الطاقة النووية تقوي أواصر العلاقات بين المجر وروسيا المنبوذة أوروبيًا
أمل نبيل
تعزّز الطاقة النووية العلاقات بين المجر وروسيا التي تسبح في اتجاه معاكس للتيار الأوروبي الذي يسعى حثيثًا إلى قطع الإمدادات الروسية كافة، منذ شن موسكو هجومًا على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).
وأصدرت الوكالة الوطنية للطاقة الذرية في المجر، يوم الخميس 25 أغسطس/آب، تصريح إنشاء لبناء المفاعلين النوويين الخامس والسادس في محطة "باكس" للطاقة النووية، بجانب 4 وحدات قائمة أوشكت أعمارها على الانتهاء، بحسب بلومبرغ.
وتقود شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة، أعمال بناء محطة الطاقة النووية الوحيدة في المجر، بموجب اتفاق موقّع بين بودابست وموسكو في عام 2014، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
محطة الطاقة النووية في المجر
قال وزير الخارجية بيتر سيارتو: "يمثّل التصريح نقطة تحول حقيقية وعلامة فارقة، تمكّن المجر من امتلاك مفاعلين نوويين جديدين بحلول عام 2030".
ويتناقض القرار المجري مع الموقف الذي اتخذته فنلندا، التي ألغت عقد بناء محطة نووية مع روساتوم في مايو/أيار الماضي، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا -جارة المجر الشرقية-.
ويُستشهد بالمشروع الذي مُنح دون مناقصة لشركة روساتوم، كثيرًا بصفته دليلًا على العلاقات الحميمة بين رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت هيئة الطاقة الذرّية المجرية، إن المحطة الروسية الحالية التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 2 غيغاواط يمكن توسيعها بمفاعلين جديدين في انتظار المزيد من التراخيص.
وفي الأول من يوليو/تموز (2020)، تقدّمت محطّة "باكس 2 للطاقة النووية" في المجر، بطلب إلى هيئة الطاقة الذرية المجرية، لاستخراج التراخيص اللازمة لإنشاء وحدتين جديدتين وتنفيذهما من محطّات توليد الطاقة النووية من الجيل الثالث المطوّر.
وأكدت حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، أن الطاقة النووية جزء أساسي من مزيج الطاقة لديها، الذي يعتمد بصفة كبيرة على النفط والغاز الروسيين.
وسيعزّز قرار المجر بمنح رخصة التأسيس في محطة باكس -وهو تصريح رئيس قبل البناء الفعلي للمفاعلات الجديدة- العلاقات العميقة مع روسيا في ظل حكم أوربان، الذي كان معارضًا لعقوبات الاتحاد الأوروبي على الكرملين، ونجح في الحصول على استثناء بلاده من قرار أوروبا بحظر خام موسكو.
وتحتوي محطة باكس الآن على 4 مفاعلات صغيرة من طراز (في في إي آر) روسي الصنع بسعة مجمعة تبلغ نحو 2000 ميغاواط بدأت العمل بين عامي 1982 و1987.
أزمة الطاقة في أوروبا
تهدف المجر إلى توسيع محطة باكس للطاقة النووية، بمفاعلين من طراز (في في إي آر) روسي الصنع بسعة 1.2 غيغاواط لكل منها، ولا تخضع الطاقة النووية لعقوبات الاتحاد الأوروبي، بحسب رويترز.
قال الرئيس التنفيذي لشركة روساتوم، أليكسي ليكاتشيف، في بيان اليوم الجمعة 26 أغسطس/آب (2022): "نحن على ثقة بأن محطة باكس 2 للطاقة النووية ستضمن سيادة المجر في مجال الطاقة لما يقرب من قرن وتقرّب الدول الأوروبية من تحقيق أهدافها المناخية".
وفي 6 يوليو/تموز 2022، وافق البرلمان الأوروبي على إدراج الغاز والطاقة النووية ضمن الأنشطة الاقتصادية المستدامة بيئيًا، التي يغطيها تصنيف الاتحاد الأوروبي.
وعزّزت أزمة الطاقة الأوروبية والارتفاع الشديد في أسعار النفط والغاز، الطلب على الطاقة النووية في دول أخرى، إذ تفكر ألمانيا في تأجيل إغلاق محطاتها النووية وسط ضغوط في إمدادات الغاز الروسي.
وكانت ألمانيا قد بدأت تنفيذ خطة قبل سنوات للتخلص من كل المفاعلات النووية، ولم يتبق سوى 3 محطات، من المفترض خروجها من الخدمة مع نهاية العام الجاري (2022)، وفق ما اطّلعت عليه منصّة الطاقة المتخصصة.
وقررت بلجيكا تمديد العمل بمحطات الطاقة النووية في البلاد لمدة 10 سنوات حتى عام 2035، بدلًا من إغلاقها في الموعد المقرر مسبقًا بحلول عام 2025.
وكشفت وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروستات" عن أن الطاقة النووية في أوروبا ولّدت ما يقرب من ربع الكهرباء في عام 2020، بما يعادل 684 تيراواط/ساعة؛ إذ أنتجت الدول النووية الرائدة في الاتحاد -مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد- أكثر من 3 أرباع الرقم الإجمالي.
موضوعات متعلقة..
- رئيس وزراء المجر: أسعار الطاقة تثبت فشل العقوبات على روسيا
- روساتوم تطرح حلولًا مبتكرة للسيطرة على التلوث الإشعاعي بالمحطات النووية
- المجر تخالف أوروبا وتقبل دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في الهند تجذب استثمارات نرويجية بـ35 مليون دولار
- تركيا تتولى إعادة تدوير المنصة النفطية العالقة في إسكتلندا منذ 2018
- السعودية توقع 4 اتفاقيات لزيادة صادرات الأمونيا والفوسفات إلى الهند (صور)