التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

تركيب ألواح الطاقة الشمسية ملاذ آمن للعراقيين للتغلب على أزمة الكهرباء

ياسر نصر

لجأ العديد من العراقيين إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية أعلى المنازل وفي الحقول الزراعية والمصانع، من أجل التغلب على أزمة الكهرباء التي تزداد عامًا بعد الآخر.

وعلى الرغم من المساعي الحكومية لوضع حلول جذرية لأزمة الكهرباء في العراق، فإنها تفشل أمام زيادة الطلب المتنامي سنويًا، خاصة خلال فصل الصيف، الذي يسجّل مستويات قياسية.

يأتي ذلك مع تزايد الغضب الشعبي من أوضاع المنظومة الكهربائية المتردية التي تتسع منذ 2003، دون حلول مقبولة، فبالتزامن مع وصول إنتاج الكهرباء إلى 23 ألف ميغاواط، زادت احتياجات البلاد الفعلية إلى 40 ألف ميغاواط، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أزمة الكهرباء في العراق

دفعت أزمة الكهرباء المواطنين إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية، التي بدأت تنتشر في العديد من أنحاء العراق، على أمل تأمين مصدر مستقر لإنتاج الكهرباء مع تراجع عدد ساعات تجهيز الطاقة إلى 8 ساعات فقط يوميًا.

تركيب ألواح الطاقة الشمسية في العراق
اللجوء إلى الطاقة الشمسية لحل أزمة الكهرباء في العراق

قال المستشار الفني لوزير الكهرباء عبدالوهاب كاظم، إن صيف العراق ليس صيفًا اعتياديًا من ناحية ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع نسبة الرطوبة، وهو ما يدفع إلى زيادة الطلب على الكهرباء بصورة كبيرة.

وأضاف أن الطلب على الكهرباء في العراق سنويًا يزيد بنحو 1500 ميغاواط، وهو ما يعني الحاجة إلى إنشاء محطة كهربائية جديدة سنويًا، وإنشاء محطة بهذا الحجم سنويًا غير متاح، حسبما ذُكر في تقرير لقناة سي إن بي سي عربية.

يُشار إلى أن لجنة الطاقة في البرلمان العراقي قدّرت خسائر البلاد بنحو 40 مليار دولار سنويًا بسبب عجز الكهرباء.

أسعار ألواح الطاقة الشمسية

بدأت الطاقة الشمسية خلال السنوات الأخيرة استقطاب الكثير من العراقيين، لإنشاء منظومة توليد خاصة بهم، رغم ارتفاع أسعار ألواح الطاقة الشمسية، إذ تصل تكلفة تركيب محطة طاقة شمسية خاصة ما بين 3 آلاف و20 ألف دولار.

ويأتي إقبال العراقيين على تركيب ألواح الطاقة الشمسية بصفتها بديلًا منافسًا، بدلًا من الاشتراك الشهري عبر المولدات الخاصة في الأحياء السكنية، الذي تتراوح تكلفته ما بين 50 و250 دولارًا شهريًا بحسب الاستخدام.

تركيب ألواح الطاقة الشمسية
أحد موظفي الأمم المتحدة يتابع مشروع دعم لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في العراق

وتنقسم منظومة ألواح الطاقة الشمسية للاستخدامات الخاصة في العراق إلى 3 أقسام (زراعي، ومنزلي، وصناعي)، ويُعد النظام الزراعي الأرخص في قائمة سعر ألواح الطاقة الشمسية، إذ يعتمد على منظومة بسيطة، تقاس بالكيلوواط، وغالبيتها تُستخدم في منظومة الري، وعادة ما يكلف الكيلوواط الواحد ما بين 500 و600 دولار.

ويقبل العراقيون على تركيب ألواح الطاقة الشمسية بحثًا عن خصوصية التوليد، وتجنبًا لأعطال مولدات الكهرباء الأهلية، وانقطاع أسلاك النقل، وقلة ساعات التجهيز، بالإضافة إلى الظروف الطارئة في البلاد.

ويقول أحد المواطنين: "أنت عندما تسحب 10 أمبيرات من المولدات بسعر يصل إلى 200 ألف دينار شهريًا، وهي لا تكفي لاحتياجات المنزل، فقط للإنارة ومبرد واحد، في حين أن منظومة الطاقة الشمسية يمكنها توليد نحو 20 أمبيرًا، وهي تكفي لاحتياجات المنزل كاملة دون أن تحس بارتفاع درجات الحرارة".

وأضاف أنه على الرغم من أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية وتركيب المنظومة في البداية تكون عالية فإن الفوائد منها كبيرة، وتحل لك مشكلة متكررة.

زيادة الإقبال على الطاقة الشمسية

شهد الإقبال على تركيب ألواح الطاقة الشمسية ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الجاري، إذ سجل زيادة بنحو 40% مقارنة عن العام الماضي، في الاستخدامات السكنية أو الإنتاجية.

يأتي ذلك لتعويض إمدادات الكهرباء المتدنية عبر المنظومة الوطنية المتقادمة، مع تذبذب استيراد 1200 ميغاواط من الطاقة عبر إيران، في وقت يحتاج مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي إلى عامين لاستقبال 500 ميغاواط في المرحلة الأولى.

ويُعد اللجوء إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية في العراق أحد الحلول الفردية، واتجاهًا إجباريًا للمواطن الذي ينفق نحو 20% من دخله الشهري على بدائل الطاقة في ظل أزمة امتدت قرابة العقدين، واستنفدت أكثر من 80 مليار دولار من ميزانية البلاد، أمام تجهيز بالتيار الكهربائي لا يزيد على 8 ساعات يوميًا.

الطاقة الشمسية في العراق

قال مستشار معهد الطاقة العراقي هاري استيبانيان، إن الطاقة الشمسية موجودة في العراق منذ الثمانينيات، لكن في المدة الأخيرة، خاصة من 2003 كان هناك تلكؤ في إدخال هذه المشروعات وتسريعها، ومؤخرًا منذ 2018، بدأ العراق في التوقيع على عدة عقود مع شركات عربية وأجنبية، لتزويد المنظومة الكهربائية بالطاقة الشمسية.

ووصف استبيانان الطاقة الشمسية بأنها واعدة، إذا ما قُورنت مع الفشل الذي واجهه العراق خلال المدة السابقة والفجوة الكبيرة من العرض والطلب التي تتجاوز حاليًا 15 ألف ميغاواط، حسبما ذكرت قناة سي إن بي سي عربية.

وأشار إلى أن أغلب المنازل والمستهلكين يرون في تركيب ألواح الطاقة الشمسية بأنها الحل الأمثل لسد هذه الفجوة الموجودة حاليًا.

وأرجع زيادة الطلب على الطاقة الشمسية في العراق إلى تراجع سعر ألواح الطاقة الشمسية عالميًا، في ظل التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة، من أجل خفض الانبعاثات.

مشروعات جديدة

أوضح هاري أن العراق وقع عقودًا في حدود 6 آلاف ميغاواط لإنشاء محطات طاقة شمسية مع مصدر الإماراتية وأكوا باور السعودية وتوتال إنرجي الفرنسية، وستُنفذ على مدار السنوات الـ4 المقبلة.

وقال إن القدرات التي ستُضاف من محطات الطاقة الشمسية ستتراوح ما بين 5 و10% من إجمالي قدرات الكهرباء في العراق، وهناك برنامج حكومي يستهدف الوصول إلى 33%، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة جدًا.

وتستهدف بغداد إنتاج 12 ألف ميغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية بحلول عام 2025، ضمن مساعيها لخفض الانبعاثات في قطاع الطاقة، وحلّ أزمة الكهرباء التي باتت أكبر المشكلات التي تواجه البلاد.

تركيب ألواح الطاقة الشمسية في العراق
أحد موظفي الأمم المتحدة يتابع مشروع دعم لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في العراق

ألواح الطاقة الشمسية في العراق

تطرّق مستشار معهد الطاقة العراقي إلى مشروعات تركيب ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح، التي يلجأ إليها العراقيون لحل أزمة الكهرباء.

وقال إن هذه المشروعات تغطي جزءًا صغيرًا، إذ إنها عبارة عن منظومات تغطي أحمالًا صغيرة، قد تكون مكيفًا واحدًا أو مروحة واحدة مع باقي الأجهزة المنزلية.

وشدد على أن السياسات الخاصة لقطاع الكهرباء في العراق كانت خاطئة منذ البداية، نتيجة عدم وجود خطة شاملة للقطاع على المدى البعيد، إذ إن الخطة الموضوعة حتى 2030 لم تُنفذ بصورة صحيحة.

وأضاف أن الاقتصاد العراقي يعتمد في 90% على صادرات النفط ومع هبوط أسعار النفط، أثر ذلك في الموازنة الفيدرالية، وهو ما يؤثر في الاستثمارات والبنى التحتية، إذ كان هناك تلكؤ شديد في تنفيذ المشروعات، ونأمل التغلب عليه خلال المدة المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق