التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير دوريةدول النفط والغازسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقةنفطوحدة أبحاث الطاقة

أحد أكبر حقول النفط عالميًا.. منيفة السعودي ينتج 900 ألف برميل يوميًا

التحدي الأبرز كان الاستفادة من الكنز النفطي بالحقل دون إلحاق الضرر بالبيئة

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • اكتُشِفَ حقل منيفة البحري في السعودية عام 1957.
  • يقع حقل منيفة في المياه الإقليمية للسعودية شمال الجبيل.
  • يحتوي حقل منيفة السعودي على 6 مكامن للنفط.
  • يُعَد حقل منيفة موطنًا للأعشاب البحرية والشعاب المرجانية.
  • شهد حقل منيفة السعودي إنشاء 27 جزيرة اصطناعية.

منذ اكتشاف حقل منيفة البحري -أحد أكبر حقول النفط عالميًا- عام 1957، مر بالعديد من المراحل الصعبة والتحديات التي استطاعت المملكة التغلب عليها، في سبيل تحقيق المستهدف من خامس أكبر حقل نفطي على المستوى العالمي.

وعلى الرغم من اتجاه المملكة إلى إغلاق أحد أقدم حقول النفط لديها -ومن بين أكبر حقول النفط عالميًا- عام 1984؛ بسبب انخفاض الطلب على النفط الخام العربي الثقيل، قررت السعودية في 2006 -بعد نحو 20 عامًا من توقف الإنتاج- البدء في وضع خطط وتصميمات لتطوير الحقل بشكل جذري باستثمارات تخطت 11 مليار دولار، خفضت بعد ذلك خلال مراحل التنفيذ.

ويقع حقل منيفة -أحد أكبر حقول النفط في العالم- في المياه الإقليمية للسعودية شمال الجبيل على الخليج العربي؛ إذ يوجد تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها بين متر واحد و15 مترًا، بحسب التفاصيل التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

الحقل كنز نفطي وثروة بيئية بحرية

حقل منيفة
الشعاب المرجانية في منطقة حقل منيفة - أرشيفية

يحتوي حقل منيفة -أحد أكبر حقول النفط حول العالم- على 6 مكامن للنفط بطول يبلغ 45 كيلومترًا، وعرض 18 كيلومترًا، وعمق أقل من 15 مترًا تحت سطح الماء، وفقًا لبيانات شركة أرامكو السعودية.

ومصطلح مكمن النفط يعرف بأنه تكوين جيولوجي صخري يحتوي على نفط محكم الغلق وشديد الضغط؛ وهو ما يمثل تحديًا أمام خطط الإنتاج؛ إذ يحتوي مكمن النفط بحقل منيفة على طبقة من النفط الثقيل أسفلها طبقة من النفط الأكثر ثقلًا دون فاصل بين الطبقتين.

ومع احتواء حقل منيفة على كنز للنفط والغاز، يُعَد موطنًا للأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومحار اللؤلؤ البحرية والسلطعون والدلافين والسلاحف البحرية ومنها سلحفاة منقار الصقر المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى أنه ملاذ آمن للطيور المهاجرة.

ومن هنا كان التحدي الأبرز الذي حاولت أرامكو مواجهته، وهو كيفية الوصول إلى النفط الذي يقع تحت سطح المياه الضحلة دون إحداث أي ضرر بالبيئة البحرية التي يتميز بها الحقل، وهو ما يمثل تحديًا بيئيًا كبيرًا -بحسب وصف الشركة السعودية-.

كما أن خليج منيفة الذي يقبع فيه الحقل، يُعَد شريان الحياة لصيادي السمك ومجتمعاتهم، وهو ما دفع السعودية إلى التفكير في حل جذري للاستفادة من الكنز النفطي بالحقل دون إحداث أي ضرر بيئي أو مجتمعي.

استثمارات ضخمة وجزر اصطناعية

حقل منيفة
الجزر الاصطناعية في حقل منيفة - أرشيفية

بعد مرور نحو 20 عامًا على إغلاق حقل منيفة، وضعت شركة أرامكو في عام 2006 استثمارت أولية بقيمة 10 مليارات دولار، لتبدأ رحلة البحث عن حل جذري لمعضلة الوصول للنفط المغمور تحت سطح المياه الضحلة دون إحداث أي ضرر بيئي.

وبعد مدة من الدراسات والبحث، توصّلت أرامكو إلى فكرة تحويل أكثر من 70% من حقل منيفة إلى حقل بري؛ ليكون حلًا رئيسًا لتنفيذ مشروع تطوير الحقل، مع تجنب أحد الحلول السهلة وهو إنشاء 30 منصة بحرية.

وبالفعل؛ فإن عملاق النفط السعودي حوَّلت حقل منيفة إلى آخر بري عن طريق إنشاء 27 جزيرة اصطناعية تعادل مساحة الواحدة منها 10 ملاعب كرة قدم، يربط بينهما جسر بحري بطول 41 كيلومترًا.

وأظهرت بيانات أرامكو أنها استخدمت 45 مليون متر مكعب من الرمال المستخلصة من قاع البحر لإنشاء الجزر الاصطناعية، لتكون بمثابة مواقع حفر برية فوق حقل النفط البحري، الذي يعد أحد أكبر حقول النفط عالميًا، والذي تصنفه أرامكو بأنه يشغل الترتيب الخامس تحديدًا.

وبهدف الحفاظ على جريان الماء وحرية تحرك الحياة البحرية، صممت "أرامكو" فتحة بين الجسر البحري والخط الساحلي، مع إضافة 13 جسرًا بطول 2.4 كيلومترًا، وذلك للحفاظ على حركة تيارات المحيط بشكل طبيعي.

تصميم الجزر وابتكار تقنية جديدة

بناءً على الأبحاث التي أجرتها "أرامكو"؛ فإنها حدَّدت الأماكن المناسبة لإنشاء الجزر الاصطناعية والجسور البحرية، دون إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية وعدم إعاقة مسارات الهجرة للكائنات البحرية.

واستغرق مهندسو ومصممو شركة أرامكو نحو 4 ملايين ساعة في مرحلة التصميم فقط، كما قامت الشركة برسم 136.14 ألف رسم ومخطط هندسي لتصميم 27 جزيرة و13 جسرًا و13 منصة بحرية و15 موقعًا بريًا للحفر، و350 بئرًا جديدة.

وصممت كذلك مرافق حقن وخطوط أنابيب متعددة، ومحطات لتوليد الحرارة والكهرباء بطاقة تصل إلى 420 ميغاواط.

وتوضح بيانات أرامكو أنها اضطرت إلى ابتكار تقنية جديدة تمكّنها من الوصول إلى مكامن النفط في الحقل بطول 40 كيلومترًا، وهي عبارة عن أداة الرنين المغناطيسي النووي.

واستهدفت الشركة من التقنية الجديدة إعداد صور مباشرة ثلاثية الأبعاد لطبقات المكامن، وهو الأمر الذي مكّن الجيولوجيين من الوصول إلى هذه المكامن بدقة من خلال طبقة سميكة من القار؛ إذ توجد هذه المكامن على مسافات بعيدة للغاية عن الآبار الموجودة على السطح.

وبعد تحديد الأماكن التي تشهد خطرًا متزايدًا من غاز كبريتيد الهيدروجين؛ أنشأت السعودية غرفة مراقبة لمتابعة سرعة الرياح ورسم خريطة رقمية للمواقع التي من المحتمل حدوث ذلك فيها، وهو ما دفع الشركة إلى تدريب أكثر من 40 ألف عامل لتوعيتهم بشأن مخاطر غاز كبريتيد الهيدروجين.

بدء التنفيذ وأزمة غير متوقعة

حقل منيفة
مؤشرات مالية - أرشيفية

بدأت أرامكو تنفيذ الأعمال الهندسية عام 2007 عبر إرساء 30 مقاولة على شركات إنشاء محلية ودولية؛ إذ تقرر بناء 13 جسرًا تضمن تدوير المياه بخليج حقل منيفة للحفاظ على البيئة البحرية.

وفي عام 2008، ومع استكمال مراحل التنفيذ، اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية التي دفعت شركة أرامكو إلى إعادة التفاوض بشأن العقود الرئيسة وتقييم مرافق برنامج مشروع تطوير الحقل.

وشهد عام 2008 -عقب وقوع الأزمة الاقتصادية العالمية- انخفاضًا حادًا في الطلب على النفط الخام وأسعاره؛ الأمر الذي أدى إلى وضع أرامكو إستراتيجيةً جديدة لخفض التكاليف؛ لكي تتمكن الشركة من المضي قدمًا في تنفيذ المشروع.

ومع ذلك، استطاعت أرامكو أن تحوّل تلك الأزمة غير المتوقعة إلى منحة؛ إذ نجحت في خفض تكاليف برنامج تطوير الحقل بنحو 1.1 مليار دولار في عام 2010، مقابل تقديرات سابقة بلغت 11.7 مليار دولار في 2007.

كما نجحت الشركة في خفض مزيد من التكاليف الرأسمالية ببرنامج تطوير الحقل بنحو 750 مليون دولار عام 2012، ليصل إجمالي قيمة الخفض إلى 1.7 مليار دولار؛ أي ما يعادل 15% من التكلفة الرأسمالية، وفق التفاصيل التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

تسلسل التنفيذ حتى الوصول للإنتاج

مع توجه أرامكو إلى خفض التكاليف الرأسمالية لمشروع تطوير حقل منيفة، فإنها في عام 2009 مدَّدت الجدول الزمني لبرنامج تطوير الحقل إلى عامين، مع استمرار العمل في إنشاء مرافق المعالجة المركزية وشراء المواد.

وفي عام 2010، انتهت الشركة من بناء الجزر الاصطناعية والجسور البحرية في حقل منيفة، باستخدام أكثر من 45 مليون متر مكعب من الرمال بقاع البحر، بالإضافة إلى الانتهاء من تصميم مرفق المعالجة المركزية.

وخلال عام 2011، انتهت أرامكو أيضًا من تركيب 13 منصة بحرية لحقن المياه وإنتاج النفط، مع استخدام أكثر من 9 آلاف كيلومتر من الأنابيب والكابلات، مع وجود أكثر من 600 آلة كبيرة، وأنجزت كذلك أرامكو محطة الكهرباء الرئيسة لمشروع تطوير حقل منيفة في العام ذاته.

ومن ثم بدأت أرامكو في العام التالي (2012)، تشغيل مرافق حقن المياه في منيفة، والمرافق المرتبطة بها، وكذلك مبنى التحكم المركزي وجميع محطات الكهرباء والمياه غير المعالجة.

وقبل 3 أشهر من الموعد الذي حددته أرامكو السعودية لتشغيل الحقل مجددًا بعد تطويره، بدأت إنتاج النفط من "منيفة"، وتحقق الهدف الأول من التطوير بإنتاج 500 ألف برميل من النفط يوميًا حينذاك.

وشهدت مراحل تطوير أحد أكبر حقول النفط في العالم، حفر ما يعادل 213 كيلومترًا في مكامن "منيفة"؛ أي ما يعادل المسافة بين مدينة الظهران والحقل، بحسب ما اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

حقل منيفة
جانب من أعمال أرامكو - أرشيفية

رفع إنتاجية الحقل

في عام 2017، نجحت أرامكو في تحقيق الهدف النهائي من تطوير حقل منيفة برفع إنتاجه إلى 900 ألف برميل من النفط يوميًا.

ووفقًا لأرامكو، أنشأت مرفق المعالجة المركزية في منيفة -أحد أكبر حقول النفط عالميًا- لمعالجة تلك الكمية من النفط، ويضم 3 معامل متطابقة لفصل الغاز عن النفط.

وبلغت القدرة التصميمية لكل معمل معالجة 300 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وتزوّد بعدها 3 مصافٍ بالمملكة وهي مصفاة ساتورب، وياسرف، وجازان، مع استخدام ما يزيد على 9 آلاف كيلومتر من الأنابيب والكابلات لتزويد عملاء الشركة بخام النفط.

ويُعَد كذلك أبرز ما يميز حقل منيفة -أحد أكبر حقول النفط عالميًا- أنه أول مشروعات أرامكو التي تتوقف عن حرق الغاز نهائيًا؛ إذ يستهلك معظم الغاز داخل المشروع ويرسل الفائض إلى معمل الغاز في الخرسانية لمعالجته.

إنتاج النفط السعودي

تؤدي السعودية دورًا رئيسًا وبارزًا في حركة سوق النفط العالمية، باعتبارها أكبر مصدّر للنفط عالميًا، وكذلك أكبر عضو منتج للخام في منظمة أوبك، والثانية على المستوى العالمي بعد الولايات المتحدة.

وتمتلك السعودية -بحسب بيانات أويل آند غاز جورنال- احتياطيات نفطية مؤكدة ارتفعت خلال العام الماضي إلى 261.6 مليار برميل، مقابل 258.6 مليار برميل في العام السابق له (2020).

وتمتلك المملكة أيضًا احتياطيات من الغاز الطبيعي اقتربت بنهاية العام الماضي إلى مستوى 298 تريليون قدم مكعبة (8.4 تريليون متر مكعب)، مقابل 332.7 تريليون قدم مكعبة (7.4 تريليون متر مكعب) في العام السابق له.

وسجّل إنتاج السعودية من النفط أعلى مستوى له في أبريل/نيسان 2020؛ إذ بلغ 11.6 مليون برميل يوميًا، حسب بيانات منظمة أوبك التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وبحسب آخر البيانات الصادرة عن منظمة أوبك -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- سجّل إنتاج السعودية من الخام نحو 10.9 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب الماضي مقابل 10.71 مليونًا و10.55 مليونًا في يوليو/تموز ويونيو/حزيران 2022 على التوالي.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة من بيانات منظمة أوبك، إنتاج السعودية النفطي على أساس شهري منذ عام 2019 حتى نهاية يوليو/تموز 2022.

حقل منيفة يعزز إنتاج السعودية من النفط

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق