طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةعاجلكهرباء

تخزين الطاقة والشبكات الذكية أبرز خطط الأردن للتوسع في قطاع الكهرباء

داليا الهمشري

يعوّل الأردن كثيرًا على تخزين الطاقة، إلى جانب عدد من الحلول التقنية الحديثة؛ لدعم قطاع الكهرباء خلال السنوات المقبلة.

وفي هذا الإطار، سلّطت الأمينة العامة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن المهندسة أماني العزام، الضوء على خطط بلادها للتوسع في مجال الطاقة المتجددة خلال المرحلة المقبلة، لا سيما بعد النجاحات التي حققتها في هذا القطاع المهم.

وكشفت العزام -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- العمل على العديد من الدراسات، أبرزها التوجه نحو الشبكات الذكية والتخزين، مؤكدة وجود دراسات شبه جاهزة لإنشاء أول مشروع لتخزين الطاقة الكهرومائية باستخدام السدود بقدرة 450 ميغاواط، متوقعة أن يبدأ التشغيل بحلول عام 2027 أو2028.

وأضافت العزام -على هامش فعاليات معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022 (Solar Show MENA)، الذي استضافته مصر مؤخرًا- أن بلادها تتطلع للتوسع في عملية التخزين بالبطاريات على مستويات مختلفة وبأحجام متنوعة عند مناطق الاستهلاك.

التحول نحو النقل الكهربائي

أكدت المهندسة أماني العزام أن مشروعات الهيدروجين قد أعطت أملًا كبيرًا لبلادها -التي تتمتع بقدرات كبيرة في الطاقة المتجددة- أن تجد مجالًا للريادة في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

وقالت الأمينة العامة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، إن توليد الكهرباء ليس هو المعضلة في قضية التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات الكربونية، لافتة إلى أن قطاع النقل في الأردن -على سبيل المثال- يستهلك 50% من الطاقة الأولية.

وأضافت أن التحول نحو النقل الكهربائي يُعدّ أحد التحديات التي يواجهها الأردن حاليًا، خاصة مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

وأوضحت في تصريحاتها إلى منصة الطاقة أن التحول إلى النقل الكهربائي يعني زيادة الطلب على الكهرباء، ما يتطلب المزيد من إنتاج الكهرباء النظيفة لاستخدامها في وسائل النقل الكهربائي.

جانب من فعاليات معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022 (Solar Show MENA)
جانب من فعاليات معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022 (Solar Show MENA)

تحسين كفاءة الطاقة

نوّهت المهندسة أماني العزام بدور الحكومة الأردنية في تشجيع مشروعات الطاقة المتجددة، سواء من ناحية الأنظمة أو القوانين أو التعليمات التنظيمية التي أسهمت في وجود هذا الكم الهائل من المشروعات على مستوى المستهلك النهائي، والسماح للمستهلكين بإنشاء مشروعات طاقة متجددة في مواقع، ونقل الكهرباء المُنتجة إلى مواقع أخرى، باستخدام شبكة النقل.

وأبرزت العزام وجود العديد من المشروعات مثل مشروع تركيب أنظمة طاقة شمسية للأسر المنتفعة، ومشروع آخر لتحسين كفاءة الطاقة يتمثل في استبدال وحدات إنارة موفرة للكهرباء بجميع وحدات الإنارة الخاصة بالبلديات في الأردن -ما يقرب من 400 ألف وحدة-.

وترى العزام أن تحسين كفاءة الطاقة أهم من الطاقة المتجددة، مؤكدة أن كل كيلوواط/ساعة غير مُستخدم هو أرخص كيلوواط/ساعة، وليس الكيلوواط/ساعة المُنتج من الطاقة المتجددة.

تجربة رائدة

سلّطت المهندسة أماني العزام الضوء على ريادة الأردن في مجال تحول الطاقة والتوسع بمصادر الطاقة المتجددة، مشيرة إلى نجاحها في تحقيق طفرة بهذا المجال خلال مدة قصيرة للغاية.

وأوضحت -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن نسبة إسهام الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة في الأردن عام 2014 كانت لا تتجاوز 1%، إلّا أنها ارتفعت إلى نحو 26% بحلول نهاية العام الماضي (2021).

وتابعت قائلة: "إنه منذ عام 2012، وصدور إستراتيجية الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، بدأ الأردن وضع التشريعات والأنظمة التي ساعدت على استقطاب استثمارات كبرى في مجالات الطاقة المتجددة، وتشجيع المستهلكين النهائيين لتوجيه استهلاكهم إلى الكهرباء النظيفة".

الطاقة المتجددة في الأردن

تحديات النقل والتوزيع

أشارت الأمينة العامة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن إلى عدد من التحديات التي واجهت بلادها في عملية التحول إلى الطاقة النظيفة، والتي كان أبرزها محدودية قدرة الشبكات على استيعاب القدرات الجديدة من الكهرباء المُنتجة من الطاقة المتجددة.

وقالت: "كان لا بدّ من توسيع نطاق الشبكات الكهربائية، سواء على مستوى النقل أو على مستوى التوزيع، مما تطلَّب توفير استثمارات كبرى، لا سيما أن الكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة المتجددة كانت تحتاج -في كثير من الأحيان- إلى إنشاء خطوط طويلة أو محطات تحويل خاصة".

وأوضحت أن "التحدي الآخر والأهم كان يتمثل في طبيعة الإنتاج من هذه المحطات، فاليوم لدينا 1.9 غيغاواط من الطاقة الشمسية تعطي طاقتها خلال النهار، في حين نفقد هذه الطاقة تمامًا بالليل".

وأضافت: "عندما أتحدث عن 1.9 غيغاواط، فأنا أتحدث عن حمل في أقصى حالاته يصل إلى 4 غيغاواط، بينما لا يتجاوز الحمل 2.5 غيغاواط في الربيع، مما يخلق صعوبة كبيرة في التحكم في النظام الكهربائي، ويجعل الحفاظ على استقرار الشبكة تحديًا كبيرًا في الأردن".

وأكدت في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن هناك صعوبة كبيرة في الحفاظ على نمط تشغيل آمن واقتصادي طوال الوقت.

محدودية مصادر الكهرباء

أكدت المهندسة أماني العزام أن بلادها مستمرة في مسيرة الطاقة المتجددة -رغم التحديات التي تواجهها- للتغلب على أزمة محدودية مصادر الكهرباء، لافتة إلى أن الطاقة المتجددة تمثّل طاقة المستقبل.

يُذكر أن الأردن نجح في رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 29% بنهاية شهر يوليو/تموز (2022)، مقابل 26% خلال العام الماضي (2021).

بينما تستهدف إستراتيجية الطاقة في البلاد رفع حصة الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة إلى 50% بحلول 2030، وفقًا لتصريحات سابقة لوزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة.

ويحتلّ الأردن -بحسب وزارة الطاقة- المركز الأول عربيًا من حيث القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة، دون احتساب الطاقة الكهرومائية، ولكنه يأتي في المركز الثالث بعد مصر والمغرب في كمية الطاقة المنتجة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق