التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةدول النفط والغازسلايدر الرئيسيةعاجلموسوعة الطاقةنفطوحدة أبحاث الطاقة

أكبر حقل نفط في ليبيا.. "الشرارة" ضحية الاضطرابات الأمنية

أكبر الحقول إنتاجًا في البلاد

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • يُعَد حقل الشرارة أكبر الحقول الليبية بقدرة إنتاجية 300 ألف برميل يوميًا
  • أثرت الاضطرابات الأمنية كثيرًا في الاستفادة من حقل الشرارة
  • اُكتشف حقل الشرارة عام 1980 لكن لم يبدأ الإنتاج سوى 1996
  • يرتبط حقل الشرارة بميناء ومصفاة الزاوية لمعالجة النفط وتصديره
  • شهد الحقل العديد من الإغلاقات على مدار العقد الماضي

يُعدّ حقل الشرارة بمثابة أكبر حقل نفط في ليبيا من حيث الإنتاج، ومع ذلك لم ينجُ من الصراعات السياسية والعسكرية، إذ تعاني البلاد -خاصةً قطاع النفط- الاضطرابات الأمنية.

ومنذ عام 2011، دخلت ليبيا مسلسلًا مستمرًا من الصراعات، لفرض السيطرة على إنتاج النفط وعائداته، ما أدّى إلى تأجيج الفوضى السياسية وأعمال العنف في الدولة، التي تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة من الخام في أفريقيا بنحو 48.4 مليار برميل.

ولأنه أكبر حقل نفط إنتاجًا في لبيبا، فإن حقل الشرارة أهم روافد اقتصاد البلاد، كون عائدات النفط تُشكّل 98% من إجمالي إيرادات الحكومة، وفقًا لبيانات مصرف ليبيا المركزي، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم ذلك، نالت الاضطرابات الأمنية كثيرًا من القدرة الإنتاجية لحقل الشرارة، وأدّت الإغلاقات العديدة للحقل إلى خسائر فادحة، إلى جانب عدم التطوير وتعزيز الاكتشافات.

اكتشاف النفط في حقل الشرارة

بعد أكثر من 20 عامًا من اكتشاف النفط في ليبيا، كانت البلاد على موعد مع أكبر ثرواتها النفطية إنتاجًا، إذ عثرت على حقل الشرارة عام 1980.

وبدأ الحقل الواقع في صحراء مرزق جنوب غرب ليبيا على بعد 700 كيلومتر جنوب طرابلس، الإنتاج الفعلي عام 1996، بحسب البيانات، التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وشهد أكبر حقل نفط في ليبيا (حقل الشرارة) استخراج 53.78% من إجمالي الاحتياطيات القابلة للاستخراج، مع توقعات أن يستمر إنتاج الحقل من حيث الجدوى الاقتصادية حتى عام 2060، وفق تقديرات موقع "أوفشور تكنولوجي" (Offshore Technology).

ويتكوّن حقل الشرارة النفطي من آبار في المربعين (NC115) و(NC186) في حوض مرزق جنوب غرب ليبيا، على مساحة تقارب 8.7 ألف كيلومتر مربع.

وحدث أول اكتشاف نفطي في مربع (NC115) بوساطة شركة رومبيترول الرومانية (Rompetrol) عام 1984، التي اكتشفت نصف الحقول في المنطقة، قبل أن تبيع حصتها إلى ريبسول الإسبانية عام 1992، حتى قبل بدء الإنتاج في هذا المربع في 1996.

بينما كان أول اكتشاف نفطي في مربع (NC186) من قبل شركة ريبسول -وهي شريك مؤسسة النفط الليبية في شركة أكاكوس المشغلة لحقل الشرارة- في عام 2000، ليبدأ الإنتاج من هذا الكشف عام 2003.

وحققت ريبسول وشركاؤها 12 اكتشافًا في مربع (NC186) منذ عام 2000، منها 7 اكتشافات تجارية فقط، بحسب بيانات شركة الأبحاث، وود ماكنزي.

وتدير شركة أكاكوس للعمليات النفطية (ريبسول للعمليات النفطية سابقًا)، أكبر حقول النفط في ليبيا، كما إنها إحدى الشركات التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط في البلاد.

وتشترك مع أكاكوس في تطوير حقل الشرارة المؤسسة الوطنية للنفط وشركات ريبسول الإسبانية وتوتال إنرجي الفرنسية وأو إم في النمساوية وإكوينور النرويجية.

ويوضح الإنفوغرافيك الآتي أبرز حقول النفط وموانيه في مختلف أنحاء ليبيا:

النفط في ليبيا

إنتاج حقل الشرارة

تبلغ القدرة الإنتاجية لحقل الشرارة النفطي أكثر من 300 ألف برميل يوميًا، وهو ما يمثّل تقريبًا ثلث إنتاج النفط الليبي في الظروف الطبيعية، أي باستبعاد أثر الصراعات السياسية وتداعياتها على قطاع النفط.

ويُنقل النفط الخام من حقل الشرارة عبر خط أنابيب إلى محطة تصدير النفط في الزاوية ومصفاة الزاوية التي تقع على بُعد 45 كيلومترًا غرب طرابلس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ قدرتها 120 ألف برميل يوميًا.

ورغم أهمية حقل الشرارة لإنتاج الخام الليبي وتصديره، الذي يُعَدّ من أفضل أنواع النفوط عالميًا، فإنه تعطّل كثيرًا على مدار العقد الماضي منذ الصراع المسلح المستمر، الذي بدأ عام 2011، وأثر في صناعة النفط والغاز بأكملها.

وكان إنتاج النفط الليبي وبالطبع حقل الشرارة يشهد انخفاضًا حادًا منذ عام 2011، وسط الاضطرابات السياسية والأمنية، التي أدت إلى إغلاق الحقول، في ظل الصراع على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا في المنطقة الغربية والجيش الوطني الليبي في المنطقة الشرقية.

وبلغ إنتاج ليبيا من النفط 462 ألف برميل يوميًا عام 2011، انخفاضًا من 1.55 مليون برميل يوميًا عام 2009، ورغم ارتفاعه في السنوات التالية، فإنه عاود الهبوط لأقل من 400 ألف برميل يوميًا عام 2016.

ومنذ عام 2017، اتخذ إنتاج النفط الخام في ليبيا مسارًا صعوديًا؛ إذ ارتفع من 811 ألف برميل يوميًا إلى 1.091 مليون برميل يوميًا عام 2019، قبل أن تأتي جائحة كورونا، وتصاعد الاضطرابات السياسية في عام 2020 وتهبط بالإنتاج إلى 389 ألفًا.

ويرصد الرسم البياني الآتي إنتاج ليبيا من النفط الخام على أساس شهري منذ عام 2019 حتى نهاية يوليو/تموز 2022، وفق بيانات منظمة أوبك التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة:

إنتاج ليبيا من النفط الخام - يوليو 2022

وعاود إنتاج النفط الليبي الارتفاع إلى 1.207 مليون برميل يوميًا في 2021، مع هدوء الأوضاع السياسية والتعافي من الوباء، لكن عودة الصراع على السلطة والاشتباكات المسلحة من جديد هبطت بالإنتاج في 2022؛ إذ بلغ 697 ألفًا خلال يوليو/تموز، وفق التقرير الشهري لمنظمة أوبك.

وتزامن ذلك مع إغلاق العديد من الحقول والمواني النفطية من ضمنها حقل الشرارة، الذي أعلنت شركة ريبسول المشغلة للحقل في أواخر أبريل/نيسان 2022 انخفاض إنتاجه إلى 70 ألف برميل يوميًا فقط، وهو ما يمثّل 25% تقريبًا من إمدادات الحقل.

وفي أغسطس/آب 2022، عاد إنتاج النفط الليبي إلى مستوياته الطبيعية البالغة 1.2 مليون برميل يوميًا، مع تولي الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، مهام منصبه بداية من 14 يوليو/تموز، وفق تصريحات رسمية.

تُجدر الإشارة إلى أن الاضطرابات الأمنية أدّت إلى وقف عمليات الحفر من قبل شركة أكاكوس في حقل الشرارة لمدة 7 سنوات، قبل العودة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

سنوات من الإغلاقات والاضطرابات

شهد حقل الشرارة اضطرابات كبيرة في الإنتاج؛ إذ اضطرت المؤسسة الوطنية للنفط في لبيبا إلى إعلان القوة القاهرة في هذا الحقل البري عدة مرات منذ عام 2011؛ إذ أوقفت القوات المسلحة إنتاج النفط الليبي كثيرًا طوال الصراع، للضغط على السلطات في طرابلس.

والقوة القاهرة هي إجراء يُتخذ عادةً في ظروف معينة خارجة عن إرادة الأطراف، مثل الحرب أو الأعمال العدائية أو الكوارث الطبيعية، ويُعفى أحد الطرفين أو كلاهما من تنفيذ العقد بطريقة ما، بمعنى أن هذا الطرف لن يكون مسؤولًا عن إخفاقه في الالتزامات المنصوص عليها في العقد المبرم.

ومع هدوء الوضع السياسي في البلاد، استأنفت ليبيا الإنتاج في حقل الشرارة في يناير/كانون الثاني 2014، لكنه عاد للإغلاق لمدة عامين بسبب حصار خط الأنابيب، الذي ينقل الخام من الحقل إلى مصفاة الزاوية من قبل الجماعات المسلحة بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 إلى ديسمبر/كانون الأول 2016.

ورغم عودة الإنتاج في الحقل مرة أخرى أوائل عام 2017، فقد عانى التوقف عدة مرات، بسبب الاحتجاجات المحلية خلال السنوات الأخيرة، مثل العديد من الحقول والمواني الليبية.

وفي يناير/كانون الثاني 2020، أغلقت جماعة مسلحة تدعم الجيش الوطني الليبي خط أنابيب التصدير، ما أدّى إلى وقف إنتاج حقل الشرارة، إلى أن استُؤنف الإنتاج في 7 يونيو/حزيران 2020، قبل أن تضطر المؤسسة الوطنية للنفط إلى إعلان القوة القاهرة على الصادرات من الحقل في 9 يونيو/حزيران من الشهر نفسه.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، رفعت المؤسسة الوطنية للنفط القوة القاهرة عن حقل الشرارة، واستقرت الأوضاع منذ ذلك الحين، حتى أوائل 2022، الذي شهد حتى الآن عدة إغلاقات للحقل، مع تجدد الصراع على السلطة.

وكان آخر الإغلاقات في أبريل/نيسان، قبل أن تُرفع حالة القوة القاهرة عن جميع الحقول والمواني النفطية في منتصف 15 يوليو/تموز مع تعيين الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق