مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يشهد تطورات مهمة وسط ترقب أوروبي
دينا قدري
شهد مشروع تورتو أحميم للغاز المسال على الحدود البحرية للسنغال وموريتانيا تطورًا مهمًا نحو بدء الإنتاج في النصف الثاني من العام المقبل (2023)، وسط ترقّب الأسواق الأوروبية في ظل سعيها نحو إيجاد بدائل للإمدادات الروسية.
وأعلنت شركة النفط البريطانية بي بي تسليم منصة المقرات والمرافق إلى المشروع، بما يُمثّل "علامة فارقة مهمة لبناء المحطة المركزية والمشروع على حدّ سواء"، وفق ما نقلته منصة "إنرجي فويس" (Energy Voice).
وتتولى شركتا بي بي وكوزموس إنرجي الأميركية مسؤولية تطوير مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، وتبلغ قدرة الحقل نحو 15 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
منصة تورتو أحميم للغاز المسال
علّق نائب رئيس شركة بي بي، ماساير سيسي، على التطور الأخير، قائلًا: "ستكون المقرات والمرافق هي المركز العصبي للمحطة المركزية، وستوّفر أماكن إقامة للقوى العاملة المتنوعة التي ستديرها".
ووقّعت بي بي عقد بناء المقرات والمرافق لمشروع تورتو أحميم للغاز المسال مع شركة البناء الصينية "سي أي إم سي رافلز"، في أبريل/نيسان 2019.
وأكملت الشركة الصينية المصنّعة أعمالها في 31 مايو/أيار، ثم نقلت الرافعة "سي واي هاوك" الثقيلة المنشآت من الصين، إذ قطعت 11.885 ميلًا بحريًا إلى الحدود السنغالية الموريتانية.
وقالت سي أي إم سي، إن طول المنصة 95 مترًا وعرضها 70 مترًا ووزنها أكثر من 10 آلاف طن، كما تمتلك أكثر من 540 ألف متر من الخطوط وأكثر من 9 آلاف قطعة من المعدّات المقاومة للانفجار.
وستستوعب ما يصل إلى 216 موظفًا، بالإضافة إلى غرفة التحكم الرئيسة وغرفة التحكم في الميناء.
وقالت شركة البناء الصينية، إنها صممت المنصة لتستمرّ لمدّة 25 عامًا دون الحاجة إلى صيانة الإرساء.
موعد بدء إنتاج مشروع تورتو أحميم
من المقرر أن يبدأ الإنتاج من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في السنغال خلال العام المقبل (2023).
إذ من المتوقع أن يُنتج الحقل البحري -الذي يمتد على الحدود بين السنغال وموريتانيا- 2.5 مليون طن من الغاز المسال في المرحلة الأولى، ثم يتضاعف إلى 5 ملايين طن في المرحلة الثانية.
وسيرتفع الإنتاج في النهاية إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد الانتهاء من جميع المراحل الـ3 للمشروع، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت شركة كوزموس إنرجي، في وقت سابق من الشهر الجاري (أغسطس/آب 2022)، إن المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال اكتملت بنسبة 80%.
وتوقعت إنتاج أول كميات من الغاز الطبيعي خلال الربع الثالث من العام المقبل (2023)، ومن الغاز المسال بحلول نهاية 2023.
سفينة غاز مسال عائمة
من المقرر أن ينتج مشروع تورتو أحميم الغاز من نظام شديد العمق تحت سطح البحر، والسفينة العائمة لتخزين الإنتاج والتفريغ وسط المياه، ويزيل المكونات الهيدروكربونية الثقيلة، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
سيُنقَل بعد ذلك الغاز إلى منشأة غاز طبيعي مسال عائمة في مركز قريب من الشاطئ، يقع على الحدود البحرية لموريتانيا والسنغال.
إذ تتوقع شركة غولار للغاز المسال بدء تشغيل سفينة الغاز المسال العائمة "غيمي" للمرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم في أواخر عام 2023، وقد اكتملت السفينة العائمة بنسبة 86%.
وكانت هناك بعض التحديات خلال البناء، حول المواد المستوردة والصعوبات في نقل الموظفين الدوليين خلال جائحة فيروس كورونا.
تصدير الغاز المسال إلى أوروبا
كانت السنغال قد كشفت -في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري (2022)- أنها تعتزم تصدير الغاز المسال إلى أوروبا بحلول عام 2024، لتوفير إمدادات بديلة بعيدًا عن روسيا.
وقال نائب السكرتير الدائم للجنة كوز-بتروغاز الحكومية المعنية بمشروعات النفط والغاز في السنغال، مامادو فال كين: "ستكون داكار قادرة على بيع حصتها إلى أوروبا، وخاصةً ألمانيا، في النصف الثاني من عام 2024".
وأوضح أنه من المقرر اتخاذ قرار الاستثمار النهائي للمرحلة الثانية من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال بحلول سبتمبر/أيلول (2022)، وحقل ياكار-تيرانغا في المياه العميقة في وقت لاحق من العام الجاري (2022).
وأشار إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بوصف استثمارات الغاز المسال بأنها صديقة للبيئة، سيجعل من السهل جذب التمويل اللازم لمشروعات الغاز في السنغال.
موضوعات متعلقة..
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في موريتانيا والسنغال.. كيف يستفيد من حرب أوكرانيا؟
- موريتانيا تعلن مستهدفات إنتاج مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
- مسؤول: الغاز الطبيعي في موريتانيا يقود رحلة تحول الطاقة
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط الإيراني يكسر حاجز 4 ملايين برميل يوميًا بحلول هذا الموعد
- نقل الغاز إلى أوروبا يشعل المنافسة بين تركيا ومصر.. من يفوز؟
- مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا بقيمة 10 مليارات دولار
- هل السيارات الكهربائية تخاطب الأثرياء فقط؟.. أميركا نموذجًا (تقرير)