أخبار النفطرئيسيةنفط

خطوط تحت البحر.. سرقة النفط في نيجيريا تشهد تطورات جديدة

أمل نبيل

تتعرّض نيجيريا لسرقة النفط من حقولها منذ أكثر من 20 عامًا، وهو ما تسبّب في خسائر بمليارات الدولارات للدولة الواقعة في غرب أفريقيا، ودفع العديد من شركات الطاقة الكبرى إلى التخلي عن أصولها البرية.

وحذّرت هيئة تنظيم النفط في نيجيريا، خلال يوليو/تموز (2022)، من مواجهة البلاد معوقات اقتصادية حال استمرار عمليات سرقة النفط، التي كلّفت ميزانية الدولة خسائر تُقدّر بنحو مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري (2022)، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

ورغم الجهود المضنية التي تبذلها الحكومة النيجيرية لمحاربة سرقة النفط في البلاد، قال رئيس شركة النفط الحكومية (إن إن بي سي)، إن المسؤولين اكتشفوا وجود خط توصيل غير قانوني إلى البحر في واحدة من المحطات الرئيسة لتصدير النفط، الذي كان يعمل منذ 9 سنوات دون أن يُكتشف، حسبما ذكرت رويترز.

سرقة النفط في نيجيريا

عُثرت على وصلة طولها 4 كيلومترات (2.5 ميلًا) من محطة تصدير فوركادوس، التي تصدّر عادة نحو 250 ألف برميل يوميًا من النفط، إلى البحر في أثناء تضييق الخناق على عمليات السرقة في الأسابيع الـ6 الماضية، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية ميلي كياري، أمام لجنة برلمانية يوم الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وأضاف كياري: "سرقة النفط في البلاد مستمرة منذ أكثر من 22 عامًا، لكن معدلات السرقة وكمياتها في الآونة الأخيرة غير مسبوقة".

سرقة النفط
عمال تابعون لشركة شل في حقل نفطي بنيجيريا - الصورة من موقع الشركة

وفقدت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا نحو 13.21 مليون برميل من النفط الخام بقيمة تُقدَّر بنحو 603.64 مليار نايرا (1.44 مليار دولار) خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري (2022)، وفقًا لبيانات هيئة تنظيم النفط النيجيرية.

وتابع كياري: "غالبًا ما ينقر اللصوص خطوط الأنابيب الأرضية لسحب النفط دون أن يُكتشفوا في أثناء استمرارهم بالعمل، لكن الخط غير القانوني في المحيط أمر غير معتاد للغاية، ويشير إلى عملية سرقة أكثر تعقيدًا".

وتُدار محطة فوركادوس من قبل شركة (إس بي دي سي)، وهي شركة محلية تابعة لعملاق النفط البريطانية (شل).

وتخطط شركة شل للتخارج من أصولها البرية والضحلة في نيجيريا، مع الزيادة الكبيرة في أعمال التخريب خلال السنوات الأخيرة، التي أدت إلى حالة من الفوضى لا تستطيع الشركة السيطرة عليها، بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيردن، للمساهمين في مايو/أيار (2022).

وتُعدّ شركة شل أكبر مُنتج للنفط في نيجيريا، إذ تمثّل نحو 40% من إجمالي طاقة إنتاج النفط الخام والمكثفات في الدولة الواقعة غرب أفريقيا.

خسائر نيجيريا من سرقة النفط

قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية ميلي كياري، إن نيجيريا -وهي عادة أكبر مُصدّر للنفط في أفريقيا- تخسر عوائد محتملة من 600 ألف برميل يوميًا من النفط، إذ يُسرق بعضها، كما تُعطل شركات النفط بعض الحقول عن العمل بدلًا من تغذية خطوط الأنابيب التي يستولي عليها اللصوص.

سرقة النفط
الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية ميلي كياري - الصورة من رويترز

وتراجعت صادرات النفط الخام في نيجيريا إلى أقل من مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022)، للمرة الأولى منذ عام 1990، نتيجة لعمليات سرقة النفط، ما حرم البلاد من تدفقات نقدية مهمة.

وكان إنتاج النفط في نيجيريا أقلّ من حصة الإنتاج اليومية التي حددتها أوبك لشهر أغسطس/آب بـ853 ألفًا و606 براميل يوميًا، والبالغة 1.82 مليون برميل.

وفي أغسطس/آب (2022)، فقدت نيجيريا مكانتها بصفتها أكبر منتج نفط في أفريقيا لصالح أنغولا، أول مرة منذ 5 سنوات.

وتوقفت عمليات التحميل في المحطة منذ اكتشاف تسرّب من خرطوم تحت البحر في 17 يوليو/تموز (2022)، وقالت شركة شل هذا الأسبوع إنها تتوقع استئناف التصدير في النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وفي أغسطس/آب، منحت شركة النفط الوطنية النيجيرية عقودًا لشركات من بينها تلك التي يملكها متشددون سابقون لقمع سرقة النفط.

وخلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري (2022)، رصدت هيئة تنظيم النفط في البلاد خسائر تقارب مليار دولار مقارنة بنحو 3.5 مليار دولار طوال عام 2021، إثر عمليات سرقة النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق