التقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

بعد انفجارات نورد ستريم.. النرويج تسيّر سفينة متخصصة لتأمين خطوط الغاز

وإيطاليا تقترب من ملء مخزونات الغاز

أمل نبيل

بعد التخريب المشتبه به في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 بين موسكو وبرلين، سيّرت النرويج سفينة متخصصة لتفقد خط أنابيب غاز تحت البحر إلى ألمانيا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ووضعت النرويج -أكبر مورد للغاز في أوروبا- الأسبوع الماضي، قطاع الطاقة في حالة تأهب قصوى، ونشرت قواتها البحرية والجوية للقيام بدوريات في المنشآت البحرية، بالإضافة إلى نشر الجنود في محطات معالجة الغاز البرية بعد تفجيرات خطوط أنابيب الغاز الروسي في 26 سبتمبر/أيلول (2022)، بحسب رويترز.

وسُيّرت "هافيلا سوبسي"، وهي سفينة خدمة نفطية مجهزة بمركبات تعمل تحت سطح البحر عن بُعد، في 5 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، لمسح خط أنابيب "يوروبايب 2" الذي يمتد من محطة كارستو للغاز في النرويج إلى قرية دورنوم في ألمانيا، وفقًا لبيانات تتبع السفن من ريفينيتيف.

خطوط أنابيب الغاز النرويجية

قال الرئيس التنفيذي لشركة ريتش سابسي، التي تُشغّل سفينة هافيلا سوبسي، جوستين أليندال، إن أوامر التفتيش صدرت من قِبل شركة إكوينور، التي تُجري عمليات التفتيش على خطوط الأنابيب نيابة عن مُشغّل نظام الغاز البحري "غاسكو".

وقال متحدث باسم غاسكو: "لاعتبارات أمنية، لا يمكننا الخوض في تفاصيل حول إجراءات تفقد خطوط أنابيب الغاز".

وأكدت إكوينور، أنه رُفِعَ مستوى الأمان في المنشآت والبنية التحتية في الجرف القاري النرويجي، كما اتُّخِذَت تدابير احترازية فيما يتعلق بشبكة الأنابيب.

نورد ستريم
خطوط أنابيب لنقل الغاز - الصورة من موقع notesfrompoland

وقالت الشركة إنها لا تريد تقديم مزيد من التفاصيل لاعتبارات أمنية؛ مشيرة إلى أنها تُجري مسحًا لخطوط الأنابيب نيابة عن غاسكو.

ورفض الجيش النرويجي التعليق على مسوحات خطوط الأنابيب البحرية أو غيرها من الإجراءات الأمنية.

وقال متحدث باسم الجيش في رسالة بالبريد الإلكتروني: "المعرفة بهذه الإجراءات تجعل من السهل على الفاعل تجنبها".

وقال المحاضر البارز في الأكاديمية البحرية الملكية النرويجية، تور إيفار سترومن، من المحتمل أن يكون "يوروبايب 2"، أهم خط أنابيب في النرويج.

وتتفقد النرويج البنية التحتية الحيوية للنفط والغاز، بما في ذلك خطوط الأنابيب، بحثًا عن متفجرات أو محاولات تخريب محتملة.

واعتمدت ألمانيا -أكبر اقتصاد في أوروبا- بشكل كبير على الغاز الروسي، قبل انقطاع الإمدادات بعد الغزو على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).

وتبلغ قدرة خط أنابيب "يوروبايب 2" البالغ طوله 658 كيلومترًا، 71 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، أي نحو خمس إجمالي صادرات خطوط الأنابيب النرويجية.

تفجيرات نورد ستريم

قال جهاز الأمن السويدي، يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن التحقيق في مسرح الجريمة لخطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2، وجد أدلة على حدوث انفجارات؛ ما يعزّز الشكوك بشأن "تخريب جسيم".

وانفجرت خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في عدّة مواقع بالمناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتواجه أوروبا، التي كانت تعتمد على روسيا في نحو 40% من احتياجاتها من الغاز، أزمة طاقة في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، وما تلاه من قطع لإمدادات الوقود الروسية جرّاء توتر العلاقات مع القارة العجوز.

وتلقي موسكو باللوم على الغرب في أعمال تخريب خطوط الأنابيب، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر؛ لأنها ستزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى القارة الأوروبية، وهي المزاعم التي نفتها واشنطن، وفقًا لرويترز.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن الولايات المتحدة زادت أسعار ومبيعات الغاز الطبيعي المسال بعد تسرب الغاز في خطوط أنابيب نورد ستريم تحت البحر.

وأفاد جهاز الأمن السويدي "بعد استكمال التحقيق في موقع الجريمة، يستنتج جهاز الأمن السويدي حدوث انفجارات في نورد ستريم 1 و2 في المنطقة الاقتصادية السويدية".

نورد ستريم
تسرب الغاز الروسي من خطوط نورد ستريم - الصورة من وكالة رويترز

وأضاف جهاز الأمن أن هناك أضرارًا جسيمة لحقت بخطوط أنابيب الغاز الروسي، وأُرسِلَت بعض المواد من موقع الحادث لتحليلها.

وقال المتحدث باسم البحرية السويدية، جيمي آدامسون، إن التحقيق في مسرح الجريمة الذي أجراه خفر السواحل والقوات البحرية، تضمن مركبات دون كابتن.

وأضاف "أن خطوط الأنابيب على عمق 70-80 مترًا، وفي تلك الأعماق تُستخدم مركبات تحت الماء دون كابتن".

وقالت روسيا إنها أُبلِغت عبر القنوات الدبلوماسية بأنها لن تتمكن من الانضمام إلى التحقيق.

وصرّح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين: "حتى الآن لا توجد خطط لمطالبة الجانب الروسي بالانضمام إلى التحقيقات"، مضيفًا أن موسكو تؤكد أنه من غير الممكن إجراء تحقيق موضوعي دون مشاركتها.

وأكد مشغلو خطوط الأنابيب المملوكة لروسيا وشركاء أوروبيين، هذا الأسبوع، أنهم غير قادرين على فحص الأجزاء المتضررة؛ لأن السلطات الدنماركية والسويدية طوقت المنطقة، يوم الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وأوضحت النيابة العامة السويدية، يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أن المنطقة التي تسرب فيها الغاز في البحر لنحو أسبوع، لم تعد مطوقة.

وقال وزير العدل السويدي، ردًا على الكرملين، إنه ليس من الممكن السماح للآخرين بالمشاركة في تحقيق جنائي سويدي.

وأفاد وزير الخارجية الدنماركي، جيبي كوفود، بأن قوة خاصة بقيادة الشرطة بين الدنمارك والسويد وألمانيا تتولى مسؤولية التحقيق.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، إن موسكو ستصر على إجراء "تحقيق شامل ومفتوح" يضم مسؤولين روسيين وممثلين عن شركة غازبروم.

مخزونات الغاز في إيطاليا

في الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية طمأنة المستهلكين بأنها ستمتلك ما يكفي من إمدادات الطاقة مع اقتراب الأشهر الباردة؛ قال الرئيس التنفيذي لشركة إيني إن مخزونات الغاز في إيطاليا أوشكت على الامتلاء.

نورد ستريم
شعار شركة إيني الإيطالية

وأضاف كلاوديو ديسكالزي أنه على الرغم من ذلك؛ فإن الإمدادات لا تزال محدودة، ويجب على إيطاليا أن تكون حذرة من موجات الشتاء شديدة البرودة أو احتمالية حدوث مشكلات غير متوقعة في البنية التحتية للطاقة.

وفي العام الماضي (2021)، حصلت إيطاليا على 40% من وارداتها من الغاز من موسكو، وكانت إيني أكبر مستورد للغاز الروسي في البلاد.

وكرر رئيس وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية، التي ستكون مسؤولة عن تقنين الغاز في حالة طوارئ الإمدادات، تحذيره قبل أسبوع من أن الاستهلاك مرتفع للغاية.

وقال كلاوس مولر: "الوضع قد يصبح خطيرًا للغاية إذا لم نخفض استهلاكنا للغاز بشكل كبير".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق