أنسيات الطاقةالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسيةمفاهيم الطاقةموسوعة الطاقة

ما التغير المناخي؟ خبيرة عُمانية تكشف أسبابه وتأثيراته عالميًا

أحمد بدر

قالت الخبيرة في شؤون تغير المناخ والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي، إن تأثيرات التغير المناخي لا تطال مجالًا واحدًا كما يظن بعضهم ممن يركّزون على التشكيك فيه أو معارضته.

جاءت تصريحات القرشي خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" الذي يقدّمه مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، في موقع تويتر، تحت عنوان "التغير المناخي ودول الخليج.. أسبابه وآثاره والحلول المقترحة".

وأوضحت الدكتور عائشة القرشي -وهي من أبرز الخبراء في سلطنة عمان- أن المقصود بتغير المناخ هو تحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، مشيرة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تغيرات كثيرة جدًا في مجالات متعددة.

ما هو التغير المناخي وأسبابه الحالية؟

قالت خبيرة شؤون التغير المناخي والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي، إن التحولات في درجات الحرارة وأنماط الطقس قد تكون طبيعية، مثل التغيرات في الدورة الشمسية والدورة الهيدرولوجية، وهي أمور تحدث بشكل طبيعي منذ وُجدت الأرض وتحدث من مدة إلى أخرى.

ما هو التغير المناخي؟
صورة تعبّر عن التغير المناخي - المصدر: معهد زيوريخ لدراسات المناخ

وأضافت: "ولكن ما استجدَّ وجعلها قضية عالمية يتهم بها الجميع، وفي مقدّمتهم منظمة الأمم المتحدة، وجعل الدول تضغط على بعضها من أجل مكافحة الظاهرة، هو أن هذه التغيرات تحدث الآن بسبب النشاط البشري، وليس بشكل طبيعي".

وأوضحت أن التغيرات المناخية أصبحت تحدث بشكل أكثر سرعة عما كانت عليه في الماضي، فما كان يحدث على مدار مليون عام، أصبح بالإمكان حدوثه خلال أقلّ من 100 عام، خاصة بعد الثورة الصناعية التي أعقبتها ملاحظات لعلماء البيئة والمناخ، وعلماء في مجالات أخرى، قالوا، إن هناك تأثيرات كبيرة.

وأشارت الدكتورة عائشة القرشي إلى تأثير ارتفاع درجات الحرارة في هطول الأمطار والرطوبة، بجانب تأثيرها في سخونة المحيطات، وكلها أمور تؤثّر في مناحي الحياة المختلفة.

وتابعت: "الشكوك الآن أن تسارع التغير المناخي مؤخرًا ينتج عن حرق الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل الآن مثل غطاء حول الكرة الأرضية، ويحبس سخونة الشمس، ويرفع درجات الحرارة، التي تتزايد الآن بشكل كبير، وتؤدي إلى تغيرات في أنماط الطقس وحركة الطبيعة المعتادة".

أثر التغير المناخي في الطبيعة

قالت الدكتورة عائشة القرشي، إن البيئة تحوي تنوعًا كبيرًا جدًا من الحيوات، سواء الكائنات والتنوع البيولوجي، جميعهم يتأثرون بظواهر تغير المناخ، مضيفة: "هذه التغيرات تؤثّر فينا نحن سواء من حيث الكوارث الطبيعية التي زادت بشكل كبير".

وشددت خبيرة التغير المناخي والحماية من الفيضانات، ضرورة وجود توازن يضمن عدم وجود تأثيرات في حياة البشر أو البيئة أو التنوع البيولوجي.

وأوضحت القرشي أن تركيزات غازات الدفيئة بلغت أعلى مستوياتها منذ مليوني عام، ولكنها تتزايد بشكل كبير منذ الثورة الصناعية، إذ زادت بنسبة 1.1 درجة مئوية عمّا كانت عليه، وأصبح العقد الماضي، منذ عام 2011 وحتى عام 2020، وفق الدراسات، هو الأكثر دفئًا على الإطلاق.

وأضافت: "المتوقع أن درجات الحرارة هذه سوف تزيد في حالة عدم السيطرة على النشاط البشري، فمن الضروري التحكم في هذا النشاط لخفض غازات الدفيئة".

ولفتت الخبيرة في شؤون الحماية من الفيضانات إلى أن العلماء اكتشفوا وجود ظواهر التغير المناخي في أواخر القرن الـ19 وأن درجات الحرارة بدأت تزيد، أي إن الأمر ليس حديثًا، حتى إن العالم الكبير توماس أديسون، رائد التقنية الكهربائية، تحدَّث في ثلاثينيات القرن الماضي عن التغيرات المناخية، وأيّد التوجه إلى الطاقة المتجددة.

وأشارت إلى أن تأثير الاحترار الناتج عن ثاني أكسيد الكربون بدأ منذ ستينيات القرن الـ20 يزداد وضوحًا، وابتداءً من السبعينيات ظهرت وجهة النظر العلمية بأن ارتفاع درجات الحرارة بدأ يؤثّر في مناحي الحياة على كوكب الأرض.

الفرق بين التغيرات الطبيعية والبشرية

قالت خبيرة تغير المناخ والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي، إن العصور الجليدية منذ ملايين السنين شهدت بدورها بعض ظواهر التغير المناخي، بجانب سقوط النيازك على الأرض، وهو الأمر الذي كان يخلّف سحب غبار تحجب الشمس، وهي كلها ظواهر كانت تحدث بشكل طبيعي.

وأوضحت أن هناك أنواعًا من الغاز قد تظل لعدّة آلاف من السنين، ولكن هذه لا يحمل العلماء همّها، لأنها في النهاية تتبخر، فهي تأتي بشكل طبيعي، وتذهب بشكل طبيعي أيضًا.

ما هو التغير المناخي

في المقابل، بحسب القرشي، نجد غازات الدفيئة التي تنطلق بسبب حرق الفحم والنفط والغاز بمليارات الأطنان كل عام، وهذه من المتوقع أن تكون تأثيراتها كبيرة جدًا، ومن الصعب أن تختفي بعد مدة قصيرة.

وأشارت إلى أن معارضي الوقود الأحفوري، من فحم ونفط وغاز، يقولون، إنه لولا استخراجها لظلّت تحت الأرض، وبقيت آثارها في التغير المناخي أيضًا تحت الأرض، في حين إن هناك غازات أخرى مثل الميثان التي تطلقها الثروة الحيوانية، بجانب مشكلات بيئية تحدث عند قطع الأشجار.

ومن أمثلة إطلاق الغازات بخلاف حرق الوقود الأحفوري، وفق القرشي، هناك أيضًا مدافن النفايات ومزارع الأرز، بالإضافة إلى استعمال الأسمدة، حتى إن الأغذية -بداية من نقلها إلى إعدادها وتجهيزها- تؤدي إلى إطلاق كثير من الغازات.

يشار إلى أن الدكتورة عائشة بنت مفتي السيد حسن القرشي خبيرة في مجال تغير المناخ والحماية من الفيضانات، وشاركت مع فريق عمل الخطة الرئيسة لموارد المياه بسلطنة عمان.

وحصلت ضيفة حلقة أنسيات الطاقة على ماجستير الهندسة وإدارة موارد المياه، ثم شهادة الدكتوراه في هيدرولوجيا المناطق الجافة من "إمبريال كولدج" لندن.

تنبيه.. حُدِّثَ هذا التقرير في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق