تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في مصر.. ندوة تسلط الضوء على التحديات قبل كوب 27 (صور)

داليا الهمشري

يشهد مستقبل الطاقة المتجددة في مصر اهتمامًا كبيرًا، في ظل الاستعدادات التي تقوم بها البلاد لتنظيم مؤتمر المناخ القادم "كوب 27"، المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وعقدت الجمعية المصرية للأمم المتحدة، مساء أمس السبت (17 سبتمبر/أيلول)، ندوة حول مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر، شارك فيها عدد من الباحثين والمتخصصين في هذا المجال، إلى جانب منصة الطاقة.

وسلّط رئيس مجلس إدارة الجمعية، السفير عزت البحيري، الضوء على إستراتيجية في مصر في تحول الطاقة، والتي تستهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الكهرباء المنتجة، من خلال التوسع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

كما أبرز البحيري -خلال كلمته الافتتاحية- جهود مصر في إعداد إستراتيجية وطنية لدمج الهيدروجين الأخضر في مزيج الطاقة المصري، بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى توقيع اتفاقية مع بلجيكا في هذا الصدد.

مميزات وعيوب

استعرض خبير الطاقة المتجددة الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأميركية الدكتور عمر عبدالعزيز أهم مصادر الطاقة المتجددة في مصر والتحديات التي تواجه التوسع فيها.

وقال عبدالعزيز -خلال كلمته في الندوة- إن كل مصدر من مصادر الطاقة المتجددة يتّسم بمميزات وعيوب في الوقت ذاته، موضحًا أن أبرز العيوب في الطاقة الكهرومائية -على سبيل المثال- هو حاجتها إلى مساحة ضخمة للغاية لتخزين المياه.

وأضاف أن مصر عندما قررت بناء السد العالي، نقلت معبد أبو سمبل، وهجّرت أهالي النوبة.

وتابع أن الميزة الأساسية في الطاقة الكهرومائية كونها ثابتة، ويمكن الاستفادة منها في أيّ وقت، ومن ثم فهي لا تواجه مشكلة عدم الموثوقية.

الطاقة المتجددة في مصر
جانب من الندوة التي ناقشت مستقبل الطاقة المتجددة في مصر

وبالنسبة للطاقة الشمسية، أوضح الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأميركية أنها تواجه مشكلة عدم الموثوقية بسبب السُّحب التي قد تستمر لساعات غير معلومة.

ولفت عبدالعزيز إلى أن أكثر ما يميز الطاقة الشمسية عن طريق الخلايا الفوتوفولطية هو رخص ثمنها، مضيفًا أن تكلفة إنتاج كيلوواط/ساعة من الطاقة الشمسية أصبح أقلّ 10% من تكلفة إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري، بحسب التصريحات التي نقلتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشكلة عدم الموثوقية

أفاد الدكتور عمر عبدالعزيز بأنه على الرغم من أن الطاقة الشمسية هي الحل الأمثل لزيادة القدرة الكهربائية في مصر، فإنها لا تزال تواجه مشكلة عدم الموثوقية.

وأوضح أن طاقة الرياح تواجه المشكلة نفسها لصعوبة معرفة موعد هبوب الرياح ومدى استمرارها، وإن أصبحت نماذج المناخ توضح مدى موثوقية الرياح في موقع معين، مضيفًا أن مصر قد حباها الله بمنطقة الزعفرانة التي تتمتع برياح ذات موثوقية كبيرة.

وأكد أن ما يميز طاقة الرياح -الآن- تطوّر التكنولوجيا بصورة كبيرة، موضحًا أنه على الرغم من أن سعرها لا يزال أعلى من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، فإن تطوّر التكنولوجيا في هذا المجال قد أسهم بتوفير قطع الغيار، مع كثرة المهندسين وفنيّي الصيانة العاملين في هذا القطاع.

وقال عبدالعزيز، إن إقامة توربين رياح أصبح أسهل من تركيب محطة للطاقة الشمسية.

وفيما يتعلق بالطاقة الحرارية الجوفية، ذكر الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأميركية أن مصر تفتقر لهذا النوع من الطاقة، لأنها تعتمد على أمرين: الأمر الأول إذا كانت التربة تصلح لنقل الحرارة أم لا، مما يجعل التربة الرملية في مصر غير مناسبة لهذا الغرض.

الأمر الثاني، هو أن الوصول لدرجات حرارة كافية يتطلب الحفر لمسافات كبيرة تحت الأرض، وهذا مُكلف للغاية.

تخزين الطاقة

أشار الدكتور عمر عبدالعزيز إلى أن تخزين الطاقة يمثّل أهم التحديات -حاليًا- من أجل التوسع بمصادر الطاقة المتجددة في مصر.

وأكد أن حلّ هذه الأزمة سيجعل مصر في غنى تامّ عن استخدام الوقود الأحفوري؛ نظرًا لوقوعها في الحزام الشمسي.

وأضاف أن مصر يمكن أن تعتمد بصورة كبيرة جدًا على الطاقة الشمسية، لافتًا إلى تخصيص الحكومة نحو 7650 كيلومتر مربع لمحطات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأكد أن هذه المساحة الضخمة تكفي لإنشاء 55 غيغاواط من الكهرباء المُنتَجة من الطاقة الشمسية، ونحو 30 أو 35 غيغاواط من طاقة الرياح.

 مستقبل الطاقة المتجددة في مصر
جانب من الندوة التي ناقشت مستقبل الطاقة المتجددة في مصر

وتابع عبدالعزيز أن القدرة المتوقعة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تبلغ نحو 90 غيغاواط، ما يمثّل ضعف القدرة الحالية البالغة 40 غيغاواط، مؤكدًا ضرورة بحث السبل الفعالة لتخزين الطاقة.

واستطرد قائلًا: إن "تخزين الطاقة في البطاريات يُعدّ عملية سهلة، ولكنها مُكلفة للغاية".

ومن جانبه، أشار أمين عام الجمعية المصرية للأمم المتحدة الدكتور عصام الدين فرج إلى أن هناك جهودًا كبيرة تُبذل من أجل زيادة إسهام الطاقة المتجددة في مصر بمزيج الطاقة، لما ينطوي عليه ذلك من فوائد اقتصادية وبيئية.

وعبّر فرج -في كلمته خلال الندوة التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة- عن تطلُّع مصر لأن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة.

بينما ذكر سكرتير الجمعية أيمن وهدان أن هذه الندوة تأتي في إطار الموسم الثقافي للجمعية لمواكبة الحدث الكبير الذي تستضيفه وتنظّمه مصر حول تغير المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق