أخبار النفطسلايدر الرئيسيةنفط

تحالف أوبك+ يقرر خفض سقف الإنتاج مليوني برميل يوميًا في نوفمبر

دينا قدري

أعلن تحالف أوبك+ خفض سقف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل حتى ديسمبر/كانون الأول 2023 ، فيما يُعدّ أكبر خفض للإنتاج منذ تفشّي جائحة كورونا.

كما قرر التحالف تمديد اتفاقية إعلان التعاون، التي كان من المفترض أن تنتهي بحلول نهاية العام الجاري (2022).

جاء ذلك خلال اجتماع وزراء التحالف -اليوم الأربعاء (5 أكتوبر/تشرين الأول)- في فيينا، الذي كان أول اجتماع حضوري منذ بدء جائحة فيروس كورونا في عام 2020.

يأتي قرار خفض الإنتاج في الوقت الذي يستعد به الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على صادرات النفط الروسي في 5 ديسمبر/كانون الأول المقبل، فضلًا عن اعتزام مجموعة الـ7 تحديد سقف سعر للخام الروسي.

ضمان إمدادات الطاقة

قبل ساعات من انطلاق الاجتماع، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن خطر حدوث ركود -قد يخفض أسعار النفط- كان أحد العوامل التي من شأنها أن تدفع قرار أوبك+.

وقال المزروعي: "تحالف أوبك+ يظل منظمة فنية، ومن المهم للغاية أن يظل القرار فنيًا، وليس سياسيًا"، بحسب ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).

وتابع: "بناءً على ذلك، سنتخذ القرار الصحيح الذي نراه مناسبًا. الركود هو التحدي.. هو أحد العوامل الأساسية التي ننظر إليها جميعًا"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانبه، شدد وزير النفط الكويتي محمد الفارس -أمس الثلاثاء (4 أكتوبر/تشرين الأول)- على أن التحالف سيدرس الوضع العام لسوق النفط العالمية، وسيتخذ القرار المناسب لضمان إمدادات الطاقة بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.

وأوضح -في تصريحات صحفية قبيل مغادرته الكويت إلى فيينا- أن الاجتماعات الدورية ستتابع تطورات سوق النفط العالمية، بهدف اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على ميزان العرض والطلب.

أوبك+ يخفض إنتاج النفط في شهر نوفمبر
رئيس أرامكو السعودية، أمين الناصر، خلال مشاركته في المنتدى - الصورة من موقع إنرجي إنتليجنس

تأثير قيود العرض في أسواق النفط

في سياقٍ متصل، أكد كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط أن استهلاك النفط يُعدّ مرنًا، وأن السوق العالمية تواجه قيود العرض، خلال مشاركتهم في مؤتمر للطاقة عُقد بلندن.

وشدد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر على أن سوق النفط تتجاهل حقيقة كون الطاقة الفائضة العالمية لزيادة إنتاج النفط منخفضة للغاية، محذرًا من أنها ستتآكل تمامًا إذا خففت الصين من قيود جائحة كورونا وزادت من استهلاكها.

وقال الناصر لمنتدى إنرجي إنتليجنس: "السوق تركّز على ما سيحدث للطلب، إذا حدث ركود في أجزاء مختلفة من العالم، إنهم لا يركّزون على أساسيات العرض"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

كما أشار الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، متحدثًا في المؤتمر نفسه، إلى أن الأسعار الحالية لا تُترجم بسهولة إلى تحول في تخصيص رأس المال، نظرًا لأن مشروعات النفط والغاز قد تستغرق عقودًا من الزمن حتى تُنتج وتُؤتي ثمارها.

بينما أوضح كبير الاقتصاديين في شركة ترافيغورا لتجارة السلع الأساسية سعد رحيم أن المعاناة الاقتصادية قد لا تُضعف الطلب كما تتوقع السوق.

وقال رحيم -في مؤتمر أرغوس للنفط الأوروبي في جنيف-: "كل العوامل المختلفة تشير إلى أننا ربما نتجه نحو تباطؤ، لكنه سيكون أقصر وأقلّ عمقًا مما يتوقعه الناس".

ضغط أميركي لتجنب خفض الإنتاج

من جانبها، حثّت الولايات المتحدة دول أوبك+ على عدم المضي قدمًا لتخفيضات كبيرة محتملة بإنتاج النفط، في الوقت الذي يسعى به الرئيس جو بايدن لمنع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطّلع، أن واشنطن تجادل دول أوبك+ بأن الأسس الاقتصادية لا تدعم خفض الإنتاج.

وردّت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، قائلة: "لن نعلّق على أيّ إجراء من جانب أوبك، حتى تتحرك أوبك".

وأضافت: "بالطبع، نحن نتحدث دائمًا مع جميع المنتجين والمستهلكين، بما في ذلك شركاء أوبك+، لقد أوضحنا أن إمدادات الطاقة يجب أن تلبي الطلب، لدعم النمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، وسنواصل الحديث مع شركائنا حول ذلك".

كان الرئيس بايدن يتصارع مع أسعار البنزين طوال العام الجاري (2022)، إذ هبطت الأسعار تدريجيًا بعد ارتفاع مفاجئ، وقد تؤدي زيادة الأسعار إلى الإضرار بفرص الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، 8 نوفمبر/تشرين الثاني.

توقعات الطلب على النفط

حافظت منظمة أوبك على توقعاتها لنمو الطلب على النفط دون تغيير في العامين الجاري (2022) والمقبل (2023)، بحسب ما جاء في التقرير الشهري الصادر في 13 سبتمبر/أيلول.

إذ أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي عام 2022 عند 3.1 مليون برميل يوميًا، دون تغيير عن تقديرات شهر أغسطس/آب الماضي.

وأوضحت أنه من المرجح نمو الطلب العالمي على النفط بنحو 2.7 مليون برميل يوميًا في 2023، دون تغيير عن توقعات الشهر الماضي، حسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وهذا يعني أن إجمالي الاستهلاك العالمي من النفط قد يصل إلى 102.73 مليون برميل يوميًا في 2023.

ويرجع نمو الطلب على النفط إلى توقعات نمو الاقتصاد العالمي في العام المقبل (2023)، بالإضافة إلى احتواء تفشّي فيروس كورونا بالصين.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات الطلب العالمي على النفط والمعروض في عام 2023:

توقعات الطلب على النفط والمعروض في 2023

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق