رئيسيةأخبار الغازعاجلغاز

مسؤول: الجزائر تكثف التنقيب عن النفط والغاز.. وأوروبا أكبر أسواقنا للتصدير

الجزائر: عماد الدين شريف

وجّه الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبدالرحمان عدّة رسائل للشركاء في الاتحاد الأوروبي؛ لتفعيل دورهم بالاستثمار في مشروعات الطاقة وتحمّل مخاطر تمويل البرامج المقررة.

وأشار، خلال افتتاح ملتقى الجزائر الاتحاد الأوروبي للطاقة اليوم الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول، إلى أن المنتدى ينعقد في ظرف خاص يَتَّسم بتطورات متعددة اقتصادية وجيوسياسية؛ مما جعل مسألة الطاقة تحتلّ الصدارة على الساحة الدولية، بصفتها أحد المحركات الرئيسة لتنمية اقتصاديات البلدان.

وقال بن عبدالرحمان، إن التطورات الحالية دفعت العديد من الدول إلى السعي لضمان التأمين بإمدادات الطاقة، وتعزيز القدرة التنافسية والاقتصادية، فضلًا عن الأداء البيئي، التي تشكّل حاليًا أهم القضايا على الساحة الدولية.

الطلب على الطاقة

أكد رئيس الحكومة الجزائرية ضرورة إيجاد أفضل السبل وأنسب الحلول لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، بصفة مستدامة واقتصادية وآمنة، مع المحافظة على النظم البيئية.

وشدد على أن الغاز الطبيعي يعدّ العنصر الرئيس والأساس للانتقال الطاقي، إذ يمثّل مكونًا مهمًا للمزيج الطاقي، لكونه يشكّل حلًا بسيطًا وفوريًا لخفض انبعاثات الكربون من توليد الكهرباء والصناعة، لا سيما في القطاعات التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة، كما يعدّ شريكًا مثاليًا للطاقة المتجددة التي تعدّ بطبيعتها متقطعة وموسمية.

ودعا أيمن بن عبدالرحمان إلى ضرورة وضع التعاون في مجال الطاقة ضمن إطار رؤية إستراتيجية متوازنة، تمكّن من تجسيد انتقال طاقي يضمن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والعادلة.

وأشار إلى أهمية تعزير وتقييم الحوار مع الشركاء الأوروبيين في جميع الميادين، من أجل توطيد التعاون والعمل لبناء شراكة على أساس مبدأ رابح/رابح، تضمن وتصون مصالح كلا الطرفين.

تعاون بين الجزائر وأوروبا في مشروعات الطاقة
جانب من افتتاح منتدى الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي

أكبر منتج للغاز

قال رئيس الحكومة، إنه في مجال الطاقة، تعدّ الجزائر أكبر منتج للغاز الطبيعي في أفريقيا والمورّد الثالث للغاز في أوروبا، التي تعدّ بدورها أهم سوق للغاز الجزائري.

وأضاف: "هذا ما يفسر العلاقات الوثيقة والحوار الدائم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز أمن الطاقة وترقية الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية".

وشدد على أن إمكانات الجزائر من حيث احتياطيات النفط والغاز كبيرة، لكنها لا تزال غير مستكشفة نسبيًا، لا سيما في جنوب غرب وشمال البلاد وفي المنطقة البحرية، وذلك هو السبب الذي جعل تكثيف جهود الاستكشاف في صميم إستراتيجية بلاده، إشارةً إلى ضرورة مشاركة شركات الطاقة الأوروبية في هذا المسعى، من خلال فرص استثمار مفتوحة للشركاء.

وأشار إلى أن الجزائر تكثّف جهود الاستكشاف لزيادة الاحتياطيات، ليس فقط لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية، بل أيضًا من أجل تعزيز مكانتها لاعبًا نشطًا وموثوقًا في الأسواق الإقليمية والدولية.

وقال: "لعل أفضل تعبير عن هذه الإمكانات الهيدروكربونية تلك الاكتشافات الحديثة في الغاز الطبيعي".

وحقق الجزائر خلال العام الجاري (2022) نحو 8 اكتشافات نفطية وغازيّة، كان آخرها ما أُعلِنَ في أغسطس/آب الماضي، ضمن جهودها لزيادة الإيرادات وتحقيق عوائد إضافية.

قانون المحروقات

تطرَّق رئيس الوزراء الجزائري في كلمته أمام منتدى الطاقة مع الاتحاد الأوروبي إلى قانون المحروقات ونصوصه التطبيقية.

وقال: "سيؤدي القانون الجديد إلى مضاعفة فرص إطلاق مشروعات الاستكشاف، وإعادة تقييم احتياطيات الغاز التقليدية، والإمكانات الكبيرة التي نتوفر عليها من هذه الموارد، مما سيُمكّننا من رفع قدرات البلاد فيما يخص الإنتاج والتصدير".

وقال، إنّ قطاع الطاقة في الجزائر قد حدّد برنامج عمل مستعجَل، تنفّذه شركة سوناطراك، من أجل زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي على المدى القصير، من خلال تسريع عملية تطوير بعض الاكتشافات، وتنفيذ مخطط لتحسين الإنتاج.

الغاز الجزائري إلى أوروبا
أنابيب الغاز الجزائري - الصورة من موقع سوناطراك

الطلب على الغاز

ذكر بن عبدالرحمان أن البرنامج الذي تنفّذه سوناطراك يأتي من أجل مواجهة التحدي المزدوج الذي يواجه الجزائر، والمتمثل في تعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل، بضمان تغطية الطلب المحلي، والحفاظ على كمية صادرات الغاز عند المستوى الأمثل، بما يضمن الوفاء بالالتزامات المستقبلية، خاصة تجاه السوق الأوروبية.

وأضاف أن الصادرات الجزائرية بلغت مستويات لا بأس بها، غير أن تطوير الموارد الطبيعية يستوجب القيام باستثمارات في المنبع، من أجل تحقيق اكتشافات جديدة في مجال المحروقات.

ودعا الوزير الأول الجزائري كل الشركات الأوروبية في قطاع المحروقات للعمل بالشراكة مع الجزائر على رفع من قدرات إنتاج المحروقات، لا سيما الغاز، لتحقيق المصالح المشتركة، وضمان أمن الطاقة للطرفين، والمُضي قدمًا نحو اِنتقال طاقي عادل وسلس في إطار تنمية مستدامة.

وقال، إن الجزائر تعمل جاهدة في مجال الغاز على تعزيز تعاونها مع شركائها الاقتصاديين، لا سيما عن طريق استغلالها الأمثل لبُنيتها التحتية من الغاز، من خلال إعادة تفعيل مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط نيجيريا بأوروبا، مرورًا بالنيجر والجزائر، والذي يعدّ اختيارًا إستراتيجيًا يضمن أمن البلاد وأمن أوروبا الطاقي.

الطاقات المتجددة

قال أيمن بن عبدالرحمان، إن الجزائر -نظرًا لموقعها الجغرافي- تمتلك أحد أعلى الحقول الشمسية في العالم، إذ تتجاوز مدة سطوع الشمس في جميع أنحاء البلاد تقريبًا 3000 ساعة سنويًا، والتي يمكن أن تصل إلى 3900 ساعة، خاصة في الهضاب العليا والصحراء.

وأشار إلى شروع بلاده في تنفيذ برنامج يهدف إلى إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة المتجددة، إذ أُطلِقَت المرحلة الأولى منه، في دعوة المستثمرين لإنجاز 1000 ميغاواط، خلال العام المقبل.

وقال: "يعكف قطاع الطاقة على تكثيف جهوده في المشروعات الاستثمارية الجديدة، من أجل تنويع مزيج الطاقة، بالتركيز على تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، وإجراءات التحكم في استهلاك الطاقة".

المصادر التقليدية للكهرباء

أشار أيمن بن عبدالرحمان إلى تنفيذ برنامج لتعويض المصادر التقليدية لإنتاج الكهرباء بقدرة 1300 ميغاواط على مستوى المنشآت القاعدية والإنتاجية لسوناطراك، جنوب البلاد، بمصادر متجددة.

وقال: "أطلقت سونلغاز، أيضًا، برنامج تهجين جميع محطات الطاقة الصغيرة الواقعة في الجنوب، وتعمل بالوقود".

وأوضح أن الجزائر تمتلك فرصًا لتطوير سريع ومستدام لصناعة الهيدروجين بطريقة فعّالة وواعدة، نظرًا لموقع الجغرافي وقربها من السوق الأوروبية، ومجالها الشمسي الفريد، واحتياطياتها المائية، ومنشآتها الأساسية في مجال الغاز والكهرباء المتينة والواسعة، ومراكزها البحثية، وجامعاتها النشطة والفعالة، ونسيجها الصناعي قيد النمو.

وأكد أن من شأن ذلك أن يسهم في نجاح مسار الانتقال الطاقي في البلاد، واستحداث قيم مضافة، من حيث تكوين الثروة وفرص العمل المستدامة، على المدى المتوسط والطويل.

وأوضح أن الجزائر شرعت في تطوير الهيدروجين، إذ يوشك قطاع الطاقة والمناجم بالتنسيق مع القطاعات المعنية الأخرى، على استكمال دراسة ستوضع من خلالها خريطة طريق محدّدة المعالم للإستراتيجية الوطنية؛ لتطوير هذا المصدر الجديد من الطاقة.

الطاقة في الجزائر
رئيس الوزراء الجزائري خلال افتتاح أعمال منتدى الطاقة مع الاتحاد الأوروبي

التعاون في التمويل

قال الوزير الأول، إنّ الحوار المفتوح والصادق والمنظم حول قضايا الطاقة، والمسائل المناخية، من شأنه أن يسهم بصفة فعالة في إحراز تقدّم كبير بين الطرفين.

وأضاف: "سيكون لهذا النهج القدرة على خلق الفرص، والمضي قدمًا لتطوير الشراكة، ومن ثم فإن التعاون في التمويل يعدّ ضروريًا".

ودعا إلى إيجاد آليات من شأنها أن تسمح للدول والمصارف والمؤسسات المالية والشركات بالعمل على نحو يكون فيه عبء التمويل والمخاطر محتملًا ومشتركًا.

وشدد على أنه من أجل تحقيق المصالح المشتركة، لا بد من الرسم الجماعي لآفاق واعدة للشراكة، بهدف تعزيز وتشجيع وتسهيل فرص الاستثمار بين الشركات الجزائرية والأوروبية، في مجال الغاز والطاقة المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة.

التنقيب عن النفط والغاز

أكد بن عبدالرحمان ضرورة ضخ الاستثمارات، لا سيما في مجال التنقيب عن النفط والغاز من أجل تطوير الإمكانات الباطنية الكبرى، وكذلك في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وقال: "هذا بالإضافة إلى جملة المحاور الأخرى، على غرار تطوير الابتكار والبحث والتنمية، لا سيما في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الهيدروجين، وتنفيذ عمليات نقل التكنولوجيا، كرقمنة الشبكات والشبكات الذكية وتخزين الكهرباء وعزل الكربون واحتجازه".

وشدد على ضرورة تعزيز التعاون العلمي في مجال البحث والتكوين قصد تنمية المهارات اللازمة للانتقال الطاقي، والتطوير الصناعي لمختلف الشعب الطاقية؛ من أجل إدماج أفضل لسلاسل القيم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق