سياراتالتقاريرتقارير السياراترئيسية

السيارات الكهربائية تشهد حضورًا باهتًا في معرض "ديترويت" رغم دعم بايدن

الشركات المصنعة لم تعلن عن أي أنواع جديدة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • بايدن يروّج للسيارة الكهربائية، ويفضّل سيارة وقود أحفوري
  • ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا بأول 8 أشهر من 2022 بنسبة 4.8%
  • ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية يعوق انتشارها
  • الصين تخطط إلى استحواذ السيارات الكهربائية على 40% من المبيعات في 2030
  • المواطن الأميركي يرغب في شراء السيارة صباحًا وقيادتها مساءً، والكهربائية لا تحقق له ذلك

كشف معرض ديترويت عن جوانب خفية لصناعة السيارات الكهربائية، تشير إلى أن الطريق ما يزال أمامها طويلًا رغم الزخم المحيط، في جين كانت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستهدف الترويج للمعرض، بسبب الحضور الباهت فيه.

ولم تعلن الشركات المصنّعة عن أيّ سيارة كهربائية جديدة، حتى إن شركة شيفروليه التي صنعت أكبر عدد من هذه المركبات، طرحت سيارتها الرياضية الفاخرة الجديدة الكبيرة، التي تستهلك الكثير من الغاز (تاهو)، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وتُعدّ السيارات الكهربائية جزءًا رئيسًا في خطط تحول الطاقة، لأنها تضمن إلغاء انبعاثات قطاع النقل، الذي يمثّل أكبر مصادر الانبعاثات، بسبب اعتمادها على الوقود الأحفوري.

وكان الرئيس جو بايدن قد وعد خلال حملته الانتخابية بالتحول إلى الطاقة المتجددة، والتزمت الولايات المتحدة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

خطوات عديدة

السيارات الكهربائية
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قيادته سيارة كهربائية في معرض ديترويت - الصورة من صحيفة الغارديان

اتخذت أميركا خطوات عديدة تمهد الطريق أمام السيارات الكهربائية على صعيد البنية التشريعية، من خلال ترويج كبار المسؤولين لها، ومن بينها أيضًا زيارة الرئيس جو بايدن لمعرض ديترويت للسيارات.

وقررت ولاية كاليفورنيا منع بيع أيّ سيارة جديدة تعمل بالوقود الأحفوري بدءًا من عام 2035.

وكشف وجود السيارات الكهربائية الباهت في معرض ديترويت عن نظرة متشائمة أو غير متحمسة للمصنّعين وباقي أطراف السوق، على الأقلّ في الوقت الحالي، حتى إن بايدن نفسه قال خلال تجربة مركبة كهربائية: "إنها سيارة جميلة، لكني أحب كورفيت"، ما قد يُظهر مشاعر مختلطة لدى الرئيس.

وكورفيت هي السيارة الرياضية الوحيدة بمقعدين حاليًا، وتنتجها شركة شيفروليه، وظهرت في الأسواق منذ عام 1953، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت المحللة التنفيذية في "كوكس أوتوموتيف" ميشيل كربس: "معظم الحضور في معرض ديترويت مثل الرئيس الأميركي، يفضلون ويشترون سيارات الوقود الأحفوري، حتى إن كانت السيارات الكهربائية الأكثر رونقًا.. إنها تجذب الانتباه أكثر من بيعها".

ارتفاع المبيعات

أشارت بيانات "إدموندز" لتحليل الصناعة في أميركا إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية ارتفعت بنسبة 4.8% في الأشهر الـ 8 الأولى من العام الجاري (2022) مقارنة بنسبة 2.3% بالمدة نفسها من العام الماضي (2021)، كما ظلت تستحوذ على حصة أعلى من 5% من إجمالي المبيعات منذ شهر مايو/أيار الماضي.

ومع هذا النمو، فإن عدد مبيعات السيارات الكهربائية في الأشهر الـ 8 بلغ 436 ألف مركبة، وهو ما يراه بعضهم مبشرًا، ويعدّه آخرون مؤشرًا سلبيًا.

وقالت المديرة التنفيذية لـ "إدموندز دوت كوم" جيسكا كالدويل، إن مصنّعي السيارات يعلمون أن السيارات الكهربائية هي المستقبل، وهم يريدون أن يكونوا من الرواد الأوائل لها.. لا أحد يريد أن يتخلف عن الركب عندما يأتي هذا المستقبل خلال 20 عامًا.. هذه حقيقة، رغم أن الشركات لم تقدّم مركبة كهربائية جديدة في ديترويت".

واستثمر مصنّعو السيارات مليارات الدولارات بتصنيع بطارية السيارات الكهربائية في شمال أميركا، مثل شركتي تيسلا وريفيان، وذلك بهدف أن تضمن احتلال موقع متميز مستقبلي في هذه السوق.

حماية المناخ

تندفع بعض شركات المركبات نحو السيارات الكهربائية بسبب المساهمين الذين يضغطون في هذا السبيل لحماية المناخ، وإضافة قيمة لأسهمهم مستقبلًا، لذلك فإن تيسلا قد تكون الأقوى بين كل المصنّعين حاليًا في أميركا، وفق مدير حملة الانتقال المناخي الآمن دان بيكر.

وتُعدّ تيسلا أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وأسسها إيلون ماسك.

وأضاف بيكر: "مستثمرو وول ستريت يشتكون لمديرة شركة جي إم ماري بارا، ورئيس فورد، ويقولون لهما، إن جيرانهم لديهم أسهم في تيسلا، وحققوا ثروة، في حين إنهم يمتلكون أسهمًا في شركاتهما وقيمتها ثابتة في مكانها، وهم يريدون منهما فعل ما تفعله تيسلا".

وأشار بيكر إلى الصين التي تعمل على استحواذ السيارات الكهربائية على 40% من إجمالي المبيعات بحلول عام 2030، بينما تتجه ولاية كاليفورنيا، وتتبعها باقي الولايات في أميركا، إلى منع بيع سيارات الوقود الأحفوري بدءًا من 2035.

اختلاف الشركات

يختلف مصنّعو المركبات فيما بينهم بالاندفاع نحو السيارات الكهربائية، وأعلنت شركة جي إم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2021) نيّتها بيع السيارات حيادية الكربون فقط بدءًا من 2035.

إلّا إن "جي إم" لم تلتزم، ولم تتجاوز مبيعاتها من السيارات الكهربائية 18 ألف وحدة في الأشهر الـ 8 الأولى من العام الجاري (2022)، معظمها من شيفروليه بولت، وهي أكثر السيارات التي واجهت انتقادات، ووصفها بعضهم بالكارثية.

وتحتلّ فورد المرتبة الثانية بمبيعات السيارات الكهربائية بعد تيسلا، وبلغت 26 ألف وحدة في 2022. ووعدت الشركة بزيادة إنتاجها السنوي من تلك المركبات بمقدار الضعف، لتصل إلى 200 ألف نهاية 2023.

ولم تقدّم شركة تويوتا اليابانية -وهي المنافس الأول للشركات الأميركية- أيّ سيارات كهربائية في معرض ديترويت، بينما ركّزت على سيارتها الهجينة بريوس، وهي تمثّل 25% من مبيعاتها.

ويرى محللون أن تويوتا لا تركّز كثيرًا على السيارات الكهربائية، بسبب اعتقادها أنها لا تتمتع بطلب قوي في السوق.

أسباب ضعف السوق

السيارات الكهربائية
أحد مقارّ شركة تيسلا للسيارات الكهربائية - الصورة من "إم لايف"

فنّد محللون أسباب ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، وجاء على رأسها ارتفاع أسعارها مقارنة بتلك التي تعمل بالوقود الأحفوري، مثل البنزين والغاز والديزل.

وقالت المحللة التنفيذية في "كوكس أوتوموتيف" ميشيل كربس، إن متوسط أسعار السيارات الكهربائية بلغ 62 ألف دولار في 2022، مقابل 57.5 ألفًا في 2021، في حين إن سعر المركبة العادية يدور حول 47.2 ألف دولار، "وهذه الحسابات بهذه الطريقة غير مناسبة".

في المقابل، تشير التوقعات إلى أن أسعار السيارات الكهربائية ستنخفض في المستقبل القريب، وتوجد أنواع رخيصة حاليًا، مثل تيسلا التي تبيع أحد نماذجها بنحو 47 ألف دولار، في حين يبلغ سعر بولت 32 ألف دولار، وستطلق الشركات نماذج جديدة، العام المقبل، يقلّ سعرها عن 40 ألف دولار.

وتعاني سوق السيارات الكهربائية من ضعف العرض، مما يعطّل التسليمات بصورة سريعة، إذ علّقت كالدويل بالقول، إن المستهلك لا يريد سماع ذلك، فقد اعتاد الأميركيون على طلب شراء السيارة في الصباح وقيادتها في المساء.

وأضافت أن من المشكلات الأخرى انخفاض عدد محطات الشحن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق