كهرباءتقارير الكهرباءرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجل

مافيا الفحم في جنوب أفريقيا يكشفون كواليس عصابات السرقة وتورط الأمن

حياة حسين

تحدَّث أعضاء سابقون في مافيا الفحم في جنوب أفريقيا عن السرقات الكبيرة والمتكررة لمصدر الوقود الرئيس لتشغيل محطات التوليد التابعة لشركة الكهرباء الحكومية "إسكوم"، والتي كان من ضمنها السطو على 65 شاحنة في يوم واحد، وما ينجم عن ذلك من أزمة انقطاع الكهرباء.

وقال موقع ماي برودباند (Mybroadband)، نقلًا عن صحيفة "صنداي تايمز"، إن عصابات متخصصة تسرق الفحم الجيد، الذي تستخدمه "إسكوم"، وتعيد تصديره إلى مشترين في خارج البلاد.

وتعاني جنوب أفريقيا منذ بداية العام الجاري (2022) من انقطاعات متكررة للكهرباء، بسبب اضطرار إسكوم لخفض الأحمال، نتيجة لمشكلات عدّة، من بينها السرقات التي تتعرض لها الشبكة من مافيا الفحم، إضافة إلى أجزاء أخرى، ما يهدد بانهيار وشيك لها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

النقطة السوداء

الفحم في جنوب أفريقيا
شاحنة تحمل فحمًا في منجم - الصورة من ذا سيتيزن

أجرت صحيفة صنداي تايمز حوارًا مع أعضاء سابقين في مافيا الفحم في جنوب أفريقيا، والذين عملوا في ما يسمى بـ"النقطة السوداء"، وهي تحيط بمنطقة ميدلبورغ في مقاطعة مبومالانغا، التي ترتكز فيها عمليات سرقة الشحنات القادمة من المناجم، ومتجهة إلى محطات توليد الكهرباء.

وقال أحدهم، إن أفراد العصابة من اللصوص يستبدلون نوعًا رديئًا بالفحم القادم من المناجم، ثم يرسلونه إلى محطات توليد الكهرباء.

وأضاف عضو مافيا الفحم، أن الخام الذي يضعه اللصوص بدلًا من القادم من المناجم يتّسم بجودة تسمح بتوليد الكهرباء، لكنه رديء، ما يسبّب أضرارًا لوحدات المحطة، وما يرفع تكلفة التوليد، والإصلاح، ويزيد من فرص خفض الأحمال وقطع الكهرباء.

وأوضح أن مافيا الفحم كانت تعمل وفق خطة محددة لاستبدال حمولة الشاحنات عند النقطة السوداء، عبر مراقبة تلك الشاحنات وتعطيل جهاز الإشارة الخاص بها، بالقرب من المكان المحدد لإتمام عملية الاستبدال.

سرقات هائلة

وصف عضو سابق في مافيا الفحم في جنوب أفريقيا، حجم تلك العصابات وعمليات السرقة بـ"الهائلة"، قائلًا، إنها سرقت نحو 2000 طن من الفحم عالي الجودة في ليلة واحدة، "وكي تتخيلوا حجمها، فإن تلك الكمية تحتاج إلى 65 شاحنة لحملها".

وتقوم تلك العصابات بتحميل الفحم المسروق إلى الميناء، وتصديره إلى خارج جنوب أفريقيا.

وقدَّر خبراء قيمة ما تدفعه شركة إسكوم لطن الفحم بنحو 400 راند (24.7 دولارًا أميركيًا) إلى 750 راندًا (46.3 دولارًا أميركيًا)، في حين يصدّره اللصوص بنحو 344 دولارًا للطن.

وقال عضو مافيا الفحم السابق، إن عدد المتورطين في السرقة كبير، وإنهم متشابكون في دائرة علاقات معقّدة لممارسة هذا النشاط الإجرامي.

وأوضح أن تلك العصابات تضم أشخاصًا من قطاع الأمن، والمحليات في المدينة التي تُنفّذ فيها عملية استبدال الفحم، وعمّال في المناجم، وأحيانًا رؤساء ومراقبين.

عمولة السائق

قال عضو سابق في مافيا الفحم بجنوب أفريقيا: "هناك عادةً شخص وسيط يحضر مع الشاحنة المخططة سرقتها، يُدفع له مستحقات باقي أعضاء سلسلة العصابة، وعلى سبيل المثال، قد يحصل سائق الشاحنة بمفرده على 30 ألف راند (1852 دولار أميركي) مقابل الحمولة، وأقل عمولة قد يحصل عليها السائق هي 9.5 ألف راند (586.4 دولارًا أميركيًا)، وهذا يتوقف على مستوى جودة الفحم".

كما يحصل أفراد الأمن (الشرطة) في المنطقة على رشاوى؛ لغضّ الطرف عن عمليات استبدال الفحم لسرقته.

وقال المتحدث باسم مجلس المعادن في جنوب أفريقيا، آلان سكومب، إن بعض المتعاقدين من الباطن مع شركة الكهرباء في البلاد (إسكوم) حصلوا على رشاوى وصلت إلى 100 ألف راند (6172.8 دولارًا أميركيًا) شهريًا، مقابل تعديل مواصفات الفحم من رديئة إلى صالحة للاستخدام في توليد الكهرباء.

أوضحت صحيفة صنداي تايمز أن قصص مافيا الفحم من جنوب أفريقيا جمعتها من أكثر من 15 شخصًا، ووصفت حالتهم بالرعب الشديد من معرفة هويتهم، خوفًا على أنفسهم وعائلاتهم، رغم أنهم يعملون حاليًا في أنشطة شرعية.

تضرُّر المحطات

الفحم في جنوب أفريقيا
توليد الكهرباء من الفحم في جنوب أفريقيا - الصورة من وكالة بلومبرغ

كان وزير قطاع الأعمال العام في جنوب أفريقيا، برافين غوردهان، قد صرّح في شهر يوليو/تموز الماضي، بأن السلطات ستردّ بقوة وحزم على قضايا الفساد وقطع الكهرباء، بعدما حددت الهيئات المكلفة بإنفاذ القانون مكان "مافيا الفحم"، التي تسببت في تلقّي شركة إسكوم إمدادات من الوقود دون المستوى، والمليء بالمعدن والحصى، ما أسفر عن إلحاق الضرر بمحطاتها.

وفي سياق متصل، تُحقق السلطات -أيضًا- في قضايا تتعلق بإصدار فواتير إسكوم مقابل آلاف اللترات من زيت الوقود لم تتسلمها الشركة لتوليد الكهرباء.

وقال الوزير، إن عددًا كبيرًا من الأشخاص متورط في هذه القضايا، وهذه الممارسات كانت من بين العوامل التي أدت إلى تفاقم أزمة الكهرباء، ووصلت إلى أسوأ مستوى منذ عامين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق