استطاعت مجموعة من الباحثين في جامعة سانيو الإيطالية تطوير أول منزل يعمل بخلايا وقود الهيدروجين في أوروبا.
ويقع المبنى في مدينة بينيفنتو الواقعة جنوب إيطاليا، وهو عبارة عن منزل للطلاب يعتمد على أحدث التقنيات التي تستهدف انتقال الطاقة من خلال استخدام الهيدروجين، حسبما نقل موقع يورونيوز (Euronews).
وشارك باحثون من جامعة سانيو وتحالف ستريس (وهو مركز أبحاث تقني متخصص في عمليات البناء المستدامة) في تصميم أول مبنى يعمل بخلايا وقود الهيدروجين في القارة العجوز، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
فرغم أن الجدل المثار حول الهيدروجين ودوره في إزالة الكربون ما يزال قائمًا، فإن الاستفادة منه في المباني والاعتماد عليه لتدفئة وإنارة المنازل تحوّلت من مجرد فكرة إلى واقع ملموس.
حلول مستدامة
أجبرت أزمة الطاقة وتغير المناخ المؤسسات الأوروبية على البحث عن طرق لتقليل استخدام الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات الكربون.
ويمثّل أول منزل يعمل بخلايا وقود الهيدروجين حلًا فاعلًا لتحقيق هذه الأهداف.
وساعدت مجموعة من الهيئات البحثية والشركات الخاصة في تنفيذ المبنى السكني وظهوره إلى النور، إذ يُعَد مبنى تجريبيًا ومختبرًا حيًا ويُراقب بالكامل بهدف تحديد الأداء والفوائد البيئية.
وقال عميد جامعة سانيو "غيراردو كانفورا"، إن تركيز الباحثين كان منصبًا على مشكلة الانبعاثات، وعملوا على فكرة استغلال الهيدروجين لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمنزل من الكهرباء والتدفئة.
ووفقًا للباحثين، تُستخدم خلايا الوقود العاملة بالهيدروجين في توليد الكهرباء والتدفئة اللازمتين لتلبية احتياجات المبنى، بالإضافة إلى الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية، لذا وصف بأنه أحد المباني الخالية من الانبعاثات.
الخطط الأوروبية
يمكن أن يساعد أول منزل يعمل بخلايا وقود الهيدروجين في تشجيع المبادرات المستقبلية لاستخدام الوقود النظيف لتشغيل المباني السكنية والتجارية.
وفي خطابها الأخير، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنشاء بنك الهيدروجين الأوروبي، بهدف استثمار قرابة 3 مليارات يورو (2.9 مليار دولار أميركي) في تكنولوجيا الهيدروجين.
ومن المتوقع أن يساعد أوروبا على تشكيل سوق مستقبلية للهيدروجين، والحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري، ودعم رحلة القارة نحو الحياد الكربوني.
وقال رئيس شركة ستريس إنيو روبينو إنه ستكون هناك حاجة إلى بنك الهيدروجين، لسد الفجوة بين إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري وتوليد الكهرباء من خلال استخدام الهيدروجين، الذي يُعد ناقلًا نظيفًا وآمنًا ولا يسبب أي تلوث.
فالهيدروجين يمثّل محورًا أساسيًا في خطة الاتحاد الأوروبي طويل الأجل لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتقليل الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 1990.
ويمثّل الهيدروجين أقل من 2% من استهلاك الطاقة في أوروبا، ويُستخدم الغاز الطبيعي لإنتاج 96% من هذه النسبة، ويؤدي ذلك إلى إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
منازل الهيدروجين
سبق أن أعلنت جامعة دلفت للتكنولوجيا الهولندية نجاحها في تطوير مبنى سكني يعتمد على الهيدروجين لتلبية احتياجاته من التدفئة وتسخين المياه، وتُعَد هذه المحاولة من أوائل التجارب في أوروبا.
واستطاع الباحثون إعادة تهيئة المبنى لتزويده بنظام تدفئة يعتمد على سخان هيدروجين مثبت على السطح.
ووفقًا للباحثين، يجمع المنزل بين شبكة هيدروجين تحت الأرض تشبه شبكة الغاز الطبيعي، وأنابيب تمر عبر المبنى ومتصلة بسخان الهيدروجين.
اقرأ أيضًا..
- مصر تستهدف زيادة إيرادات صادرات الغاز إلى مليار دولار شهريًا
- تحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا عام 2050 يتطلب 100 مخزن لاحتجاز الكربون
- كيف يؤثّر ارتفاع الروبل في صناعة الطاقة الروسية؟ خبير يجيب