أخبار الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

بريطانيا تعزز إمداداتها من الغاز المسال بشحنة نادرة باهظة الثمن

لتأمين الإمدادات قبل الشتاء

هبة مصطفى

عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، اتجهت دول أوروبية عدة إلى استيراد الغاز المسال من أميركا بكميات قياسية، غير أن بريطانيا وعلى غير العادة تستعد لاستقبال شحنة أسترالية.

وخلال الآونة الماضية، كان الحديث عن شحنات الغاز الأسترالي إلى أوروبا أمرًا استثنائيًا للغاية، لا سيما أن مسافة النقل تزيد من تكلفة الإمدادات المرتفعة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسجلت الواردات الأوروبية من الغاز مستويات قياسية منذ بداية العام الجاري اقتنصت أميركا غالبيتها، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الأربعاء 17 أغسطس/آب.

شحنة نادرة

تتسابق الدول الأوروبية فيما بينها لتأمين إمدادات الغاز المسال قبيل فصل الشتاء وزيادة معدل الطلب على الكهرباء والتدفئة، وتستعد بريطانيا لاستقبال شحنة من الغاز الأسترالي يُتوقع وصولها في غضون أيام قليلة.

ورغم أن شحنات الغاز الأسترالية إلى أوروبا استثنائية نوعًا لاعتبارات المسافة التي تزيد من تكلفة النقل، فإن بريطانيا أقدمت على تلك الخطوة لضمان أمن إمداداتها.

الغاز المسال
ناقلة تحمل إمدادات الغاز المسال - الصورة من (Nkkei Asia)

ومن جانب آخر، أثر ارتفاع الطلب الآسيوي على الغاز في عدد الشحنات الأسترالية إلى القارة العجوز التي تواجه شتاء خاليًا من إمدادات الغاز الروسي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.

وحول تفاصيل شحنة الغاز الأسترالي، تستقبل محطة "آيل أوف غراين" في 22 من شهر أغسطس/آب الجاري إمدادات الغاز المسال على متن الناقلة "أتالوس" التي تصل سعتها إلى 174 ألف متر مكعب، بحسب بيانات كبلر.

واتبعت الشحنة مسارًا اتخذ أكثر من مرحلة، إذ أوضحت كبيرة محللة بيانات الغاز الطبيعي المسال في كبلر، لورا بيغ، أن الشحنة حُملت في بادئ الأمر من محطة "نورث ويست شيلف" الأسترالية على متن الناقلة "باتريس".

وأشارت بيغ إلى نقل الشحنة من "باتريس" إلى "أتالوس" في المياه الماليزية، قبل أن تشق طريقها إلى المملكة المتحدة.

الاستعداد البريطاني

تملك بريطانيا بنية تحتية قوية تتعلق بمحطات الغاز المسال هي الأكبر من نوعها في القارة الأوروبية، وتُقسم المحطات الـ3 ما بين "محطتين في ميلفورد هيفن، ومحطة في آيل أوف غراين"، ولديها القدرة على إعادة الوقود عالي التبريد إلى غاز.

وبالإضافة إلى تلك المحطات، توجد شبكة نقل وخطوط أنابيب مهمة في أوروبا يمكنها نقل بعض الكميات إلى البر الرئيس الأوروبي.

وكانت الدولة المنفصلة قبل سنوات عن الاتحاد الأوروبي قد أبدت نهاية يونيو/حزيران الماضي إمكان قطعها خطوط الغاز التي تربطها ببعض الدول الأوروبية (من بينها هولندا وبلجيكا) حال تفاقم أزمة الطاقة المرتقبة، وفق ما نشرته منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.

وتُخطط بريطانيا لتنفيذ هذا السيناريو في حالة اتخاذ موسكو منحنى تصعيديًا قبيل فصل الشتاء وقطع الغاز الروسي عن أوروبا بصورة كاملة.

وعكفت دول أوروبية عدة على زيادة شحناتها من الغاز المسال المستورد، لإتمام مستويات التخزين المنشودة خلال أشهر الصيف، وسجلت وارداتها خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري (2022) مستويات قياسية.

محطة فريبورت للغاز المسال
صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا

الغاز الأميركي

تُشير البيانات إلى أن واردات الغاز الأوروبية سجلت خلال الأشهر من يناير/كانون الأول حتى يوليو/تموز الماضي، ما يتجاوز 100 مليار متر مكعب (75 مليون طن)، وتقارب تلك المستويات واردات العام الماضي (2021) بالكامل.

وزادت صادرات الغاز الطبيعي المسال من أميركا بصورة عامة، خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، إذ قُدرت بنحو 57 مليار متر مكعب.

واقتنصت أميركا غالبية الشحنات المُصدرة إلى أوروبا بما يُقدّر بنحو 39 مليار متر مكعب خلال المدة المذكورة، بالمقارنة بصادرات العام الماضي (2021) البالغة 34 مليار متر مكعب، وفق بيانات ريفينتيف.

ودق خبير اقتصادات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، ناقوس الخطر من زيادة الاعتماد الأوروبي على واردات الغاز الأميركية.

وقال -في مقال له نُشر بمنصة الطاقة المتخصصة في 6 أبريل/نيسان الماضي-: إن توقف خط نورد ستريم 2 الروسي وغزو أوكرانيا دعما التوسع الأميركي في السوق الأوروبية، وأزالا ضغوطًا كانت القارة العجوز ستواجهها اقتصاديًا وسياسيًا مع روسيا.

وأضاف أن اعتماد أوروبا على الغاز الأميركي بمعدلات متزايدة من شأنه تهديد أمن الطاقة لأسباب عدة، من بينها: مخاطر تقلب أسعار الغاز، وارتفاع تكلفة الغاز الأميركي، وتكلفة الشحن وغيرها.

وشدد الحجي على أن محاولة استغناء أوروبا عن الغاز الروسي بالاعتماد على الورادات الأميركية تنطوي على مخاطر جمة بخلاف التكلفة المرتفعة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق