المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

تحالف أوبك+ لا يريد أسعار النفط أقل من 90 دولارًا (مقال)

فاندانا هاري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • لم تظهر أيّ محفزات جديدة في سوق النفط لتعزيز التشاؤم
  • • أوروبا قد تكون غير قادرة على تجنّب الانزلاق إلى ركود حادّ
  • • يمكن لتحالف أوبك+ تحمّل موقف الانتظار والمراقبة دون المخاطرة بمصداقية تعهّده بخفض الإنتاج
  • • صدمة الإمداد يمكن أن تندلع في أيّ وقت من أيّ منطقة معرّضة للخطر

في عمليات بيع نشطة، استمرت يومين، جرّاء مخاوف متجددة بشأن تآكل الطلب على النفط عالميًا، مع بدء الاقتصادات في التباطؤ، تراجعت أسعار النفط، إذ انخفضت العقود الآجلة للخام القياسي إلى أدنى مستوياتها في 7 و8 أشهر، الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من عدم وجود أيّ محفزات جديدة في سوق النفط لإذكاء التشاؤم، فإن مخاوف الطلب تمثّل الآن المشاعر الافتراضية في غياب أيّ عوامل رئيسة أخرى مؤثرة.

ومن المحتمل أن يكون انخفاض أسعار النفط التراكمي في السوق، بنسبة 8% في العقود الآجلة لخام برنت، خلال المدة من الثلاثاء إلى الأربعاء 6-7 سبتمبر/أيلول، مبالغًا فيه نتيجة للتداول القائم على البرمجيات والإشارات الفنية الهبوطية، وسط استمرار أحجام التداول الضعيفة.

توقعات انخفاض أسعار النفط

يُتوقّع أن تستمر أسعار النفط في الانخفاض حتى نهاية العام، ما لم تُحدِث صدمات العرض غير المتوقعة فواصل قصيرة لانعكاس الاتجاه.

أسعار النفط الخام
براميل محمّلة بالنفط الخام – أرشيفية

وتتمثل حالتنا الأساسية بانحدار لطيف في الأسعار بدلًا من الانخفاض الحاد، إذ ما يزال هناك زخم متبقٍّ في الانتعاش الاقتصادي بعد تفشّي وباء كوفيد-19 حول العالم.

وقد تكون أوروبا غير قادرة على تجنُّب الانزلاق إلى ركود حادّ، إلّا أن أجزاء أخرى من العالم ليست في الوضع والظروف نفسها.

علاوة على ذلك، ومع انخفاض أسعار النفط بنحو 30% عن أعلى مستوياته في 14 عامًا، أوائل مارس/آذار، خفّت حدّة تداعيات ارتفاع تكاليف الوقود على المستهلكين.

بدوره، يؤدي تخفيف اضطرابات سلسلة التوريد في مرحلة تفشّي وباء كوفيد-19 وتراجع الطلب على السلع الاستهلاكية المعمرة، عمومًا، إلى تقليل الضغوط التضخمية، لذلك قد لا يكون إنفاق التجزئة على وشك الانهيار.

مع انتعاش العقود الآجلة لخام برنت من مستوى التسوية المنخفض في 7 أشهر يوم الأربعاء الماضي عند 88 دولارًا، لتستقرّ فوق 92 دولارًا يوم الجمعة، يمكن لتحالف أوبك+ تحمُّل موقف الانتظار والمراقبة دون المخاطرة بمصداقية تعهُّده بخفض الإنتاج لتجنُّب المزيد من دوامات الأسعار الهبوطية.

ويفيد الرأي السائد في السوق أن وصول أسعار النفط إلى 90 دولارًا هو الأرضية التي سيهدف التحالف إلى الدفاع عنها.

وعلى الرغم من أن "وضع أوبك+" لأسعار النفط قد اختفى بنهاية أغسطس/آب، كما كتبنا الأسبوع الماضي، يبدو أن هناك بعض الدعم النفسي لمستوى 90 دولارًا، الذي يمكن تخطّيه، ما لم يكن التحالف مستعدًا لربط الأقوال بالأفعال.

مخاطر العرض كامنة في الظل

أصبحت مخاطر إمدادات النفط العالمية عديدة ومضخمة بسبب السعة الاحتياطية الضئيلة للغاية والمحدودة لعدد قليل من المنتجين في الشرق الأوسط، والنقص الحادّ والكبير في إنتاج تحالف أوبك+، مقابل مستهدفاته الشهرية.

من جانبه، خفض التحالف هدف الإنتاج لشهر أغسطس/آب بمقدار 3.61 مليون برميل يوميًا، وفقًا لمسح أجرته منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، وتلاشت فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

كان موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، القادر على تعطيل إنتاج النفط والغاز البحري الأميركي، وكذلك قطاع التكرير في ساحل الخليج وصادرات المشتقات النفطية، خافتًا بشكل غير متوقع حتى الآن، لكنه لم ينته حتى الآن.

وعلى الرغم من أن صدمة الإمداد يمكن أن تندلع في أيّ وقت، من أيّ منطقة معرّضة للخطر، فإنها لن تؤخذ في الحسبان حتى تحدث.

أوروبا تعتزم اتخاذ تدابير طارئة

يتسابق قادة الاتحاد الأوروبي لتبنّي إجراءات للتكيف مع الظروف الراهنة، في الوقت الذي يتجه فيه الاتحاد نحو أزمة طاقة ناجمة عن انخفاض حادّ في إمدادات الغاز الروسي.

أسعار النفط
خطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا - الصورة من "جيزريبورت"

ودعم قادة الاتحاد الأوروبي، في اجتماع طارئ يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول، التدخلات الشاملة في أسواق الطاقة على أمل كبح جماح أسعار الغاز والكهرباء.

وكلّف القادةُ المفوضيةَ الأوروبية بصياغة خطط للحدّ من عائدات محطات توليد الكهرباء منخفضة التكلفة التي لا تعمل بالغاز، وتقديم أموال طارئة لمرافق الكهرباء الواقعة تحت ضغط مالي.

وطالبوا شركات الوقود الأحفوري بتقديم "مساهمة تضامنية"، واستخدام الأموال التي تُجمَع من خلال الحدود القصوى لعائدات شركات الطاقة وإسهاماتها لمساعدة الأسر الضعيفة.

وأثبت أحد مقترحات الاتحاد الأوروبي الأكثر جرأة، التي اكتسبت قوة الأسبوع الماضي، وهو تحديد سقف لسعر الغاز الروسي، الانقسام ووُضِعَ جانبًا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، يوم الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول، إن روسيا كانت تستحوذ على 40% من الغاز المستورد في الاتحاد الأوروبي قبل غزو أوكرانيا.

وأشارت إلى أن النسبة انخفضت الآن إلى 9% فقط، بينما وصل الغاز المخزن إلى 82%، وذلك لدعم فريقها اقتراح تحديد سقف أسعار استيراد الغاز الروسي.

وحذّر الرئيس فلاديمير بوتين في اليوم نفسه، ضمن حديثه بمنتدى اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك، أقصى شرق روسيا، من أن روسيا لن تورّد الغاز أو النفط أو الفحم أو زيت التدفئة في ظل حدّ أقصى لسعر السلعة.

وأيد وزراء الاتحاد الأوروبي فكرة تحديد سقف أوسع لأسعار الغاز، وهو حدّ أقصى لسعر كل الغاز المستورد إلى الاتحاد الأوروبي، لكن المفوضية الأوروبية رفضتها بسرعة، محذّرةً من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال بعيدًا عن أوروبا.

وما يزال قطاع النفط يتجاهل مشكلات الغاز والطاقة الأوروبية المتفاقمة في الوقت الحالي، إذ يتضاءل تأثير أيّ استهلاك إضافي للنفط في القارة لاستبدال الغاز، بسبب مخاوف أوسع نطاقًا بشأن تآكل الطلب العالمي.

ولم يتضح مقدار الطلب على استبدال الوقود الذي سيتحول إلى النفط، وسط خفض طوعي بنسبة 15% في استهلاك الغاز، اتفقت عليه دول الاتحاد الأوروبي، وانكماش النشاط الصناعي استجابة لتكاليف الطاقة العالية.

الإغلاق الصيني ومعنويات الطلب

انتشرت عمليات الإغلاق الكاملة والجزئية للحدّ من تفشّي وباء كوفيد-19 في الصين عبر مساحات أكبر من البلاد، إذ تواصل الحكومة اتّباع سياسة عدم التسامح مع فيروس كورونا.

وأصبحت عمليات الإغلاق الآن مصدرًا يعزز الاتجاه الهابط في القطاع النفطي.

من جهتها، تتعرض السلطات المحلية في جميع أنحاء الصين لضغوط متزايدة للقضاء على العدوى بأيّ ثمن في المدة التي تسبق مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يبدأ في 16 أكتوبر، حيث يُتوَقّع أن يضمن الرئيس الصيني شي جين بينغ مدة ولاية ثالثة غير مسبوقة في السلطة.

وقد أُبلِغَ المواطنون الصينيون بتقليل السفر المحلي خلال مهرجان "منتصف الخريف" في المدة من 10 إلى 12 سبتمبر/أيلول وعطلة "الأسبوع الذهبي"، بداية أكتوبر/تشرين الأول.

*فاندانا هاري هي مؤسّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق