التقاريرأسعار النفطالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أسعار النفط الخام تدعم أرباح الصين.. وخطأ كبير لدول الخليج (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن انهيار أسعار النفط الخام في 2020، ووصول خام برنت إلى 12 دولارًا للبرميل، وهبوط خام غرب تكساس إلى "سالب 36 دولارًا"، دفعت الصين إلى شراء كميات كبيرة من النفط.

وأضاف الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" على موقع تويتر، قدّمها بعنوان "دور الصين في أسواق الطاقة العالمية وآثار إعادة تصنيفها دولةً متقدمة"- أن الولايات المتحدة لم تبع أي نفط بالسالب خلال هذه المدة، لأنه لم يوجد ما يمكن شراؤه من الأساس.

وأوضح أن تراجع أسعار النفط الخام أدى إلى إقدام الصين -بتشجيع من دول أوبك ودول الخليج- على شراء كميات ضخمة دعّمت به مخزوناتها بأسعار منخفضة، إذ كان متوسط السعر بين 18 و22 دولارًا للبرميل، و"هذا كان خطأ كبيرًا، أعتقد أن دول الخليج تعلمت منه كثيرًا".

خطط الصين لاستغلال أسعار النفط الخام

أسعار النفط الخام
براميل النفط الخام - الصورة من إنرجي فويس

أشار مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى أنه مع عودة أسعار النفط الخام إلى الارتفاع عام 2021، كان من المفترض أن تصل إلى 100 دولار للبرميل، ولكن ما إن وصلت الأسعار إلى 70 دولارًا للبرميل، بدأت الصين بيع كميات كبيرة من النفط وحققت أرباحًا كبيرة بسبب ذلك.

وقال الحجي، إن دول الخليج أدركت الخطأ الذي وقعت فيه بعد بيع الصين وتحقيقها أرباحًا من فروق الأسعار، إذ إنها كان عليها أن تتحمل، لأن الألم والأزمة كانا موجوديْن، موضحًا أن الدرس هو ألا تعطي الصين النفط بأسعار رخيصة.

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن الصين -في ذلك الوقت- سحبت من المخزون الإستراتيجي الضخم لديها، بهدف منع أسعار النفط من الوصول إلى 100 دولار، مشيرًا إلى أن الفكرة الصينية كانت استخدام المخزون الآن (في 2021)، ولكن الطلب على النفط سينخفض في بداية 2022 وستنخفض معه الأسعار.

وأضاف: "سعت الصين إلى خفض الأسعار خلال الربع الأول من 2022، لتشتري -حينها- النفط الجديد بسعر أقل، وتخزنه مرة أخرى، وهذه كانت الخطة، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخل أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع، ووقعت الصين في مأزق كبير".

ولفت إلى أن ما حدث مع روسيا كرر التجربة نفسها واستغلها الصينيون، لأنه بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو، لجأت الأخيرة إلى البيع بأسعار مخفضة، وتشتري بكين حاليًا كميات ضخمة من النفط الروسي بأسعار تقل كثيرًا عن أسعار السوق العالمية، التي تدور حول 90-95 دولارًا للبرميل، وتحصل عليه بسعر 65 دولارًا للبرميل.

زيادة المخزون الصيني من النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن انخفاض أسعار النفط الخام الروسي -بالتزامن مع عمليات الإغلاق التي أعقبت التفشي الجديد لجائحة كورونا التي خفضت الطلب على النفط- مكّن الحكومة الصينية من إعادة ملء المخزونات الإستراتيجية لديها، كما مكن الشركات الصينية من بناء مخزونها التجاري.

أسعار النفط الخام
مخزونات النفط الخام في الصين - الصورة من "ديلي تشاينا"

وأضاف: "هذا الأمر تسبّب في مشكلة بالنسبة إلى المحللين، لأن زيادة واردات الصين من النفط في تلك المدة غطت على مسألة تباطؤ النمو الاقتصادي الذي حدث في بكين، خاصة أن أغلب المعلومات القادمة من هناك مجهولة، أو تعلنها الحكومة ويشك فيها الناس".

وتابع: "لذلك، يلجأ المحللون إلى التأكد من هذه المعلومات من خلال مراجعة بيانات صادرات الدول الأخرى، على سبيل المثال، وهذه البيانات لم تكن توحي بوجود تباطؤ اقتصادي كبير مثلما نراه الآن، وذلك بسبب تخزين الصين".

عوائد النفط باليوان في دول الخليج

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن شائعة تسلُّم دول الخليج عوائد النفط والغاز إلى الصين باليوان، من الأمور التي يجب التعليق عليها، لا سيما أنها تُعطي إشارات ودلالات على علاقات دولية أخرى.

وأضاف: "كان هناك مقال وشائعة بأن السعودية تستطيع أن ترد على الأميركيين بعدم تسعير النفط بالدولار وأن تسعره بعملات أخرى، وأن تحصل على عوائد النفط بعملات أخرى، وكاتب المقال شخص مشهور له اتصالاته، ولكن واضح تمامًا أنه كان هناك خطأ ما اقتصاديًا أو سياسيًا".

وأوضح خبير اقتصادات الطاقة أن شائعة أخرى ظهرت -لاحقًا- بأن المملكة ستصدّر النفط إلى الصين مقابل اليوان، وانتشر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي حول السعودية والرد على بايدن، ولكن هذا الأمر بعيد جدًا عن الحقيقة.

وتابع: "اكتشفنا من الوهلة الأولى أنها شائعة، وقد تكون تسريبًا من شخص لسبب ما".

وتساءل: لماذا تريد السعودية ضرب الدولار؟ فالنفط يُسعّر بالدولار، وإذا انخفض الدولار تنخفض إيراداتها الحقيقية، كما أن عملتها "الريال" مربوطة بالدولار، مؤكدًا أن هذا الكلام غير منطقي، وغير مسؤول.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هل الصين اصبح لاعب استراتيجي في الساحة النفطية العالمية
    الصين معروف عنها دولة تقود الطلب العالمي لكن تقوم بالتحكيم في الأسعار عم طريق التخزين باسعار بخصة ثم تعيد بعيها هاذا صعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق