التقاريرأنسيات الطاقةتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

أنس الحجي: النفط النرويجي أفلت من "المرض الهولندي".. وهذه هي الأسباب

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن اكتشاف النفط النرويجي جاء في نهاية الستينيات، لكن تطوير الحقول الأولى بالغاز "في بداية السبعينيات".

وأضاف أن الدولة الإسكندنافية لم تصبها "نقمة النفط"، التي أصابت كثيرًا من الدول ذات الإنتاج النفطي الضخم، وذلك لعدة أسباب أهمها اقتصادها ما قبل ظهور الخام.

وأوضح الحجي أن السبب الرئيس لتطوير بحر الشمال بالكامل، بما فيه المنطقة الموجودة في بريطانيا والجزء الموجود في الدنمارك، كان ارتفاع الأسعار الشديد في السبعينيات، الذي يعلله البعض أنه حدث بسبب المقاطعة النفطية في عام 1973.

جاء ذلك في كلمة لمستشار تحرير منصة الطاقة، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" على موقع تويتر، التي جاءت تحت عنوان "هل النرويج مثال تنموي يُحتذى للسعودية ودول الخليج؟"، بمشاركة الخبير في الشأن الدولي عز مصري، والمستشار الاقتصادي رئيس المركز العربي الأفريقي للاستثمار والتسهيلات، عيد بن عيد.

احتياطيات النفط في النرويج

أضاف مستشار تحرير منصة الطاقة، أن الاحتياطيات بصفة عامة، خاصة احتياطيات النفط النرويجي، محدودة حتى الآن، فهي في نطاق 5 مليارات برميل، لكن عندما نتذكر أن النرويج على الدائرة القطبية، وهي منطقة ليست مُكتشفة بعد، ندرك أن هناك كميات ضخمة بانتظار إعلانها، وقد بيّنتها الدراسات.

النفط النرويجي
منصة بحرية نفطية في النرويج - الصورة من رويترز

وقال أنس الحجي، إن النرويج أعلنت العام الماضي (2021) مناقصات لنحو 136 مربعًا في الدائرة القطبية، لذلك فإن احتمال التوصل إلى اكتشافات ضخمة في هذه المنطقة كبير.

ولفت إلى أن احتياطيات الغاز النرويجية قليلة أيضًا نسبيًا، فهي بحدود 51 تريليون قدم مكعبة، وهو ضعف ما تمتلكه سلطنة عمان حاليًا، إلا أنه عند مقارنته مع ما تمتلكه السعودية من احتياطيات نجد الغلبة للمملكة التي تمتلك 333 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وبالنسبة إلى الإنتاج، تعتمد أوروبا حاليًا بصورة كبيرة على الغاز النرويجي، إذ أنتجت النرويج نحو 4.1 تريليون قدم مكعبة خلال عام 2021 الماضي.

النفط النرويجي و"النقمة"

قال الدكتور أنس الحجي، إنه عند الحديث عن النفط النرويجي والدول النفطية الأخرى فإن هناك مصطلحًا لدى الأكاديميين يمكن ترجمته على أنه "نقمة النفط"، فيتساءلون: لماذا استفادت بعض الدول مثل النرويج من النفط ولم تقع في هوته، في حين وقعت دول كبيرة؟

وأضاف: "هناك دول مثل نيجيريا أو العراق أو ليبيا وقعت في مأزق كبير، في حين لم تقع النرويج في هذا المأزق".

وأوضح الحجي أن مصطلح "نقمة النفط" -ويُترجم أحيانًا على أنه "لعنة النفط"- له تعريفات كثيرة، والتعريف الأصلي أنه "المرض الهولندي"، وهو أنه عندما تكتشف دولة ما الخام وتكون عملتها حرة -وكلمة العملة الحرة مهمة هنا، لأن دول الخليج مرتبطة بالدولار- فإن هذا يؤدي إلى ارتفاع هذه العملة، ما يؤدي إلى اختلال موازين المدفوعات واختلال الاقتصاد في الدولة.

وأشار إلى أن ما تعانيه دول الخليج يختلف تمامًا عن المرض الهولندي، لأن عملاتها مربوطة بالدولار، فلا يمكن أن يحدث ذلك، لأن هناك بعض المظاهر الخاصة بدول الخليج.

وفسر الحجي بأن الدراسات أكدت أن نقمة إيرادات النفط تصيب الدول التي كانت تعاني اقتصاديًا قبل اكتشاف النفط، وبالتالي فإن أوسلو لم تعاني ذلك، لأن النفط النرويجي جاء باعتباره قيمة مضافة، إذ إنها لم تكن تعاني مشكلات اقتصادية قبل اكتشافه.

المقارنة بين النرويج ودول الخليج

النفط النرويجي
حقول نفط بحرية في النرويج - الصورة من منصة "إي يو أوبزرفر"

قال الدكتور أنس الحجي، إنه عند المقارنة بين دول الخليج والنرويج يجب أن تشمل المقارنة مرحلة ما قبل اكتشاف النفط النرويجي ولدى دول الخليج أو عند بداية اكتشافه، وما يجعل الأمر صعبًا هو الدمار الذي لحق بالنرويج خلال الحرب العالمية الثانية، لذا تصعب المقارنة من ناحية البنية التحتية.

وأضاف: "رغم ذلك، يتضح من الأدلة كافة، أنه قبل النفط النرويجي كانت هناك طرق معبّدة، وكانت هناك كهرباء حتى في القرى، وأيضًا كانت هناك هواتف، وكانت النرويج -بالنسبة إلى الدخل- يمكن مقارنتها بالدول الإسكندنافية الأخرى".

وبرر الدكتور أنس الحجي، الغنى التاريخي لدولة النرويج، بأنها اشتهرت تاريخيًا بامتلاكها أكبر أسطول بحري تجاري عالميًا، وكان الأكبر من حيث سعة الحمولة في العالم، بجانب أسطول لصيد الحيتان والأسماك هو الأشهر عالميًا حتى الآن.

وأشار مستشار تحرير منصة الطاقة، إلى أنه عند المقارنة طالب البعض -خاصة بعض الكتاب في الصحف الخليجية- بأن تحذو دول الخليج حذو النرويج، وأن تكون متقدمة مثلها، وأن تؤسس صناديق سيادية للاستثمار على غرار الصندوق النرويجي لتحقيق عوائد مالية.

وتابع: "طبعًا هناك من يرى أن المثال السنغافوري هو الأفضل، مع أن سنغافورة دولة غير نفطية، إلا أن أسباب عدم اقتداء دول الخليج بالنرويج هي نفسها التي منعت محاكاة تجربة سنغافورة، لأن هناك فروقًا كبيرة بين ظروف دول الخليج وظروف الدول المذكورة".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق