سلايدر الرئيسيةتقارير الغازعاجلغاز

متى يستخرج لبنان الغاز من مياهه الإقليمية؟.. خبير أوابك يُجيب

ياسر نصر

طلب لبنان من شركة توتال إنرجي الفرنسية البدء فورًا في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية مع انتهاء المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وتعوّل بيروت على اتفاق ترسيم الحدود من أجل استغلال ثرواتها الطبيعية المعطلة واتخاذ الخطوات اللازمة، من أجل تأمين احتياجاتها من الطاقة وتصدير الفائض.

ومع انتهاء المفاوضات غير المباشرة بين بيروت وتل أبيب عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، يتساءل الكثيرون عن الموعد المتوقع أن ينجح فيه لبنان في استخراج الغاز تجاريًا.

موعد استخراج الغاز اللبناني

قال خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، وائل حامد عبدالمعطي، إن استخراج الغاز تجاريًا من لبنان سيحتاج إلى مدة لا تقل عن 4-5 سنوات في أفضل التقديرات.

وأضاف -في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"-: "خلال هذه المدة سيظل لبنان بحاجة ملحة للغاية إلى الغاز، الذي لا يزال في انتظار تدفقه من مصر عبر خط الغاز العربي بموجب الاتفاق المبرم مؤخرًا".

وكان لبنان قد وقّع اتفاقًا يستورد بموجبه 650 مليون متر مكعب من الغاز المصري سنويًا عبر سوريا والأردن من خلال خط الغاز العربي.

وتنتظر الاتفاقية موافقة البنك الدولي على التمويل الذي اشترط عدة إصلاحات في قطاع الطاقة اللبناني من أجل الموافقة على القرض.

حقل كاريش

أكد خبير أوابك أن جزءًا من قوة لبنان في التفاوض على ترسيم الحدود هو الحاجة الملحة للأطراف الأخرى إلى ضخ الغاز من حقل كاريش الذي سيوفّر فائضًا من الغاز تحتاج إليه الأسواق الأوروبية.

ويدور الخلاف بين لبنان وإسرائيل حول حقوق التنقيب عن الغاز في نطاق حقل "كاريش" والخط 29، إذ يطمح لبنان إلى تقاسم الموارد النفطية مع إسرائيل في المياه الإقليمية، وتبلغ المساحة المتنازَع عليها 860 كيلومترًا مربعًا.

وكانت شركة إنرجيان للطاقة قد أعلنت الأحد الماضي بدء ضخ الغاز لمنصة الإنتاج العائمة في حقل كاريش، ضمن اختبارات التدفق العكسي، مع إحراز تقدم في مفاوضات ترسيم الحدود.

احتياطيات الغاز في لبنان

أكد وائل عبدالمعطي -في تغريدات سابقة على تويتر- أن احتياطيات الغاز في لبنان كافية لسدّ احتياجاته من الطاقة وتصدير الفائض مستقبلًا، مشيرًا إلى أن هذه الاحتياطيات تحمل أرقامًا مبشرة للغاية.

وقال إنه "على مدار العقدين الماضيين جُمِعَت بيانات المسح السيزمي ثنائي وثلاثي الأبعاد في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تبلغ مساحتها 22 ألفًا و730 كيلومترًا مربعًا، وبحسب المعطيات الأولية توجد 25 تريليون قدم مكعبة من الغاز في الركن الجنوبي الغربي".

وتضم المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان 10 مناطق بحرية، تتراوح مساحتها بين 1201 و2374 كم2 للمربع الواحد، وأُسنِدَت عمليات البحث في قطاعين منها (قطاع 4 وقطاع 9) إلى ائتلاف من 3 شركات، هي توتال الفرنسية، وإيني الإيطالية، ونوفاتك الروسية، وانسحبت الأخيرة مؤخرًا لتؤول حصتها إلى الحكومة اللبنانية.

التنقيب عن النفط

أكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض أن شركة توتال إنرجي ستبدأ عملية التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية فور وضع اللمسات النهائية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

جاء ذلك عقب اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وفد من شركة توتال الذي ضمّ رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفييه، ومدير شمال أفريقيا جان جايلي.

وشدد فياض على أن الحديث دار حول حقوق لبنان في كامل حصته من حقل "قانا" دون مشاركة أحد فيه، بالإضافة إلى الإسراع في موضوع التنقيب عن النفط والغاز.

التنقيب عن النفط والغاز في لبنان
نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب - أرشيفية

وكان نائب رئيس مجلس النواب، كبير المفاوضين اللبنانيين في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، إلياس بوصعب، قد أكد -في تصريحات صحفية صباح اليوم الثلاثاء، 11 أكتوبر/تشرين الأول- عدم وجود شراكة بين لبنان وإسرائيل في ثروات حقل قانا، كما ليس هناك تقاسُم أيضًا بينهما، موضحًا أن الحقل يمتد على ناحيتي الخط المُعتَمَد.

وقال: "نحن على علم بأن هناك تفاهمًا حصل، ولسنا في أجواء تفاصيله، لأننا غير معنيين به، وهو بين شركة توتال إنرجي وإسرائيل، ولبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا على ناحيتي الخط، والإسرائيليون قد يأخذون تعويضات من شركة توتال، وليس من الحصة اللبنانية".

وشدد على أن لبنان وقّع اتفاقًا مع شركة توتال إنرجي منذ عام 2017، وبنود الاتفاق واضحة، والحصة اللبنانية في الحقل واضحة، وما أُضيفَ هو أن الحصة اللبنانية لا تقتصر على المربع رقم 9 فقط، وإنما على امتداد كل الحقل.

وأعلن لبنان في أبريل/نيسان 2020 أن عمليات الحفر الأولية في منطقة امتياز 4 قد أظهرت آثارًا للغاز، لكنها لم تكن تملك احتياطيات تجارية، ولم يبدأ الاستكشاف في منطقة امتياز 9، الذي يقع جزء منه في المنطقة المتنازَع عليها مع إسرائيل.

ويُقصد بـ"الاحتياطيات التجارية" كميات النفط والغاز المجدية اقتصاديًا، إذ إن الإيرادات من بيع النفط والغاز تغطي التكاليف، بما في ذلك الربوع التي تحصل عليها الحكومة، وتحقق عائدًا مجزيًا للمستثمرين.

ترسيم الحدود

من جهة أخرى، تلقى الرئيس اللبناني ميشال عون اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأميركي جو بايدن، هنأه خلاله على انتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وأكد بايدن وقوف واشنطن إلى جانب بيروت لتحقيق الاستقرار، وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية.

وخاضت بيروت وتل أبيب العديد من جولات المفاوضات عبر وساطة أميركية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، إذ يرغب لبنان في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على أساس الخط الذي ينطلق برًا من نقطة رأس الناقورة، استنادًا إلى الخط الوسطي.

من جانبه، شكر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الفريق اللبناني الذي أسهم في دراسة الاتفاق والإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي.

وأشار إلى أنه اتفق مع شركة توتال -خلال اجتماعه معها صباح اليوم الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول (2022)- على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي.

الخريطة التالية من إعداد منصة الطاقة توضح حجم مربعات النفط والغاز اللبنانية:

خريطة مربعات النفط والغاز في لبنان

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق