التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

أكبر حقل نفط في العراق.. "الرميلة" يحوي احتياطيات ضخمة

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • حقل الرميلة يمثل قرابة ثلث إنتاج النفط في العراق.
  • حقل الرميلة يشكل 12% من احتياطيات النفط العراقي.
  • إنتاج النفط في الرميلة يقارب حاليًا 1.5 مليون برميل يوميًا.
  • الصراعات العسكرية أثرت سلبًا في نمو إنتاج حقل الرميلة.
  • الحكومة العراقية تهدف لرفع إنتاج الرميلة فوق مليوني برميل يوميًا.

يبرز الرميلة بصفته أكبر حقل نفط في العراق من حيث مستويات الإنتاج، كما أنه مصدر مهم للدخل والطاقة في البلاد منذ ما يقرب من 70 عامًا.

ويُعَد الرميلة من بين أكبر وأهم حقول النفط في العالم؛ حيث يُنتج ثلث إمدادات الخام في الدولة التي شهدت تأسيس منظمة أوبك قبل أكثر من 60 عامًا.

ورغم ذلك؛ فإن عقودًا من الصراعات الخارجية والداخلية، التي شهدها العراق، تركت بصماتها على المنطقة الجنوبية الغنية بالنفط في البلاد، حيث يقع الرميلة.

ومع هدوء الصراعات، اتجهت الحكومة العراقية إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية من أجل رفع كفاءة إنتاج حقل الرميلة، وهو ما أتى بثماره سريعًا على خامس أكبر منتج للنفط في العالم، وفق رصد وحدة أبحاث الطاقة.

معلومات عن حقل الرميلة

اكتشفت شركة نفط العراق حقل الرميلة عام 1953، بعد 26 عامًا من اكتشاف الشركة نفسها أول حقل نفط تجاري في البلاد وهو حقل كركوك.

ويقع أكبر حقل نفط في العراق على بُعد 50 كيلومترًا غرب مدينة البصرة جنوب البلاد، وبالقرب من الحدود مع الكويت.

وتبلغ مساحة حقل الرميلة 1600 كيلومتر مربع، ويمتد 80 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب و20 كيلومترًا من الغرب إلى الشرق.

حقل الرميلة
اكتشاف النفط في حقل الرميلة - الصورة من هيئة تشغيل الرميلة

وتبلغ احتياطيات النفط المؤكدة في حقل الرميلة أكثر من مليار برميل، بينما تشير تقديرات إلى وجود نحو 17 مليار برميل أخرى من النفط القابل للاستخراج في مكامن الحقل، بحسب هيئة تشغيل الرميلة، التي تتكون من شركة نفط البصرة وشركة النفط البريطانية بي بي وشركة بتروتشاينا الصينية وشركة تسويق النفط الحكومية (سومو).

وتمتلك شركة النفط البريطانية حصة تشغيلية تبلغ 47.6% في حقل الرميلة، بينما تستحوذ بتروشاينا الصينية على 46.4%، مقابل 6% لشركة سومو العراقية.

ويعود تكوين احتياطيات النفط في الرميلة إلى العصر الطباشيري، كما أن هذه الاحتياطيات تقع على أعماق تصل إلى 4 كيلومترات.

إنتاج النفط في حقل الرميلة

بدأ إنتاج النفط التجاري في أكبر حقل نفط في العراق -الرميلة- ديسمبر/كانون الأول عام 1954، ونما بشكل مطرد في العقود التالية حتى بلغ ذروته عند 1.75 مليون برميل يوميًا خلال مايو/أيار 1979.

وفي العام نفسه (1979)، بلغ متوسط إنتاج النفط في حقل الرميلة مستوى 1.5 مليون برميل يوميًا، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن هيئة تشغيل الرميلة.

ومنذ ذلك الحين، انخفض إنتاج النفط في حقل الرميلة -أكبر حقل نفط في العراق- بوتيرة ثابتة تقارب 5% على أساس سنوي بحلول أوائل القرن الحادي والعشرين، ونتيجة ذلك لم يتجاوز الإنتاج اليومي حاجز مليون برميل إلا نادرًا خلال هذه السنوات.

وأثرت الصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية -التي سادت العراق خلال المدّة بين 1991 و2003- سلبًا في استثمارات النفط.

ومع هدوء المخاوف الأمنية في البلاد، أعلنت وزارة النفط العراقية، عام 2009، عقد شراكة مدتها 20 عامًا -قبل تمديدها 5 سنوات أخرى- لتقديم الخدمات الفنية لحقل الرميلة، من أجل تعزيز الإنتاج.

وتشمل هذه الشراكة كلًا من شركة نفط البصرة العراقية وشركة النفط البريطانية بي بي وشركة بتروتشاينا الصينية إلى جانب شركة تسويق النفط الحكومية.

ونتيجة لذلك، ارتفع إنتاج النفط في حقل الرميلة -أكبر حقل نفط في العراق- إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول 2010 بدلًا من 1.06 مليونًا في السابق، رغم ضعف البنية التحتية للحقل في ذلك الوقت.

حقل الرميلة
حقل الرميلة - الصورة من هيئة تشغيل الرميلة

ومع تعزيز الاستثمارات وتحديث عمليات الحقل، استقر إنتاج حقل الرميلة فوق متوسط 1.3 مليون برميل يوميًا في السنوات اللاحقة.

وفي عامي 2018 و2019، حافظ أكبر حقول النفط في العراق على إنتاجه فوق 1.45 مليون برميل يوميًا، رغم إجراءات التقشف الوطنية.

وفي عام 2020، ظل الإنتاج مستقرًا عند 1.47 مليون برميل يوميًا، رغم تداعيات فيروس كورونا على قطاع النفط العالمي.

تطوير الحقل

بحلول عام 2019، بلغت استثمارات هيئة تشغيل الرميلة أكثر من 12 مليار دولار، لتحديث البنية التحتية للحقل وضمان مستويات عالية من الإنتاج.

وأسهمت هذه الاستثمارات في حفر أكثر من 300 بئر جديدة في الرميلة، إلى جانب زيادة كفاءة 276 بئرًا موجودة مسبقًا، وعودة بعض الآبار المتوقفة للعمل مرة أخرى.

وتشكل آبار الإنتاج الجديدة في الوقت الحالي أكثر من 40% من إجمالي إنتاج النفط للحقل؛ ما يوضح أهمية الاستثمارات الأخيرة في رفع كفاءة حقل الرميلة.

ليس هذا فحسب، بل أدّت استثمارات هيئة تشغيل الرميلة إلى توفير عائدات للحكومة العراقية بلغت نحو 200 مليار دولار في أول 6 سنوات فقط منذ بدء هذه الشراكة عام 2010.

وجاء ذلك بعد إنتاج 3 مليارات برميل من النفط، خلال المدّة نفسها (أي في غضون 6 أعوام منذ عام 2010)، ليرتفع متوسط إنتاج الخام في الحقل إلى أعلى مستوى في 30 عامًا تقريبًا عند 1.47 مليون برميل يوميًا.

وتهدف شراكة هيئة تشغيل الرميلة، بقيادة شركة النفط البريطانية بي بي، إلى زيادة إنتاج النفط في الحقل لأكثر من مليوني برميل يوميًا في السنوات المقبلة، على أن يذهب 98% من عائدات النفط مباشرة إلى العراق.

ويهدف العراق إلى زيادة إنتاج حقل الرميلة -أكبر حقل نفط في البلاد- عند 1.7 مليون برميل يوميًا، حسبما أعلنت وزارة النفط العراقية، في بيان رسمي صادر يوم 26 مايو/أيار 2022، عقب لقاء عُقد في لندن، بين وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل، والرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية "بي بي" برنارد لوني.

دور الرميلة في تعزيز إنتاج النفط العراقي

يمثّل حقل الرميلة 12% من إجمالي احتياطيات النفط في العراق الذي يبلغ 145 مليار برميل بنهاية 2021، وفقًا لمجلة أويل آند غاز، اعتمادًا على التقديرات التي تشير إلى احتواء الحقل على 17 مليار برميل من النفط.

ولذلك، من شأن تنفيذ خطط زيادة إنتاج حقل الرميلة أن يساعد على تحقيق هدف الدولة لرفع طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، رغم تضارب التصريحات في هذا الشأن؛ حيث تشير تعليقات أخرى إلى أن العراق يخطط لتعزيز إنتاجه النفطي لنحو 6 ملايين برميل يوميًا في العام نفسه.

وبدأت شركة الحفر العراقية بالفعل حفر 15 بئرًا في حقل الرميلة لصالح شركة النفط البريطانية، في إطار خطط تطوير حقل الرميلة.

وتراجع إنتاج النفط في العراق إلى 4.049 مليون برميل يوميًا في 2021، مقارنة بـ4.076 مليون برميل يوميًا عام 2020، بحسب منظمة أوبك.

وبلغ إنتاج العراق من النفط 4.496 مليون برميل يوميًا بنهاية يوليو/تموز 2022، ارتفاعًا بنحو 30 ألف برميل يوميًا عن الشهر السابق له، وفق أحدث التقارير الشهرية الصادرة عن أوبك، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الرسم البياني التالي إنتاج العراق من النفط الخام على أساس شهري منذ عام 2019 حتى نهاية يوليو/تموز 2022، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة اعتمادًا على بيانات منظمة أوبك.

إنتاج العراق من النفط الخام - يوليو 2022

وكان إنتاج العراق النفطي في يوليو/تموز أقل من حصة البلاد ضمن اتفاق تحالف أوبك+ والبالغة 4.580 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز 2022، التي سترتفع إلى 4.663 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2022، بعد قرار المجموعة زيادة إنتاجها النفطي بمقدار 100 ألف برميل يوميًا خلال الشهر نفسه.

وبعيدًا عن دوره في تعزيز إنتاج النفط في البلاد، من الممكن الاستفادة من الغاز المصاحب للعمليات النفطية في حقل الرميلة -أكبر حقل نفط في العراق- من أجل دعم قطاع الطاقة وتعظيم العوائد الوطنية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق