أزمة الطاقة في بريطانيا تترقب وعود ليز تروس.. والتمهيد لإجراءات "صعبة"
أمل نبيل
تعدّ أزمة الطاقة في بريطانيا أحد أهم الملفات على مائدة المرشحين لمنصب رئيس الوزراء، مع ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء في البلاد إلى مستويات قياسية فاقمت من حدّة المعاناة التي تواجهها الأسر البريطانية.
وارتفعت تكاليف المعيشة السنوية للأسرة البريطانية متوسطة الدخل بمقدار 1980 جنيهًا إسترلينيًا (2700 دولار أميركي)، خلال العام الماضي (2021)، حسب بيانات مؤسسة ريزوليوشن (Resolution).
وقبيل يوم واحد من الإعلان عن الفائز بمنصب رئيس الوزراء، قالت وزيرة الخارجية ليز تروس، اليوم الأحد 4 سبتمبر/أيلول (2022)، إنها ستتخذ إجراءات فورية لمعالجة ارتفاع فواتير الكهرباء وزيادة إمدادات الطاقة، إذا عُيِّنَت -كما هو متوقع- رئيسة للوزراء هذا الأسبوع، بحسب رويترز.
وكررت تروس تعهُّدها بأن تكون جريئة في معالجة الاقتصاد البريطاني، الذي يعاني من تضخّم كبير، ويواجه ركودًا اقتصاديًا، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
أزمة الطاقة البريطانية
كتبت تروس مقالًا في صحيفة (صنداي تليغراف) عشية الإعلان عمن سيحلّ محلّ رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون، مؤكدة أنها تدرك مدى صعوبة أزمة أمن الطاقة في بريطانيا وارتفاع تكاليف المعيشة بالنسبة للجميع.
وقالت المرشحة الأقرب لرئاسة مجلس الوزراء، إنها ستتخذ إجراءات حاسمة لضمان تمكّن العائلات والشركات من اجتياز الشتاء الحالي والمقبل.
وأضافت في مقالها: "إذا انتُخِبْتُ، فإنني أخُطّط خلال الأسبوع الأول من إدارتي الجديدة للبدء في تنفيذ إجراءات عاجلة لحلّ أزمة الطاقة وخفض الفواتير".
وتواجه دول أوروبا مشكلات حادة في تأمين إمدادات الغاز، خاصة بعد خفض روسيا للكميات المُصدّرة، ومخاوف من قطعها بشكل كامل، إذ تعتمد عليه القارة في تلبية أكثر من 40% من احتياجاتها.
ورغم أن المملكة المتحدة لا تعتمد على الغاز الروسي المستورد بصورة مباشرة إلّا بنسبة ضئيلة؛ فإنها تحصل على كميات كبيرة من غاز موسكو من دول أوروبا التي تربطها بها خطوط أنابيب؛ ما يعني أن تأزُّم نظام الطاقة في الاتحاد سينعكس عليها سلبًا.
وتابعت ليز تروس: "سيتبع ذلك تنظيم حدث مالي في وقت لاحق من هذا الشهر من قبل مستشاريّ، مع حزمة أوسع من الإجراءات الاقتصادية".
وقالت، إن النهج الذي ستتبعه مكوّن من شقّين، الأول إجراء فوري لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة، والثاني خطة لتحقيق النمو الاقتصادي، كما ستقوم بتعيين مجلس مستشارين اقتصاديين للحصول على "أفضل الأفكار" حول كيفية تعزيز الاقتصاد.
وكتبت تروس: "نحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة للتأكد من أننا لن نمرّ بهذا الوضع كل خريف وشتاء، أنا مستعدة لاتخاذ القرارات الصعبة لإعادة بناء اقتصادنا".
ومن المتوقع على الأغلب انتخاب ليز تروس زعيمة جديدة لحزب المحافظين الحاكم، ومن ثم رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة، غدًا الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2022)، لتتفوق على منافسها وزير المالية السابق ريشي سوناك.
وأجبر الحزب الحاكم رئيسَ الوزراء الحالي بوريس جونسون على الاستقالة من منصبه، بعد سلسلة من الفضائح.
تأميم شركات الطاقة
أظهر مسح حديث أن نحو نصف مؤيدي حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا يؤيدون إعادة تأميم صناعة الطاقة في البلاد، إذ فرض ارتفاع أسعار الكهرباء ضغوطًا على ميزانيات الأسر.
وتواجه الحكومة دعوات متزايدة لبذل المزيد لمساعدة البريطانيين على مواجهة فواتير الطاقة التي من المُقرر أن ترتفع بنحو 80% إلى متوسط 3 آلاف و549 جنيهًا إسترلينيًا (4 آلاف و140 دولار) سنويًا، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مع ارتفاع أسعار الغاز بالجملة إلى مستويات قياسية.
(الجنيه الإسترليني = 1.15 دولارًا أميركيًا)
ووجد استطلاع لصحيفة تايمز البريطانية، أن نحو 47% من الذين يخططون حاليًا للتصويت لحزب المحافظين في الانتخابات التالية، يفضّلون إعادة شركات الطاقة إلى الملكية العامة، مقابل رفض 28%، وتذبذب 25%.
ومن بين أولئك الذين صوّتوا للمحافظين في الانتخابات الأخيرة في عام 2019، أيّد 53% إعادة التأميم، بحسب رويترز.
وتمّت خصخصة شركات الطاقة البريطانية من قبل، في عهد رئيسة الوزراء المحافظة مارغريت تاتشر، منذ أكثر من 30 عامًا.
وبينما دعا حزب العمال المعارض سابقًا إلى إعادة التأميم، قال الرئيس الحالي للحزب كير ستارمر، إنه سيكون من الأفضل إنفاق الأموال بشكل مباشر لخفض الفواتير.
موضوعات متعلقة..
- أكبر موقع لتخزين الغاز في بريطانيا يقترب من إعادة التشغيل
- استمرار التنقيب عن النفط يتصدر أولويات المرشحة لرئاسة حكومة بريطانيا
- نشطاء المناخ في بريطانيا يخربون 7 محطات وقود.. وأسعار الكهرباء تشعل الفتيل (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- تطوير محطة للطاقة الشمسية في بوتسوانا بقدرة 50 ميغاواط
- الطاقة المتجددة في الأردن خطوة مهمة للحصول على كهرباء رخيصة (تقرير)
- دعم الحكومات لقطاع الوقود الأحفوري يعرقل جهود معالجة تغير المناخ (تقرير)