إعصار إيان يهدد بقطع الكهرباء عن فلوريدا.. وبي بي تعيد موظفيها إلى خليج المكسيك

تسبَّب اقتراب إعصار إيان من ساحل خليج فلوريدا، في إعلان حالة الطوارئ مع احتمال قطع الكهرباء عن ملايين العملاء في الولاية، فضلًا عن اضطراب إنتاج النفط في ساحل خليج المكسيك الأميركي.

وقد اشتد الإعصار إلى عاصفة من الفئة الرابعة، مع انطلاقه نحو فلوريدا اليوم الأربعاء (28 سبتمبر/أيلول)، في حين حذّر المركز الوطني للأعاصير من "عواصف تهدد الحياة، ورياح كارثية وفيضانات في شبه جزيرة فلوريدا"، مع إصدار أوامر إجلاء الملايين.

ويخدم 55 مرفقًا كهربائيًا في فلوريدا أكثر من 11 مليون عميل، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إعصار إيان في فلوريدا

بلغ متوسط حجم الحمولة القصوى لمجلس تنسيق موثوقية فلوريدا 44.8 غيغاواط في المدّة من 20 إلى 24 سبتمبر/أيلول، وهو التاريخ الأخير الذي كان لدى إدارة معلومات الطاقة الأميركية بيانات عنه، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

في عام 2021، جاء 73% من توليد الكهرباء في فلوريدا من الغاز الطبيعي، وحلّت الطاقة النووية في المرتبة الثانية بحصّة سوقية تبلغ 12%، يليها الفحم بحصة 9%، وفقًا لبيانات من "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

وقد يتوقع تجّار الكهرباء تدمير الطلب، إذ انخفض مؤشر اليوم التالي الثنائي للكهرباء في فلوريدا التابع لـ"إس آند بي غلوبال" إلى أقلّ من 60 دولارًا/ميغاواط/ساعة للتسليم في 27 سبتمبر/أيلول، وهو أدنى مستوى منذ 1 أبريل/نيسان، وأقلّ من متوسط سبتمبر/أيلول 2021 البالغ 59.86 دولارًا/ميغاواط ساعة.

وبالمثل، سُعِّر الغاز الفوري في منطقة غاز فلوريدا الثالثة عند 6.66 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية للتسليم في 27 سبتمبر/أيلول، وهو أدنى مستوى له منذ 14 أبريل/نيسان، لكنه لا يزال أعلى من متوسط سبتمبر/أيلول 2021 البالغ 5.98 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.

• فلوريدا تستعد لتشغيل أكبر بطارية تخزين كهرباء في العالم

الكهرباء في فلوريدا

تنتقل كيانات مختلفة إلى المنطقة للمساعدة باستعادة الكهرباء في الولاية، عقب مرور إعصار إيان.

إذ حشدت شركة "فلوريدا باور آند لايت" التابعة لشركة "نكست إيرا إنرجي" -التي تخدم نحو 5.1 مليون عميل في جميع أنحاء الولاية- أكثر من 13 ألف شخص "لتكون قادرة على الاستجابة بأمان وبأسرع وقت ممكن".

وستكون شركة "دوك إنرجي" لاعبًا كبيرًا آخر في استعادة الوضع، إذ تخدم ما يقرب من 1.9 مليون عميل من خلال مرافقها "دوك إنرجي فلوريدا".

وقالت الشركة، إنها وضعت ما يقرب من 10 آلاف شخص على أهبة الاستعداد لاستعادة الكهرباء بعد العاصفة.

ويشمل ذلك العاملين في الخطوط ومهنيّي الأشجار وتقييم الأضرار وموظفي الدعم، كما جلبت "دوك" أشخاصًا من مرافقها الأخرى في إنديانا وكنتاكي وأوهايو.

تقع تامبا إلكتريك، التي تخدم أكثر من 786 ألف عميل، بالقرب من الخط المركزي لتوقعات المركز الوطني للأعاصير لوصول إعصار إيان إلى اليابسة، وقد جلبت نحو 3 آلاف شخص من 12 ولاية للمساعدة في استعادة الكهرباء بعد مرور العاصفة.

بدءًا من بعد ظهر يوم 27 سبتمبر/أيلول، كانت تامبا إلكتريك "تقيّم ما إذا كانت ستقطع الخدمة إلى جزأين صغيرين من وسط مدينة تامبا تحت الإخلاء الإلزامي".

ارتفاع أسعار النفط مدفوعة بتراجع الإنتاج

في سياقٍ آخر، ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة تقارب 1% خلال تعاملات اليوم الأربعاء (28 سبتمبر/أيلول)، مع تراجع الإنتاج بسبب إعصار إيان وتوقعات بزيادة مخزونات النفط الأميركية.

وبحلول الساعة 01:09 ظهرًا بتوقيت غرينتش (04:09 عصرًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني- بنسبة 0.8%، إلى 87.03 دولارًا للبرميل.

كما ارتفع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني- بنسبة 1.32%، إلى 79.54 دولارًا للبرميل، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في غضون ذلك، وصل الدولار إلى أعلى مستوى له خلال عقدين من الزمن، مقابل سلة من العملات اليوم الأربعاء، إذ أدى ارتفاع أسعار الفائدة العالمية إلى تغذية مخاوف الركود.

ويعمل الدولار القوي على تقليل الطلب على النفط، بجعله أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

إغلاق الإنتاج في الخليج الأميركي

كانت مكتب السلامة وإنفاذ البيئة الأميركي قد أعلن أن 190.4 ألف برميل يوميًا من النفط، أو 11% من إجمالي إنتاج النفط الخام في الخليج الأميركي، قد أُغلقت من قبل 9 شركات بدءًا من الساعة 11:30 صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي (7:30 مساءًا بتوقيت مكة المكرمة).

وأضاف أن 184 ألف قدم مكعّبة يوميًا من الغاز الطبيعي أُغلِقَت أيضًا، أو 8.6% من إجمالي إنتاج المنطقة من الغاز.

• أميركا تترقب أعاصير خليج المكسيك.. وتوقعات بارتفاع أسعار النفط والغاز

وأشار المكتب الأميركي إلى إجلاء أطقم العمل من إجمالي 12 منصة إنتاج، تمثّل 2.3% من 521 منصة مأهولة في الخليج الأميركي.

وقد أعلنت شركتا بي بي البريطانية وشيفرون الأميركية -في 26 سبتمبر/أيلول- إغلاق منصتي إنتاج رئيستين في خليج المكسيك الأميركي، استعدادًا لوصول إعصار إيان نحو الساحل الغربي لفلوريدا.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تأثير الأعاصير بإنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك:

بي بي تعيد موظفيها إلى خليج المكسيك

بدأت شركة النفط البريطانية بي بي إعادة طواقمها البحرية إلى منصتيها "نا كيكا وثاندر هورس" للنفط والغاز في المياه العميقة لخليج المكسيك الأميركي، إذ حُدِّد مسار إعصار إيان إلى الشرق من تلك المراكز المنتجة، حسبما قالت الشركة في 27 سبتمبر/أيلول.

وقالت الشركة: "مع التوقعات التي تشير إلى أن العاصفة ستتجه نحو شبه جزيرة فلوريدا، قررت شركة بي بي أن إعصار إيان لم يعدْ يشكل تهديدًا كبيرًا لأصولنا في خليج المكسيك".

وأضافت: "تعمل شركة بي بي على إعادة نشر الموظفين البحريين إلى منصّتينا نا كيكا وثاندر هورس، بعد تحديد الظروف الآمنة للعودة"، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

كانت الشركة قد أغلقت الإنتاج في كلتا المنصتين، وقالت، إنها ستعيد هذين المركزين المنتجين الكبيرين إلى العمل مرة أخرى.

شيفرون تغلق مصفاتين استعدادًا للإعصار

من جانبها، قالت شركة شيفرون الأميركية، إنها بدأت نقل جميع الأفراد من منصتي بترونيوس وبلايند فيث، في حين تُغلَق المنشآت.

وأضافت: "ما يزال الإنتاج بأصولنا الأخرى في خليج المكسيك التي تديرها شركة شيفرون عند المستويات الطبيعية"، بحسب ما أوردته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وأوضحت أنها أنتجت 207 آلاف برميل نفط يوميًا من خليج المكسيك الأميركي خلال الربع الثاني من عام 2022.

وقالت شيفرون، إن الشركة "تولي اهتمامًا وثيقًا" لمسار وتوقعات إعصار إيان، بشأن مصفاة باسكاغولا بولاية ميسيسيبي -التي تبلغ قدرتها 346.4 ألف برميل يوميًا-، مضيفة أنها لا تعلّق على عمليات المصفاة.

ولم يكن لدى شيفرون أيّ تحديثات لبيانها الصادر في 26 سبتمبر/أيلول، والذي يفيد بإزالة أطقم العمل وإيقاف الإنتاج من منصتي بترونيوس وبلايند فيث.

• بقيادة شيفرون وشل.. كبار منتجي النفط يهيمنون على خليج المكسيك

شركات أخرى تراقب الوضع

تراقب شركات الإنتاج والاستكشاف الأخرى إعصار إيان، بينما يستعد لدخول خليج المكسيك الأميركي، في حين لم تصدر شركة شل -وهي أيضًا منتج كبير في الخليج الأميركي- أيّ بيانات تتعلق بإعصار إيان.

وقالت شركة "مورفي أويل"، إنها تراقب التوقعات عن كثب، مضيفة أنها لا تتوقع أيّ تأثير في الأصول التي تقوم بتشغيلها.

وأوضحت "أوكسيدنتال بتروليوم" -كبرى شركات الإنتاج المستقلة- في موقعها الإلكتروني، 26 سبتمبر/ أيلول، أنه لم تكن هناك "عواصف نشطة" تؤثّر بعملياتها؛ إذ تقع معظم منصات الإنتاج الـ10 التابعة للشركة في وسط الخليج الأميركي.

وقالت شركة "وودسايد إنرجي" -خلال عطلة نهاية الأسبوع-، إنها بدأت التخطيط لإجلاء موظفيها تحسبًا لإعصار إيان، ولكن بالنظر إلى المسار الحالي للعاصفة، فإنها لا تخطط للإخلاء، ولا تتوقع "أيّ تأثيرات في الإنتاج".

اقرأ أيضًا..

• أوابك: انخفاض الاستثمارات النفطية "خطر".. ونحتاج 800 مليار برميل حتى عام 2045
• إيطاليا توشك على الاستغناء عن الغاز الروسي بدعم من مصر والجزائر
• أفضل أنواع ألواح الطاقة الشمسية لعام 2022 (تقرير)