أخبار الغازرئيسيةغاز

إغلاق حقل غرونينغن يهدد بتفاقم أزمة الغاز في أوروبا

وسط تمسك هولندا بخطتها

دينا قدري

رفضت هولندا الدعوات إلى زيادة إنتاج حقل غرونينغن -أكبر حقل للغاز في أوروبا-، خوفًا من رد فعل عنيف من قبل مواطنيها الذين أعربوا عن قلقهم من الزلازل الناجمة عن عمليات الحفر في المقاطعة.

وكان حقل غرونينغن -الذي تديره شركة مشتركة بين شل وإكسون موبيل- الدعامة الأساسية لإمدادات الغاز في أوروبا منذ عام 1963، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ.

حتى بعد نصف قرن، لا يزال هناك احتياطي يبلغ نحو 450 مليار متر مكعب من الغاز القابل للاستخراج، تبلغ قيمته نحو تريليون دولار.

والأهم من ذلك، أن هناك مساحة لاستخراج نحو 50 مليار متر مكعب سنويًا أكثر مما يتدفق حاليًا من حقل غرونينغن، وفقًا لشركة شل.

التدفق الإضافي الذي تُقدّر شل أنه يمكن تشغيله على الفور، سيكون أكثر من كافٍ، ليحل محل 46 مليار متر مكعب استوردتها ألمانيا من روسيا العام الماضي (2021)، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

خفض إنتاج الغاز في حقل غرونينغن

توقف الاستخراج من حقل غرونينغن بالكامل تقريبًا في السنوات الـ10 الماضية، إذ تسبّبت الزلازل الناجمة عن الحفر في إلحاق أضرار بالمباني، وأثارت احتجاجات من قبل السكان والنشطاء.

وشهد الزلزال القوي غير المعتاد في عام 2018 وعد الحكومة بإنهاء سريع لإنتاج الحقل، الذي من المتوقع الآن أن يحدث في خريف عام 2023 أو بحلول عام 2024 على أقصى تقدير.

وقد أعلنت الحكومة الهولندية -في 26 سبتمبر/أيلول- أن إنتاج الغاز في حقل غرونينغن سينخفض إلى الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على الآبار قيد التشغيل في العام المقبل (2023)، إذ من المتوقع أن ينتهي الاستخراج بحلول عام 2024 على أقصى تقدير.

وقالت الحكومة إن الإنتاج في غرونينغن سيُحدد عند 2.8 مليار متر مكعب في العام، الذي يبدأ في 1 أكتوبر/تشرين الأول، انخفاضًا من 4.5 مليار متر مكعب في العام الجاري (2022)، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

كما أوضحت الحكومة أن جميع مواقع الإنتاج الـ11 في المنطقة ستظل تعمل حتى أبريل/نيسان 2023 على الأقل، من أجل أن تكون قادرة على زيادة الإنتاج في حالة الطوارئ.

تداعيات الزلازل.. وبدائل الغاز

سجلت مقاطعة غرونينغن أول هزات صغيرة في عام 1986؛ ومنذ ذلك الحين، كانت هناك مئات الهزات الأخرى.

وعلى الرغم من أن معظمها لا يمكن اكتشافه إلا باستخدام الأجهزة، فإن زلزالًا بقوة 3.6 درجة ضرب المقاطعة في عام 2012، ما أدى إلى آلاف المطالبات بتعويضات عن أضرار في الممتلكات.

وبدءًا من عام 2014، فرضت الحكومة الهولندية قيودًا أكثر صرامة على الإنتاج من الحقل، وانخفض الإنتاج من 54 مليار متر مكعب في عام 2013، إلى 4.5 مليار متر مكعب متوقع هذا العام (2022)، بحسب بلومبرغ.

وبدلًا من تعزيز إنتاج الغاز، أزالت هولندا القيود المفروضة على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم للمساعدة في ضمان أمن الطاقة، لتنضم إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين في التحول إلى الوقود الملوث بشدة.

كما ضاعفت قدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال، وغذّت مواقع تخزين الغاز لضمان امتلائها بنسبة 80% قبل الشتاء.

وقال وزير التعدين الهولندي هانز فيلبريف إن الوضع هذا الشتاء قد يكون "آمنًا إلى حدٍ ما"، لكنه أكثر قلقًا بشأن ما سيحدث بعد ذلك.

وتساءل: "إذا كنت ستستنزف هذه الاحتياطيات بالكامل بسبب الشتاء البارد، فكيف ستملؤها مرة أخرى؟".

ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا منذ عام 1970 حتى عام 2021:

إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا

ضغوط أوروبية بسبب أزمة الطاقة

في هذا السياق، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تيري بريتون، في خطاب ألقاه -مؤخرًا- إنه يتعيّن على هولندا إعادة النظر في قرارها بإغلاق حقل غرونينغن.

كما تعرّض وزير التعدين الهولندي هانز فيلبريف لضغوط من نظرائه من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أيضًا، لكن البلاد لا تزال متمسكة بالإغلاق في الوقت الحالي.

لم يستبعد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته تمامًا استخدام حقل غرونينغن لدعم الإمدادات، ولكن "فقط في الحالات القصوى إذا لم تسر الأمور على ما يرام"، على حد قوله، وليست هناك حاجة إلى ذلك في الوقت الحالي.

إذ قالت الحكومة -مرارًا وتكرارًا- إنه لا يمكن استئناف الإنتاج إلا بوصفه ملاذًا أخيرًا، إذا نفدت إمدادات الغاز للأسر الهولندية، على الرغم من تعرّض المسؤولين لضغوط لتغيير المسار بسبب أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق