات الغاز التي استحوذت على نصف ما يقرب من الاحتياجات الأوروبية قبل فبراير/شباط من العام الجاري (2022).

وقال كبير المسؤولين البولنديين عن البنية التحتية للطاقة، ماتيوز بيرغر، عندما سُئل عن احتمال حدوث تخريب: "هنا يمكننا التحدث عن تلف عرضي غير مخطط له".

وأضاف: "نحن نعيش في أوقات مضطربة، هناك دلالات مختلفة ممكنة، لكن في هذه المرحلة، ليس لدينا أيّ سبب على الإطلاق لتصديق وجود تخريب متعمد".

خط أنابيب دروجبا
مصفاة نفط تقع على فرع من خط أنابيب نفط دروجبا الشمالي - الصورة من رويترز

وكانت أوروبا في حالة تأهب قصوى بشأن أمن البنية التحتية للطاقة، منذ اكتشاف تسريبات كبيرة، الشهر الماضي، في خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2، التي تمتد من روسيا إلى أوروبا تحت بحر البلطيق.

وألقى كل من الغرب وموسكو باللوم على عمليات التخريب في التسرب الذي حدث بخطوط الغاز الروسية.

وانفجرت خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم1 و2 في عدّة مواقع بالمناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022).

وقال كبير المسؤولين البولنديين عن البنية التحتية للطاقة ماتيوز بيرغر إن التسرب في خط أنابيب دروجبا حدث على بعد 70 كيلومترًا غربي مدينة "بلوك"، حيث تقع أكبر مصفاة في بولندا، والتي تملكها شركة "بي كيه إن أورلين"، وهو ما تسبَّب في تقليص جزء من الإمدادات المتجهة إلى ألمانيا، مضيفًا أن الإصلاحات "لن تستغرق وقتًا طويلًا على الأرجح".

خط أنابيب دروجبا

يعدّ خط أنابيب دروجبا النفطي، الذي يعني اسمه باللغة الروسية "الصداقة"، أحد أكبر خطوط الأنابيب في العالم، إذ يزوّد معظم دول أوروبا الوسطى بالنفط الروسي، بما في ذلك ألمانيا وبولندا وبيلاروسيا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك والنمسا.

وتبلغ قدرة خط أنابيب دروجبا نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، لذلك يعدّ أكبر شريان رئيس لنقل النفط الروسي والنفط القازاخستاني عبر أوروبا.

ويرصد الرسم البياني التالي -من وحدة أبحاث الطاقة- الدول الأوروبية التي يمرّ بها خط أنابيب النفط الروسي دروجبا

خط أنابيب دروجبا

وقالت شركة روسنفط الروسية الحكومية المحتكرة لخط الأنابيب، إنها مستمرة في ضخ النفط إلى بولندا.

وتُشغّل شركة النفط الروسية روسنفط خط أنابيب دروجبا في روسيا، إذ يُنقل ثلث واردات الخام من موسكو عبر هذا الطريق، لكن عملية تشغيله تؤول إلى شركات أخرى في الدول التي يمرّ من خلالها.

وأكدت شركة "بي كيه إن أورلين" البولندية أن إمدادات النفط إلى مصفاة بلوك التابعة لها لم تنقطع، وقال متحدث باسم شركة تشغيل خطوط الأنابيب التشيكية "ميرو"، إنها لم تشهد أيّ تغيير في التدفقات إلى جمهورية التشيك.

بينما أوضح المتحدث باسم فرقة الإطفاء، كارول كيرزكوفسكي، أن الإجراء الرئيس الذي اتخذوه هو تفريغ السائل وتحديد مكان التسرب ووقفه.

وأضاف: "عندما ينخفض الضغط سيتوقف التسرب، ونستطيع الوصول إلى مكانه، مضيفًا أنه من السابق لأوانه تحديد السبب، مؤكدًا أن التسرب لم يُلحق الضرر بأيٍّ من العامة".

وقال رجال الإطفاء في منطقة "كوجاوسكو بومورسكي"، إنهم فرّغوا نحو 400 متر مكعب من النفط والماء من موقع التسرب الذي كان وسط حقل ذرة.

ألمانيا في ورطة

قالت شركة بيرن البولندية المشغّلة للخطّ، إن الخط الثاني من خط الأنابيب يعمل كالمعتاد.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية للقسم الغربي من خط أنابيب دروجبا، الذي يشحن النفط من وسط بولندا إلى ألمانيا، 27 مليون طن من النفط الخام سنويًا.

وتعتمد مصفاة شويدت الألمانية، التي توفر 90% من إمدادات الوقود في برلين، بشكل خاص على "دروجبا".

وتخطط الحكومة الألمانية إلى إلغاء واردات النفط من روسيا بحلول نهاية العام الجاري (2022)، بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي، لكن في الأشهر الـ7 الأولى من العام، كانت روسيا ما تزال أكبر مورّد لها، إذ استحوذت على ما يزيد عن 30% من واردات النفط.

وتبحث ألمانيا عن إمدادات بديلة لمصفاة شويدت، إذ تُجري محادثات لتأمين النفط من قازاخستان، لكن هذا النفط يجب أن يتدفق إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق