التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

مركز أميركي: أوبك+ يتحدى البيت الأبيض.. والسعوديون أهانوا بايدن

دينا قدري

أكد مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن قرار تحالف أوبك+ بخفض إنتاج النفط يُعدّ تحديًا للولايات المتحدة، مشددًا على أنه سيتعين على إدارة الرئيس جو بايدن الرد لأسباب سياسية ودبلوماسية.

وأوضح المركز الأميركي -في تحليل نُشر بموقعه الرسمي، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن تدهور التوقعات الاقتصادية، وتراجع أسعار النفط في الأشهر القليلة الماضية، تسبّبا في إيجاد حوافز قوية لأوبك+ لخفض الإنتاج، لكن هذه الخطوة كانت لها دوافع جيوسياسية أيضًا.

وتحاول السعودية ومنتجو التحالف الآخرون إعادة تأكيد سيطرتهم على السوق، قبل عقوبات الاتحاد الأوروبي المقترحة وتحديد سقف سعري لصادرات النفط الروسية، وفق ما صرّح به مسؤولون في المركز.

تحدٍ للضغط الأميركي.. وتجاهل لـ بايدن

قدّم نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، مدير برنامج الشرق الأوسط جون ألترمان، ومدير برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في المركز جوزيف ماجكوت، والزميل الأول في برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ بن كاهيل، تحليلًا لموقف تحالف أوبك+ الأخير، بقيادة السعودية.

وأوضحوا أن هذا الموقف سيُقرأ على أنه تحدٍّ للولايات المتحدة؛ بسبب الضغط المكثف من البيت الأبيض للحفاظ على الإنتاج أو زيادته، والذي بدأ بزيارة الرئيس بايدن إلى السعودية في يوليو/تموز، واستمرار التحالف مع روسيا.

كما أنه سيؤثّر في السياسة الأميركية، مع ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي، ومن الصعب أن نتخيل أن القيادة السعودية لم تفهم ذلك، ولا يبدو أنها فعلت أيّ شيء لتخفيف التأثير.

وشددوا على أن اجتماع أوبك+ (الذي انعقد في فيينا لأول مرة منذ عام 2020 لإعلان هذه التخفيضات)، يشير إلى أنهم يريدون إرسال رسالة قوية.

وقالوا: "لم يتوقع الرئيس أن يستسلم السعوديون بالكامل، لكنه لم يكن يتوقع أيضًا أن يُتَجاهَل".

عواقب وخيمة لتجاهل بايدن

أكد مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية -في تحليله- أنه سيتعين على البيت الأبيض الردّ؛ لأسباب سياسية ودبلوماسية.

وأشار المسؤولون في المركز إلى أن هناك جدالًا مفاده أن السعوديين أهانوا الرئيس بايدن بعد زيارته للمملكة في يوليو/تموز.

كما يجب أن يشعر البيت الأبيض بالقلق بشأن ترك انطباع بأنه يمكن تحدّي الرئيس دون عقاب، على حدّ قولهم.

وأضافوا أنه من المرجح أن يسمح بايدن للكونغرس بأخذ زمام المبادرة في انتقاد السعودية، ولن يرغب الدخول بمواجهة مع البلاد.

ومع ذلك، سيشعر بايدن بالحاجة إلى إثبات أن تجاوز الرئيس له عواقب وخيمة، كما يتعين على الولايات المتحدة أن تبحث عن بعض التحركات على جبهة الطاقة، وكذلك وقف بعض الجهود الأميركية التي كان السعوديون مهتمين بمتابعتها.

هل فشلت زيارة بايدن للسعودية؟

ردّ المسؤولون الـ3 في المركز الأميركي على ما يُثار حول فشل زيارة بايدن للسعودية في يوليو/تموز، مؤكدين أنها لم تكن كلها تتعلق بالطاقة، بل كانت تدور حول خطة تطلعية للعلاقة الثنائية الأوسع.

وتناولت الزيارة قضايا التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا وغيرها، لكن كان هناك بالتأكيد عنصر يتعلق بالطاقة.

والأهم من ذلك، كان هناك أمل في أنه، من خلال الزيارة، سيضع الرئيس الأساس لشراكة أوثق بين الولايات المتحدة والسعودية، لكن يبدو أن السعوديين غير مهتمين بشراكة أوسع مع إدارة بايدن.

وأكد المسؤولون أن التحدي الذي يواجه فريق بايدن الآن هو كيف يكون حازمًا بما يكفي لتغيير المواقف السعودية، مع عدم إغلاق الباب أمام تعاون أوثق، وهو ما كانت رحلة يوليو/تموز تحاول الترويج له.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات الولايات المتحدة من النفط الخام والمشتقات النفطية في شهر يوليو/تموز 2022:

واردات النفط الأميركية من أوبك ضيئلة للغاية

مستقبل العلاقات الأميركية السعودية

أوضح التحليل أن السعوديين يرسلون إشارة بأنهم لا يريدون شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة في قضايا الطاقة والاقتصاد، ويريدون عدم الانحياز في الجغرافيا السياسية؛ لأن هذه الخطوة تساعد روسيا.

وفي الوقت نفسه، يريدون شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة في قضايا الأمن الإقليمي، وخاصةً إيران.

إلّا أن المسؤولين في المركز الأميركي أشاروا إلى أنه من الصعب الاختيار بهذه الطريقة، وينبغي توقُّع أن تكون الولايات المتحدة أقلّ تشاورًا مع السعودية بشأن المجالات ذات الاهتمام المشترك في المستقبل.

كما يجب الانتباه إلى الكونغرس، الذي طالما انتقد السعودية؛ إذ قُدِّم تشريع لسحب القوات الأميركية وأنظمة الدفاع الصاروخي من السعودية والإمارات، كما يعيد أعضاء في الكونغرس فكرة السعي لتقويض أوبك.

وقالوا: "في حين لا يمكن اتخاذ إجراء في الشهر الذي يكون فيه الكونغرس خارج الانعقاد بسبب الانتخابات، فإن جهدًا واسع النطاق للكونغرس قد يصبح من الصعب تقييده".

إدانة قرار أوبك+.. وخيارات متاحة

كان البيت الأبيض قد أصدر بيانًا -في 5 أكتوبر/تشرين الأول- أكد فيه أن الرئيس الأميركي جو بايدن "يشعر بخيبة أمل" من قرار أوبك+ بخفض حصص الإنتاج.

وشدد البيان الصحفي على أن قرار أوبك+ سيكون له التأثير الأكثر سلبية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعاني ارتفاع أسعار الطاقة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح البيت الأبيض أن إدارة بايدن ستتشاور مع الكونغرس حول أدوات وسلطات إضافية لتقليل سيطرة أوبك على أسعار النفط.

ودعا الرئيس بايدن إدارته والكونغرس إلى استكشاف طرق لتعزيز إنتاج الطاقة الأميركية وتقليل سيطرة تحالف أوبك+ على الأسعار، بعد ما سمّاه خفض الإنتاج "قصير النظر"، من قبل المجموعة.

ويمكن للإدارة الأميركية أن تقرر الإفراج عن المزيد من الخام من احتياطي النفط الإستراتيجي من أجل خفض أسعار النفط، وهو المسار الذي اعتمد عليه بايدن بشدة لإبقاء أسعار البنزين تحت السيطرة.

كما خرج العديد من المشرّعين -عقب قرار خفض الإنتاج- لدعم مشروع قانون مقاضاة أوبك، الذي يهدف إلى تقديم دعاوى مكافحة الاحتكار ضد المنظمة بتهمة تنظيم تخفيضات في الإمدادات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق