عاجلأخبار الغازرئيسيةغاز

الأزمات تحاصر أكبر مجمع كيماويات في العالم مع توقف إمدادات الغاز الروسي

يواجه أكبر مجمع كيماويات في العالم العديدَ من الصعوبات التي قد تمنعه من مواصلة الإنتاج والعمل، في ظل التراجع الكبير بإمدادات الغاز القادمة نحو ألمانيا.

وقالت شركة الكيماويات العملاقة "باسف"، اليوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2033)، إنها تراقب سوق الغاز الطبيعي عن كثب، وقد تخفض الإنتاج أكثر إذا لزم الأمر، بعد أن أوقفت روسيا عمليات التسليم عبر خط أنابيب الغاز الرئيس إلى ألمانيا.

أضافت الشركة -التي تتخذ من ألمانيا مقرًا لها، وتدير أكبر مجمع كيماويات في العالم، وهي واحدة من أكبر مستخدمي الغاز الطبيعي في البلاد-، أنها تستعد لأسعار الغاز المرتفعة والمتقلبة.

ألزمت السلطات الألمانية العديد من الشركات والصناعات بترشيد استهلاك الغاز الطبيعي، في خضم أزمة الطاقة المتصاعدة بأوروبا، مع تراجع إمدادات الغاز الروسية.

تعتمد الشركة الألمانية على الغاز الروسي مادةً خامًا لتوليد الكهرباء وصناعة معجون الأسنان والأدوية وصناعة السيارات، ويشكّل توقّف إمدادات الغاز تهديدًا لمركز الإنتاج الضخم للشركة بأكبر مجمع كيماويات في العالم.

يستهلك المجمع نحو 4% من إجمالي الطلب على الغاز في ألمانيا، إذ يستخدم 60% من الوقود في محطة لتوليد الكهرباء، و40% المتبقية لإنتاج المنتجات الكيماوية، بما في ذلك الأمونيا والأسيتيلين.

أكبر مجمع كيماويات في العالم
مجمع باسف، أكبر مجمع كيماويات في العالم

أسعار الغاز

تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الإثنين، وصعدت أسعار الغاز بعد أن مددت روسيا إلى أجل غير مسمى إغلاق نورد ستريم 1، إحدى طرق إمداد الغاز الرئيسة إلى أوروبا.

وقالت باسف: "نراقب الوضع لنقرّر ما يناسبه، وسنقوم بإجراء أيّ تغييرات في سلسلة قيمة الإنتاج حسب الحاجة"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ارتفع سعر الغاز القياسي بما يصل إلى 35% اليوم الإثنين، وارتفع أكثر من 400% على أساس سنوي، بعد أن قالت روسيا يوم الجمعة، إن تسربًا في معدّات نورد ستريم 1 دفعها إلى وقف الضخ بعد توقّف عمليات الصيانة التي استمرت 3 أيام الأسبوع الماضي.

تعمل شركة باسف، التي تدير أكبر مجمع كيماويات في العالم، على تقليل إنتاج الأمونيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي، وتوفر بعض احتياجاتها من الأمونيا من خارج أوروبا، إذ تنخفض أسعار الغاز.

تُستخدم الأمونيا أساسًا في الأسمدة النيتروجيني، ولكنها أيضًا مُدخل حيوي للبلاستيك وسوائل عادم الديزل.
كما تُنتَج الأمونيا من الدرجة الغذائية منتجًا ثانويًا، والذي تحتاجه صناعات اللحوم والمشروبات الغازيّة.

حذّر أكبر مجمع كيماويات في العالم في يوليو/تموز الماضي من أن بعض خطوط الإنتاج قد تخضع لخفض الإنتاج، إذ أشارت إلى انخفاض إنتاج الأمونيا.

خطوط أنابيب داخل محطة لاستيرد الغاز الطبيعي النرويجي في ألمانيا
خطوط أنابيب داخل محطة لاستيراد الغاز الطبيعي النرويجي في ألمانيا -الصورة من رويترز

الوضع في ألمانيا

لا يستبعد مستورد الغاز الألماني يونيبر أن يفكر أكبر اقتصاد في أوروبا في نهاية المطاف في تقنين الغاز بعد قرار روسيا بوقف تدفقات الغاز إلى أجل غير مسمى عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.

كما تدرس الشركة، أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا، اتخاذ إجراء قانوني ضد شركة غازبروم العملاقة في موسكو لتعويض مساهميها عن انخفاض بنسبة 90% في قيمتها السوقية، أعقاب انخفاض حادّ في إمدادات الغاز الروسي منذ يونيو/حزيران.

وتتهم أوروبا روسيا بتسليح إمدادات الطاقة ردًا على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وتُلقي روسيا باللوم على عقوبات "الغرب الجماعي" في التسبب بمشكلات إمدادات الغاز.

وتدفع حكومات الاتحاد الأوروبي حِزمًا تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لمنع سحق المرافق، بسبب أزمة السيولة، ولحماية الأسر من فواتير الطاقة المرتفعة.

أزمة الطاقة في أوروبا

انهارت مجموعة من موزّعي الطاقة الأوروبيين، وقد تتعرض بعض المولدات الرئيسة للخطر، أو تتأثر بالحدود القصوى التي تحدّ من ارتفاعات الأسعار التي يمكن أن تنقلها إلى المستهلكين، أو تنحصر في رهانات التحوط.

وقدّمت ألمانيا، التي تعتمد على الغاز الروسي أكثر من معظم دول الاتحاد الأوروبي، خطة إنقاذ بمليارات اليورو لمرفق الطاقة يونيبر، وقالت برلين، إنها ستنفق ما لا يقلّ عن 65 مليار يورو (65 مليار دولار) لحماية العملاء والشركات من ارتفاع التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة.

ومن غير المرجح أن تحقق ألمانيا هدفها لملء مواقع تخزين الغاز الطبيعي إلى 95% بحلول بداية نوفمبر/تشرين الثاني، بعد آخر خفض للإمدادات الروسية.

وبينما يتقدم أكبر اقتصاد في أوروبا على الجدول الزمني بجهوده لتعزيز الاحتياطيات الشتوية، فإن قرار روسيا الأسبوع الماضي بإبقاء خط أنابيب نورد ستريم متوقفًا يهدد إعادة تعبئة المزيد.

وسيكون الفشل في تحقيق الهدف بمثابة ضربة لجهود ألمانيا لتأمين طاقة كافية للصناعات، ومن بينها أكبر مجمع كيماويات في العالم، وللأسر، من أجل تخفيف ضغوط التضخم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق