نفطتقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسية

كيف تتغير خريطة أسواق النفط عند دخول العقوبات الأوروبية حيز التنفيذ؟ (تقرير)

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • أسواق النفط تستعد لتغييرات كبيرة في تدفقات التجارة العالمية مع دخول العقوبات الغربية على النفط الروسي حيز التنفيذ.
  • النفط الروسي سيتجه إلى آسيا والشرق الأوسط وتدفقه إلى الغرب بعد معالجته مرة أخرى.
  • توقعات بتدفق أكثر من مليون برميل يوميًا من الخام الأميركي إلى أوروبا.
  • توجيه النفط الروسي إلى الأسواق البديلة سيزيد من أعباء قطاع الشحن.
  • إيكوبترول الكولومبية تزيد من بيع النفط إلى أوروبا.
  • إندونيسيا مستعدة لشراء الخام الرخيص من أي دولة، ويتضمن ذلك النفط الروسي.

تشهد أسواق النفط -منذ الغزو الروسي لأوكرانيا- تداعيات وتحديات صعبة، ومع استمرار فرض العقوبات الغربية ضد روسيا والتصعيد المتبادل بين الغرب وموسكو، باتت هذه الأسواق في حالة يُرثى لها.

وتتأهب هذه الأسواق لمواجهة التغير الأكبر في تدفقات التجارة العالمية مع بدء دخول العقوبات الغربية حيز التنفيذ خلال الأشهر المقبلة.

ومن المتوقع إعادة توجيه قرابة 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الروسي ومشتقاته إلى أسواق النفط البديلة بعيدًا عن الأسواق الغربية، حسب وكالة رويترز.

ومن المقرر تفعيل قرار حظر الخام الروسي بحلول 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، والمشتقات النفطية الروسية بحلول 5 فبراير/شباط (2023)؛ لحرمان موسكو من تحقيق عائدات ضخمة لتغذية حربها في أوكرانيا، وإجبارها على البحث عن أسواق بديلة.

في غضون ذلك، تدرس مجموعة الـ7، بقيادة الولايات المتحدة، فرض سقف سعري على الصادرات الروسية لضمان بقاء الخام الروسي في أسواق النفط، وتهدئة أزمة نقص الإمدادات التي قد تسفر عن ارتفاع الأسعار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الأولوية لأمن الطاقة

بات أمن الطاقة في صدارة أولويات أجندات الحكومات منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع اقتراب حظر النفط الروسي وخفض موسكو إمدادات الغاز إلى أوروبا، وضع صناع القرار مخاوف الاستدامة جانبًا في الوقت الحالي.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة فيتول راسل هاردي -على هامش مشاركته في مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للنفط أو المعروف بـ"أبيك"- أن أسواق النفط ستشهد تغيرات ضخمة خلال الأشهر المقبلة.

الرئيس التنفيذي لشركة فيتول راسل هاردي يتحدث عن تغير خريطة أسواق النفط
الرئيس التنفيذي لشركة فيتول راسل هاردي - الصورة من موقع ماركت سكرينر

وقال إن النفط الروسي سيتجه إلى آسيا والشرق الأوسط، وسيتدفق إلى الغرب بعد معالجته في هذه المناطق؛ نتيجة التقلبات في أسواق النفط وعرقلة التجارة بسبب العقوبات.

وفي ضوء ذلك، أوضح هاردي أن هناك أولويات رئيسة على المدى القصير ينصب التركيز عليها؛ حيث إن أمن الطاقة يحتل مركز الصدارة، ثم يليه السعر، وتأتي الاستدامة في المرتبة الثالثة.

وقال هاردي، على هامش المؤتمر المنعقد في سنغافورة، إنه من المتوقع أن يتدفق أكثر من مليون برميل يوميًا من الخام الأميركي إلى أوروبا؛ لسد الفجوة التي يخلّفها غياب الإمدادات الروسية.

وأوضح أن السلع الروسية ستحتاج إلى البحث عن أسواق جديدة بعيدًا عن المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأضاف هاردي أن هذه السلع ستقطع مسافات أطول وأبعد لاكتشاف أسواق جديدة، وعند القيام بذلك، سيتعين عليها بيعه بسعر مخفض.

وتابع: "بدأنا نشهد توجه الوقود إلى الشرق الذي كان من الممكن أن يبقى في أوروبا، بينما يتجه الوقود من الشرق إلى الغرب لسد النقص".

وانخفضت واردات النفط الخام الروسي إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى 1.7 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022)، من 2.6 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.

وتوقّعت الوكالة أن تتفوق الولايات المتحدة على روسيا قريبًا بصفتها المصدر الرئيس للخام إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

عراقيل تواجه قطاع الشحن

خلال مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للنفط، قال الرئيس العالمي لقسم الأبحاث في شركة فيتول جيوفاني سيرغيو، إنه سيتعين توجيه نحو مليوني برميل يوميًا من الخام الروسي ومليون برميل يوميًا من المشتقات إلى أسواق أخرى، ويشكل ذلك عبئًا على قطاع الشحن.

وأوضح أن رحلة صادرات النفط الروسي إلى أوروبا تستغرق في المتوسط 7 أيام، لكن رحلة الصادرات إلى آسيا ستكون أطول 3 مرات، أي قرابة 21 يومًا.

ويعادل ذلك زيادة بنحو 3% في أنشطة الشحن التي تقاس بالطن/الأميال.

وأضاف أن التحدي الرئيس الذي تتعرض له الشركات التجارية سيكون العجز في عدد سفن "أفراماكس" الصغيرة اللازمة لشحن النفط الروسي، موضحًا أن هناك مبادرات لتغيير ناقلات النفط الخام الضخمة جدًا بسفن "أفراماكس" متوسطة الحجم، والتي ستكون أكثر توافرًا.

وأشار إلى تفاقم العراقيل التي خلفتها العقوبات ويزداد تأثيرها في شركات الشحن الأوروبية، وشركات التأمين، ومقدمي الخدمات المالية من خلال منعهم من التورط في تجارة النفط الروسي إلى مناطق أخرى.

وقال سيرغيو إنه سيتعين على العالم تدبر أمره في حالة نقص الإمدادات إذا تعذر توجيه النفط الروسي إلى مكان آخر بسبب القيود الكلية والجزئية.

إيكوبترول تغزو السوق الأوروبية

في ظل التقلبات التي تشهدها أسواق النفط، بدأت شركة الطاقة الحكومية الكولومبية إيكوبترول غزو السوق الأوروبية.

وخلال مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للنفط، سلّط رئيس الشركة، فيليبي بايون، الضوء على بيع النفط إلى أوروبا لتحل محل الإمدادات الروسية، بينما تشتد المنافسة على حصتها في السوق الآسيوية.

وقال إن قرابة 40-50% من إنتاج الخام يُصدر إلى آسيا هذا العام (2022)، مقارنة بـ60% خلال عام 2021، لافتًا إلى أن المنافسة تتزايد مع الخام الروسي والمكسيكي والكندي الثقيل والفنزويلي في آسيا.

مدخل منشأة نفطية تابعة لشركة إيكوبترول
مدخل منشأة نفطية تابعة لشركة إيكوبترول - الصورة من موقع أميركا إكونوميا

وفي وقت سابق من العام الجاري، أنشأت الشركة مكتبًا في سنغافورة، وسيركز الفريق المكون من 4 أفراد على تداول الخام الحامض الثقيل الكولومبي (كاستيا)، ودراسة فرص الاستثمار في الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة واحتجاز الكربون وتخزينه.

وأضاف بايون أن احتياطيات الهيدروكربونات المؤكدة التابعة لشركة إيكوبترول تعادل 8 سنوات من الاستهلاك، ارتفاعًا من 7 سنوات ونصف العام في عام 2021.

وكشف عن أن بلاده تحفر 600 بئر نفطية جديدة، خلال العام الجاري (2022)، وتتطلع إلى مواصلة ارتفاع إنتاج النفط.

الترحيب بالنفط الرخيص

على صعيد متصل، قال المستشار الخاص لوزير الطاقة والموارد المعدنية الإندونيسي، تريهاريو سوسيلو، إن شركة الطاقة الحكومية الإندونيسية برتامينا تدرس شراء الخام الروسي، لكنها ما زالت تدرس الجوانب الفنية المتعلقة بمدى ملاءمته لأنظمة التكرير وآلية الدفع، حسب وكالة رويترز.

وسبق أن أشار وزير الطاقة الإندونيسي إلى أن بلاده مستعدة لشراء النفط الرخيص من أي دولة، رغم أنها لم تشترِ النفط الروسي بعد؛ لأنه غير متوافر.

وأوضح الوزير أن الطلب على النفط الروسي مرتفع؛ نظرًا لبيعه بأسعار أقل من الأسعار العالمية، لكنه أكد أن بلاده ستشتري النفط من أي مكان طالما كان بأسعار معقولة.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن أن الرئيس الإندونيسي يفكر في الانضمام إلى الهند والصين لشراء النفط الروسي لتعويض الضغوطات من ارتفاع تكاليف الطاقة.

وقال إن حكومته تراقب جميع الخيارات، وإذا قدم أي بلد نفطه بسعر أفضل ستتجه بلاده للشراء.

وكانت الحكومة الإندونيسية قد تلقّت عرضًا لشراء النفط الروسي بخصومات تصل إلى 30%.

الغاز المسال حلًا

في غضون ذلك، قدم الرئيس التنفيذي لشركة فيتول، راسل هاردي، خلال حديثه في المؤتمر، بعض الحلول التي قد تحد من الأزمات التي تلاحق أسواق النفط.

وقال هاردي إن انخفاض إمدادات الغاز الروسي فرضت ضغوطًا هائلة على السوق الأوروبية، وتوقع أن تؤثر أسعار الغاز المرتفعة في 60-80% من الطلب.

وأضاف أن أوروبا ستحتاج -أيضًا- إلى تطوير المزيد من البنية التحتية لتفريغ الغاز المسال، ولا سيما أن البنية التحتية للقارة ممتلئة تقريبًا.

وارتفعت أسعار الغاز العالمية إلى مستويات قياسية خلال العام الجاري (2022)؛ حيث خفضت روسيا الإمدادات المتجهة إلى أوروبا، ولامست أسعار النفط أعلى مستوياتها في مارس/آذار (2022).

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت، في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المخاوف من أن يؤدي الركود إلى انخفاض الطلب، لكن من المتوقع أن ترتفع مرة أخرى إلى 100 دولار بسبب شح الإمدادات فور دخول العقوبات الأوروبية على النفط الروسي حيز التنفيذ.

وتقلصت صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول، حسب وكالة بلومبرغ.

وتراجعت خلال الأسبوع الثاني من الشهر بمقدار 900 ألف برميل يوميًا إلى 2.54 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 3.42 مليون برميل يوميًا في الأسبوع الأول.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق