%15 من محطات فرنسا تعاني نقص الوقود.. والحكومة تلجأ إلى المخزون الإستراتيجي

دينا قدري

2022-10-07

0 2٬481

محطات فرنسا تواجه أزمة نقص الوقود — إحدى محطات توتال إنرجي خالية من الوقود - الصورة من منصة "فرانس بلو"

صرّح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران بأن نحو 15% من محطات الخدمة في البلاد تعاني نقص الوقود، بسبب مشكلات فيما يتعلق بالحصول على إمدادات كافية.

وشدد فيران على أن هذه المشكلات ناجمة عن الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العام للعمل ضد شركة توتال إنرجي بسبب الأجور، والذي ما يزال مستمرًا منذ 11 يومًا، بحسب ما نقلته إذاعة "آر إم سي" الفرنسية (RMC).

ورفض المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أي فكرة عن نقص الوقود، في الوقت الذي تُعد فيه العديد من محطات الوقود في فرنسا خالية من الوقود، وطوابير السيارات تزداد طولًا.

كما قال: "هناك مشكلات مؤقتة فيما يتعلق بالتوزيع"، موضحًا أن 90% من محطات الوقود في باريس ليست لديها مشكلات في هذا الصدد، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أسباب نقص الوقود

قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية -في تصريحات لقناة "بي إف إم" وإذاعة "آر إم سي"-: "نحن نواجه صعوبات مؤقتة في التوزيع مرتبطة بحركة اجتماعية، والخصومات في محطات توتال".

وتابع فيران: "نحن حريصون على أن تجد هذه الحركة الاجتماعية حلًا سريعًا، حتى لا تحدث دوامة من المضايقات المزعجة للغاية".

وأضاف: "هذا النقص يزداد حدة من قبل سائقي السيارات الذين يخشون عدم وجود البنزين"، داعيًا المواطنين إلى عدم الذعر.

وأكد أن فرنسا يمكنها الاعتماد على "مخزونها الإستراتيجي" من الوقود؛ قائلًا: "عندما نواجه صعوبات كبيرة، يمكننا الاعتماد على مخزوننا الإستراتيجي الذي يسمح لنا بالبقاء لمدّة 3 أشهر".

كما أشار فيران إلى أن شركات النفط تستورد كميات كافية لتعويض نقص الوقود، الناجم عن عدم قدرتها على إخراج الوقود من مصافيها.

خطة توفير الطاقة في فرنسا

في سياقٍ آخر، كشفت فرنسا النقاب عن خطة شاملة لتوفير الطاقة بنسبة 10% على مدى عامين، تجنبًا لأي نقص هذا الشتاء، في وثيقة من 50 صفحة صدرت يوم الخميس (6 أكتوبر/تشرين الأول).

يأتي توفير الطاقة -الذي أُعلن في يونيو/حزيران الماضي- جزءًا من استجابة فرنسا إلى أزمة الطاقة الناجمة عن تضاؤل شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا، ومشكلات شركة "كهرباء فرنسا" المتعلقة بصيانة المفاعلات النووية وإصلاحها.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون -في خطاب ألقاه في باريس يوم الخميس-: "الأمر يتعلق بتسريع الاستثمارات الصغيرة في كفاءة الطاقة وامتلاك بعض الآليات البسيطة لتقليل جماعي لما نستهلكه عادةً بنسبة 10%"، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وأضاف: "إذا حققت الأمة بأكملها هذا الهدف، وإذا حشدنا جميعًا للوصول إلى هناك، فإننا نجتاز فصل الشتاء في أسوأ سيناريو".

خفض التدفئة في الشتاء

تشتمل خطة الحكومة على الحد من التدفئة في معظم المباني العامة ومكاتب الشركات إلى 19 درجة مئوية خلال ساعات العمل، الإجراء الأكثر فاعلية الذي يهدف إلى تجنب التقنين والحفاظ على النمو الاقتصادي.

وستُخفض درجات الحرارة أكثر في الليل أو في حالة إشارة مشغل شبكة الكهرباء إلى مخاطر نقص الطاقة، كما ستُخفض تدفئة حمامات السباحة وصالات الألعاب الرياضية.

ولزيادة وعي الأسرة، ستطلق الحكومة حملة إعلانية تدعو إلى خفض تدفئة المنزل إلى 19 درجة مئوية كحد أقصى.

وسيتعيّن على المباني غير السكنية الكبيرة تثبيت أنظمة التشغيل الآلي التي تدير استخدام الطاقة بحلول عام 2027.

إجراءات أخرى لترشيد الاستهلاك

في الوقت نفسه، ستعمل الحكومات المحلية على تقليل الإضاءة العامة، وستواصل فرنسا دعم اعتماد معدات أكثر كفاءة من قبل إدارات الدولة والأسر مثل منظمات الحرارة القابلة للبرمجة ومصابيح "ليد" والمضخات الحرارية.

وستعوّض الحكومة -أيضًا- موظفي الخدمة المدنية الذين يعملون من المنزل لإغلاق بعض المباني الوزارية مؤقتًا، ودعم المستخدمين الجدد لمنصات مشاركة السيارات.

وستشارك الشركات -أيضًا- في جهود توفير الطاقة؛ إذ تعهد مشغلو مراكز التسوق ومحلات السوبر ماركت والمعارض التجارية بإطفاء الأضواء والتدفئة أو تكييف الهواء.

ويضع مشغلو المصانع والمستودعات والفنادق والمطاعم ومنتجعات التزلج -أيضًا- تدابيرهم الخاصة للحد من هدر الطاقة.

كما سيُوصى المواطنون بالاستحمام لمدّة أقصر، وإيقاف تشغيل الأجهزة عند عدم استخدامها، واستخدام الأجهزة الكهربائية خارج ساعات الذروة، وتثبيت منظمات الحرارة الذكية.

وسيقدّم موردو الطاقة -بما في ذلك توتال إنرجي وإنجي- خصومات للمستخدمين الذين يقللون من استهلاك الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..