التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

تعزيز صادرات الغاز المسال الأميركية يوفر حلًا سريعًا لأزمة إمدادات أوروبا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، برزت صادرات الغاز المسال الأميركية بصفتها ملاذًا آمنًا لتخفيف أزمة نقص الإمدادات في أوروبا، بعد تقلص واردات القارة العجوز من موسكو.

وهذا يدل على الدور المهم الذي تؤديه صادرات الطاقة الأميركية في دعم الحلفاء خلال أوقات الأزمات؛ ما يتطلب استمرار تشجيع الصناعة محليًا، بحسب رؤية نائب رئيس معهد النفط الأميركي لأسواق الغاز، داستن ماير.

وباتت الولايات المتحدة المصدّر الأول لإمدادات الغاز في أوروبا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

أسعار الغاز في أوروبا

في العادة، تحوم أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية وفقًا للمؤشر الهولندي (تي تي إف)، بالقرب من 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، لكن في 2022، شهدت الأسعار قفزة قوية دفعتها إلى 100 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بنهاية أغسطس/آب الماضي؛ أي ما يعادل 580 دولارًا لبرميل النفط الخام.

وترك ذلك تداعيات اقتصادية كبيرة مع ارتفاع تكاليف الطاقة للمستهلكين في المنازل وكذلك في الاستخدامات الصناعية، بحسب معهد النفط الأميركي.

وكما كان الحال منذ بداية ثورة النفط الصخري في أواخر العقد الأول من القرن الـ21، ظلت أسواق الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة معزولة إلى حد كبير عن تصاعد الأسعار العالمية؛ حيث كانت أسعار الغاز في هنري هوب فوق 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بنهاية أغسطس/آب.

وأدّت الأسعار المنخفضة مقارنة بنظيرتها الدولية إلى زيادة صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا؛ ما أسهم في تخفيف ضغوط نقص الإمدادات.

صادرات الغاز المسال الأميركية

أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال عالميًا ومصدّرًا رئيسًا عبر خطوط الأنابيب أيضًا، ويأتي ذلك مع قوة إنتاج الغاز الطبيعي الأميركي بحيث يمكن للبلاد تلبية الطلب العالمي مع الحفاظ على الأسعار المحلية عند مستويات مناسبة للأسر والشركات؛ ما يعزز أمن الطاقة.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، النمو السريع لإنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية منذ عام 1970 حتى عام 2021.

إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة

ومن هذا المنطلق، استطاعت صادرات الغاز المسال الأميركية أن تكون مصدّرًا رئيسًا تعتمد عليه أوروبا في تلبية الطلب على الغاز، في أعقاب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وفي يونيو/حزيران 2022، كانت صادرات أميركا من الغاز المسال إلى أوروبا أكبر من إمدادات خطوط أنابيب الغاز الروسي، بحسب معهد النفط الأميركي.

كما اتجه نحو 60% من صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا خلال أغسطس/آب 2022، ارتفاعًا من 19% فقط في الشهر نفسه من 2021.

وارتفعت الصادرات الأميركية من الغاز المسال بنسبة 12% على أساس سنوي، لتصل إلى 11.2 مليار قدم مكعبة يوميًا في النصف الأول من عام 2022، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وكانت الولايات المتحدة أكبر الدول المصدّرة للغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة خلال النصف الأول من 2022، بحصة 47% من إجمالي الواردات الأوروبية.

ويوضح الرسم الآتي، صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا وحصة القارة العجوز منها في الربع الأول من 2022.

محطة فريبورت للغاز المسال

ضرورة دعم صادرات الطاقة الأميركية

نظرًا إلى الدور المهم الذي تؤديه صادرات الغاز المسال الأميركية في تعزيز الإمدادات الأوروبية خلال أزمة غزو أوكرانيا، يجب استمرار دعم الصناعة حتى تستمر الولايات المتحدة بصفتها مصدرًا رئيسًا وقت الأزمات، وفق معهد النفط الأميركي.

وتبذل دول أوروبا قصارى جهدها لتخفيف حدة أزمة الطاقة الحالية، مع اقتراب فصل الشتاء، وتشمل الإجراءات خفض الطلب على الكهرباء ووضع سقف للأسعار، لكن قد لا يكون لهذه التدابير تأثير فوري كبير.

ويأتي ذلك كون الفجوة بين العرض والطلب هي المشكلة الأساسية، التي تواجه أوروبا، وقد يكون تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي أسرع حل، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن معهد النفط الأميركي.

وهنا يجب أن يكون لصادرات الغاز المسال الأميركية دور رائد في تعزيز الإمدادات سريعًا؛ نظرًا إلى ضخامة موارد الغاز في أميركا، التي تجعلها المورد الرئيس، الذي يقود جهود استبدال الغاز الروسي.

ومن أجل ذلك، تأتي ضرورة الدعم السياسي لصناعة الغاز محليًا، وعدم وضع أي مقترحات لتقييد صادرات الطاقة الأميركية؛ لأنها فضلًا عن دورها في تزويد حلفاء الولايات المتحدة بالإمدادات؛ فهى تُحفز النمو الاقتصادي وتوفر فرص العمل محليًا.

وأكد معهد النفط الأميركي أنه لا ينبغي للإدارة الأميركية أن تفرض ضرائب جديدة على منتجي الغاز والنفط، لأن من شأن ذلك أن يحجم الاستثمارات في وقت تشتد الحاجة فيه إلى مزيد من الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق