التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

التحول إلى الهيدروجين عالميًا.. هل يهدد الأمن المائي؟ (تقرير)

الهيدروجين محور أساسي في تحقيق أهداف الحياد الكربوني

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تتزايد دعوات التحول إلى الهيدروجين بصفته محورًا أساسيًا في تحقيق أهداف الحياد الكربوني؛ نظرًا إلى مرونة استخدامه في العديد من القطاعات، لكن هناك مخاوف من تداعيات التوسع في إنتاج هذا الوقود النظيف على الموارد المائية.

ويعتمد إنتاج الهيدروجين المتجدد على التحليل الكهربائي لمكونات الماء إلى هيدروجين وأكسجين، كما أن الناتج عن احتراقه مياه أيضًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويخشى البعض أن تتسبب السياسات الحكومية وهي في طريقها لتعزيز اقتصاد الهيدروجين والتحول إلى الهيدروجين من أجل معالجة تغيّر المناخ، في الإضرار بالأمن المائي.

ويناقش منتدى الاقتصاد العالمي، في تقرير حديث، ما إذا كان استخدام الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة أو وقودًا للنقل سيجبر قطاعات مثل الزراعة، على التنافس على موارد المياه.

استخدام الماء في إنتاج الهيدروجين

يتضمن إنتاج الهيدروجين من المصادر المتجددة التحليل الكهربائي للماء؛ حيث تُقسم الشحنة الكهربائية جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين.

وفي عصر تتزايد فيه قضايا الأمن المائي والتقدم في مواجهة تغيّر المناخ والجفاف، أصبحت ندرة المياه مشكلة ملحّة على مستوى العالم، وتزايدت التساؤلات حول أن زخم الهيدروجين المتزايد من أجل خفض الانبعاثات قد يؤثر بصورة سلبية في إمدادات المياه.

ومن غير المحتمل أن التحول إلى الهيدروجين في إمدادات الطاقة بالكامل يكون هو أساس إستراتيجيات الدول، على الرغم من أن الدول الصغيرة، التي ليس لديها ما يكفي من الأراضي لنشر طاقة الرياح والطاقة الشمسية، قد تعتمد بشكل كامل على واردات هذا الوقود النظيف.

وتشمل قائمة الدول تلك سنغافورة وقطر ولوكسمبورغ والبحرين ومالطا، وفي هذه الحالة، لن تعتمد هذه الدول على المياه الخاصة بها لإنتاج الهيدروجين، ولكن على المياه من الدول المصدّرة، وفق التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وبمجرد احتراق الهيدروجين للحصول على الطاقة، ينتج عنه مياه، ما يفتح فرصة فريدة، حيث لا تستطيع البلدان -التي تعاني ندرة المياه- استيراد الهيدروجين فحسب، بل يمكنها -أيضًا- معالجة نقص المياه لديها بعد حرقه.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي الأنواع العديدة للهيدروجين حسب طريقة إنتاجه، مع ملاحظة أن الألوان تستخدم للدلالة على طريقه استخراجه:

الهيدروجين

حاجة الدول للمياه وسط التحول إلى الهيدروجين

بحسب دراسة منتدى الاقتصاد العالمي، فإن 9 فقط من أصل 135 دولة شملتها الدراسة، ستحتاج إلى زيادة استخراج المياه العذبة الحالية بنسبة تزيد على 10% من أجل التحول إلى الهيدروجين بشكل كامل، في حين ستحتاج 62 دولة إلى فعل ذلك لكن بنسبة أقل من 1%.

وبالفعل هناك اتجاه واضح بين البلدان لزيادة كبيرة في استخراج المياه من أجل التحول إلى الهيدروجين، وتنقسم إلى دول صحراوية ذات هطول ضئيل للأمطار سنويًا، مثل قطر والكويت والبحرين، أو دول جزرية صغيرة، مثل سنغافورة وترينيداد وتوباغو ومالطا، والتي ستكافح بسبب محدودية خزانات المياه العذبة.

وتتصدر سنغافورة -التي تعتمد أساسًا على ماليزيا المجاورة لموارد المياه العذبة- القائمة، حيث ستتعين عليها زيادة المياه التي تستخدمها للتحول للهيدروجين بنحو 46.4%.

ومن ناحية أخرى، فإن طاغيكستان، تحتل المرتبة الأخيرة في القائمة، حيث تتطلب زيادة قدرها 0.056% فقط في موارد المياه العذبة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة، الدول المرشحة لإنتاج الهيدروجين عالميًا:

المغرب وسباق الهيدروجين

خلاصة القول

من الواضح أن التحول إلى الهيدروجين من أجل تلبية احتياجات الطاقة بالنسبة لمعظم الدول لن يؤثر سلبًا في الأمن المائي أو الصناعات كثيفة الاحتياج للمياه مثل الزراعة.

وعلى الرغم من حاجة بعض الدول مثل سنغافورة إلى المياه بشكل كبير، حال رغبتها في الانتقال للهيدروجين، فإنها لن تعاني نقص المياه، كونها ستكون ضمن الدول المستوردة.

وفي الواقع، يفتح الاقتصاد العالمي للهيدروجين أيضًا آفاقًا مثيرة للاهتمام للبلدان التي تعاني بالفعل نقص المياه، بما في ذلك سنغافورة وقطر، فمع صعوبة إنتاج الهيدروجين الأخضر محليًا، ستلجأ هذه الدول إلى الاستيراد.

ومن شأن ذلك أن يُتيح لهذه الدول التقاط المياه الناتجة عن إعادة تحويل الهيدروجين إلى طاقة -عن طريق الاحتراق أو تقنية خلايا الوقود- ثم استخدام هذه المياه النقية محليًا، وهذا أولًا.

والأمر الثاني أن الهيدروجين قد يكتسب حصة كبيرة من سوق النقل، لكن القطاعات الأخرى ذات الصلة بالطاقة ستختبر على الأرجح مزيجًا من التقنيات المختلفة، ما يقلل من النسبة المئوية للمياه المستخدمة للهيدروجين.

أما الأمر الثالث، فإنه من الممكن أن تسعى الدول -التي تعتمد في الأساس على الاستيراد- إلى الإنتاج المحلي للهيدروجين محليًا دون تأثير كبير في موارد المياه، إذ إن بإمكانها التقاط المياه بعد عملية حرق الهيدروجين وإعادة استخدامه في إنتاج المزيد من هذا الوقود النظيف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق