طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسية

المخاطر تلاحق طاقة الرياح في أوروبا.. و5 خطوات لحماية الصناعة (تقرير)

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • تقرير يحذّر من أن أزمة الطاقة في أوروبا تهدد ريادتها في الطاقة المتجددة
  • لمواجهة التقلبات في سوق الوقود الأحفوري يجب تسريع التحول إلى الطاقة الخضراء
  • طاقة الرياح تؤدي دورًا كبيرًا في الاقتصاد الأوروبي، وتدعم أكثر من 300 ألف وظيفة
  • المخاطر تلاحق صناعة الرياح، ومصنّعو توربينات الرياح يتكبدون خسائر فادحة
  • الصين تتفوق على أوروبا وتغزو أسواقها، إلى جانب الأسواق الأفريقية والآسيوية
  • سيمنس جاميسا تقترح 5 خطوات لحماية صناعة طاقة الرياح في أوروبا

باتت طاقة الرياح في أوروبا ضرورة لا غنى عنها لحماية المناخ والاقتصاد من المستجدات والأزمات العالمية.

فالقارة العجوز تشهد أزمة طاقة غير مسبوقة، وسط ارتفاع أسعار الطاقة والاضطرابات التي تواجه سلاسل التوريد حول العالم.

ودون طاقة الرياح، لن تكون أوروبا قادرة على التصدي للتغيرات المناخية وتحقيق أمن الطاقة، إذ إنها تعدّ جزءًا مهمًا من التحول نحو الطاقة الخضراء.

وحذّر تقرير تقني صادر عن شركة سيمنس جاميسا بعنوان "سيادة الطاقة الأوروبية في خطر وشيك: لماذا نحتاج إلى صناعة طاقة الرياح في أوروبا - وكيفية حمايتها" من أن أزمة الطاقة الحالية تهدد مستقبل أوروبا بصفتها رائدة في قطاع الطاقة المتجددة، وتضيّق الخناق عليها في اتخاذ قرارات مستقلة متعلقة بالطاقة.

ومع ذلك، يمكن أن تسهم صناعة طاقة الرياح بتحقيق أمن الطاقة واستقلالها بأوروبا في حالة واحدة، إذا تصرفت الحكومات الأوروبية بسرعة لضمان التعامل معها بصفتها صناعة إستراتيجية.

كما يسلّط التقرير الضوء على الخطوات التي يمكن تنفيذها على مستوى القارة للحدّ من هذه المخاطر وسرعة التحول إلى الطاقة النظيفة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

دور السياسيين الأوروبيين

من المتوقع أن تنتج طاقة الرياح 50% من الكهرباء في أوروبا بحلول عام 2050.

ورغم أن مستقبل طاقة الرياح في أوروبا واعد، من حيث التكلفة والوظائف ومعدلات النمو القياسية مع فرص هائلة لخلق القيمة، يتكبد مصنّعو توربينات الرياح خسائر ضخمة.

توربينات الرياح من شركة سيمنس جاميسا
توربينات الرياح من شركة سيمنس جاميسا- الصورة من موقع الشركة

ولضمان استقلال أوروبا في قطاع الطاقة وريادتها في تقنيات الرياح، تحتاج هذه الصناعة إلى قرارات واضحة وإجراءات سريعة من حكومات الاتحاد الأوروبي.

ودعت شركة سيمنس جاميسا السياسيين الأوروبيين إلى تقديم الدعم لضمان تعويض ارتفاع التضخم، وتسريع عملية الحصول على التصاريح.

وطالبت الشركة بدعم تطوير بنية تحتية قوية للكهرباء في جميع أنحاء أوروبا، وتعزيز الاتفاقيات التجارية المتعلقة بالتقنيات الخضراء على مستوى الاتحاد الأوروبي.

بالإضافة إلى ذلك، حثّت الشركة السياسيين على جعل التمويل العام في متناول مصنّعي توربينات الرياح، والاستثمار في البحث والتطوير لخلق قيمة أكبر، ما يتيح زيادة الإنتاج.

تنوع إمدادات الطاقة

يعدّ إنتاج طاقة الرياح في أوروبا أمرًا حيويًا لتنويع المصادر وتحقيق أمن الطاقة.

ومع استمرار التقلبات التي يشهدها الوقود الأحفوري من حيث التكلفة والإمدادات، تتأثر المنازل والشركات بدرجة كبيرة.

وقالت الشركة، إن الحل لمواجهة اعتماد العالم على الوقود الأحفوري يتمثل في التحول إلى طاقة خضراء مستدامة ومتجددة وغير محدودة.

وحتى الآن، كان الانتقال بطيئًا ويعاني من سوء الإدارة.

ولحسن الحظ، تدرك الحكومات الأوروبية الآن أن عدم تنوع مصادر الطاقة يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وتُظهر إستراتيجية الطاقة في أوروبا وخطة "ريباور إي يو" والصفقة الخضراء الأوروبية أن الطاقة باتت على رأس الخطة السياسية.

ومع أهداف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ستؤدي الطاقة المتجددة، وخاصة طاقة الرياح، دورًا حاسمًا في مزيج الطاقة العالمي.

مزايا طاقة الرياح

منذ ازدهار طاقة الرياح في أوروبا خلال الثمانينيات، كان للصناعة تأثير كبير في الاقتصاد.

فالقطاع يدعم أكثر من 300 ألف وظيفة، ويسهم بـ37 مليار يورو (35.7 مليار دولار أميركي) في إجمالي الناتج المحلي للاتحاد الأوروبي.

(يورو= 0.96 دولارًا أميركيًا)

في الوقت نفسه، يتصدر مصنّعو توربينات الرياح في أوروبا العالم، ويطورون أكثر التوربينات تقدمًا في البر والبحر، ويعملون على تطوير تقنيات الجيل التالي، فضلًا عن توربينات الرياح البحرية العائمة، والشفرات القابلة لإعادة التدوير، والخدمات اللوجستية والمعدّات.

كما تؤدي صناعة الرياح في أوروبا دورًا رائدًا بسلاسل قيمة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهي ضرورية لإنشاء صناعات مستدامة وإمدادات مستقرة للأسر.

ويمكن أن تحقق طاقة الرياح في أوروبا استقلال الطاقة من خلال مصادر محلية ونظيفة وتنافسية.

لماذا تحتاج إلى الدعم؟

بدأت المخاطر تلاحق صناعة طاقة الرياح منذ سنوات، ويرجع ذلك إلى أن قدرة القطاع على الإنتاج لتحقيق الأرباح مهددة بسبب بطء التصاريح.

ففي ألمانيا، انخفض حجم السوق المحلية منذ عام 2017، ولم تضف سوى القليل من سعة الرياح البحرية في السنوات الأخيرة.

ونتيجة لغياب دعم السوق لتطوير طاقة الرياح، توقّف المورّدون عن العمل، وانتقل أمهر الأشخاص إلى صناعات أخرى.

توربينات الرياح من شركة سيمنس جاميسا
توربينات الرياح من شركة سيمنس جاميسا- الصورة من موقع الشركة

وعلى مدى السنوات الـ6 الماضية، اختفت قرابة 37 ألف وظيفة في قطاع طاقة الرياح في ألمانيا.

وأصبحت قدرة صناعة الرياح على تحقيق الربحية، التي تمكّنها من الاستثمار والابتكار واستمرار عملها، مهددة؛ بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والسلع والنقل.

بالإضافة إلى ذلك، أدت جائحة كورونا إلى عدم توفر أجزاء طاقة الرياح الرئيسة، وفاقمت الحرب الروسية في أوكرانيا مشكلات سلاسل التوريد.

ولم يكن بإمكان صناعة طاقة الرياح التوقع أو التخطيط لارتفاع الأسعار، وتأجيل المشروعات، ومن ثم لم تُضَف هذه المستجدات على العقود طويلة الأجل مع العملاء، ويتكبد المصنّعون -حاليًا- خسائر فادحة.

التفوق الصيني

في ظل هذه الأوضاع، يفوق عدد محطات الرياح التي تبنيها الصين المحطات في أوروبا، وتقدّم أسعارًا تنافسية.

ولا يحقق المصنّعون الصينيون المكاسب في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية فحسب، بل بدؤوا -أيضًا- الفوز بطلبات بناء محطات في أوروبا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي حالة عدم تحقيق تكافؤ الفرص، من المرجح أن تكتسب الصين زخمًا واسعًا في الصناعة، وسيسفر ذلك عن تقويض صناعة الرياح الأوروبية بصورة كبيرة، وسيضيف ذلك إلى الأسعار، ويتسبب في تدهور المعرفة والوظائف.

ودعت الشركة في تقريرها إلى تأسيس صناعة الرياح في أوروبا بصفتها صناعة إستراتيجية، لكي تتمكن من ضمان توفير أمن الطاقة والبنية التحتية مع ابتكار التقنيات الأوروبية وتحقيق الجودة والموثوقية.

5 خطوات لحماية صناعة طاقة الرياح

سلّطت شركة سيمنس جاميسا -في أحدث تقاريرها- الضوء على الحلول لحماية صناعة طاقة الرياح في أوروبا وتسريع التحول العالمي إلى الطاقة الخضراء.

وأوضحت أن الشراكة الحقيقية بين الحكومة والصناعة يمكنها أن تحدّ من الأزمة المناخية، وتعزيز الابتكار وإرساء أمن الطاقة وخلق فرص العمل.

وأشارت إلى أنه يمكن حماية الصناعة من خلال 5 خطوات:

الخطوة الأولى:

تتمثل في تحويل الأهداف إلى فرص حقيقية وتوفير رؤية للسوق، لا سيما في ظل وجود عدم توافق بين الأهداف السياسية الطموحة وسعة تركيب طاقة الرياح السنوية الفعلية.

وتتطلب أهداف خطة "ريباور إي يو" تركيب 39 غيغاواط سنويًا بحلول عام 2030، بإجمالي 510 غيغاواط بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 190 غيغاواط حاليًا.

وفي عام 2021، قامت أوروبا بتركيب 11 غيغاواط فقط، ومن المقرر أن تنتج 19 غيغاواط سنويًا على مدار الـ5 سنوات المقبلة.

وتقوض هذه الأرقام من تنفيذ خطط الصفقة الخضراء الأوروبية، وتعرقل تحقيق استقلال الطاقة، وتضرّ بإمدادات طاقة الرياح في أوروبا، إلى جانب فقدان الوظائف، ويتمثل الحل في تسريع عمليات الموافقة على التصاريح.

الخطوة الثانية:

ترى الشركة أن إدارة مخاطر التقلبات السعرية وتحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد سيسهمان بحماية صناعة طاقة الرياح في أوروبا.

وواجهت سلاسل التوريد تحديات عدّة منذ انتشار جائحة كورونا، وزادت سوءًا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وأدى ذلك إلى تأخير المشروعات بسبب مشكلات التسليم وارتفاع أسعار المواد الخام.

ولحلّ ذلك، يحب تحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد مع تعويض ارتفاع التضخم.

ويمكن للحكومات دعم ذلك من خلال شراكات في قطاعي الطاقة والسلع والاتفاقيات التجارية، ويستطيع مصنّعو توربينات الرياح الإسهام بتوحيد المنتجات المطلوبة، وتنويع سلاسل التوريد العالمية، وتعزيز الصناعة الأوروبية.

كما يجب ربط الحدّ الأقصى لأسعار العطاءات ومنح العقود بتعويض ارتفاع التضخم لتغطية المستجدات المتعلقة بتكلفة المواد الخام وغيرها.

الخطوة الثالثة:

تتمثل هذه الخطوة في دعم الابتكار المحلي وتعزيز الكفاءة التكنولوجية.

فبين عامي 2011 و2021، خفضت صناعة الرياح متوسط التكلفة العالمي للكهرباء من توربينات الرياح بأكثر من 70%، وجعل ذلك طاقة الرياح واحدة من أرخص مصادر الطاقة في العالم.

ومع ذلك، تهدد المنافسة في العطاءات التي تحركها الأسعار فقط استمرار التمويل في الصناعة، ولحلّ ذلك، يتعين على الحكومات الحصول على المعايير النوعية في المزادات، ويجب أن تكافئ المزادات القيمة المضافة التي تحققها صناعة طاقة الرياح في أوروبا.

الخطوة الرابعة:

تتمثل هذه الخطوة في تكافؤ الفرص، لا سيما أن الصين متفوقة في صناعة توربينات الرياح، وتطور محطات في طاقة الرياح أكثر من أوروبا مجتمعة.

ولحلّ ذلك، يجب خلق سوق عادلة في جميع أنحاء أوروبا، ويمكن القيام بذلك من خلال التجارة وأدوات السياسة المالية لتعويض الدعم المقدّم من البلدان الأخرى، بما في ذلك الصين، أو من خلال المتطلبات الصارمة في شروط التأهيل المسبق والمشاركة في العطاءات.

ويفضَّل اتخاذ هذه الإجراءات على المستوى الأوروبي، وليس على مستوى أعضاء الاتحاد الأوروبي المحليين.

الخطوة الخامسة:

لا بدّ من الوضع في الحسبان أن صناعة الرياح لها أهمية إستراتيجية، والاستثمارات الحالية تضمن استقرارها في المستقبل.

فطاقة الرياح في أوروبا تفتقر إلى التمويل، ومن المهم وضع أهداف طموحة وتحقيقها، ويتطلب القيام بذلك توسيع القدرات الحالية، والتي بدورها تتطلب تعزيز سلاسل التوريد والبنية التحتية، مثل المواني وشبكات النقل.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين عمليات التصنيع وزيادة الاستثمارات المستدامة.

وخلصت شركة سيمنس جاميسا في نهاية التقرير إلى أن أوروبا ما تزال قادرة على تحقيق الاستقرار وتعزيز أمن الطاقة واستقلالها، لكن سيتطلب ذلك من حكومات الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات حاسمة ومدروسة، وعليها أن تبدأ الآن.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أفضل 10 أسواق لطاقة الرياح البرية عالميًا من حيث السعة في 2020:

طاقة الرياح في أوروبا

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق