يبدو أن المفاوضات الألمانية لاستيراد الغاز القطري لم تحقق النجاح المرجو منها، بسبب الخلاف حول أسعار توريد الغاز الطبيعي المسال من الدوحة إلى برلين.
وقال وزير الاقتصاد والصناعة الألماني، روبرت هابيك، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء 16 أغسطس/آب، إن المفاوضات مع الجانب القطري لم تتوقف، إذ إن البلدين وقّعا شراكة في مجال الطاقة، إلّا أن هناك خلافًا حول أسعار توريد الغاز إلى برلين، وفق ما نشرت وكالة رويترز.
وبرر الوزير الألماني فشل مفاوضات استيراد الغاز القطري، بسياسة التسعير التي تتبعها الدوحة، في ظل وجود عروض من مورّدين آخرين تتضمن أسعارًا أفضل بالنسبة لبلاده، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تزويد ألمانيا بالغاز المسال
أوضح الوزير روبرت هابيك أن الشركات تنشط في السوق حاليًا، في الوقت الذي تتطلع فيه بلاده إلى الحصول على أفضل العروض، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تنظر بها ألمانيا إلى الأمر، وفق تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي.
وأضاف: "إذا لم تتقدم قطر بعرض أكثر فائدة، فإن بلاده وشركاته لن ترتكب خطأ وتختار العروض عالية السعر، وهذا هو ما يحدث بالفعل"، موضحًا في الوقت نفسه أن هذا لا يعني أن المفاوضات لاستيراد الغاز القطري قد انتهت، إذ إن بلاده أبرمت شراكة مع الدوحة في مجال الطاقة، خلال زيارته الأخيرة لها.
وتوقّع الوزير الألماني زيادة المعروض من الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية خلال مدة 4-5 سنوات المقبلة، خاصة أن السوق تشهد طلبًا متزايدًا الآن، ومن ثم سيُضاف مزيد من الغاز المسال، ليمكن لألمانيا الاستفادة من مجموعة من أكبر الإمدادات المتنوعة مستقبلًا.
مذكرة تفاهم مع أكبر المستوردين
وقّعت ألمانيا، اليوم الثلاثاء 16 أغسطس/آب، مذكرة تفاهم مع أكبر مستوردي الغاز في البلاد، لتأمين الإمدادات لمحطتين عائمتين للغاز الطبيعي المسال، تحتاجهما في الوقت الحالي، ضمن توجّهها لتقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية.
وتضمنت الشركات التي وقّعت الدولة الاتفاق معها كلًا من "يونيبر" و"آر دبليو إي" و"إن بي دبليو" و"في إن جي"، بهدف تزويد وحدتي تخزين الغاز وإمداد محطتي "برونسبويتيل" و"فلهيلمشافين" بالكامل، مع بداية تشغيلهما في الشتاء المقبل، حتى مارس/آذار 2024، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن هذه المذكرة تعدّ جزءًا من جهود استقلال ألمانيا، لتجعل نفسها أقلّ عرضة للابتزاز من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أنها جزء من مساعي ألمانيا لتأمين بنية تحتية قوية ومرنة للطاقة، وتحديدًا الغاز.
اقرأ أيضًا..
- بالأسماء.. السعودية تستثمر في 3 شركات طاقة روسية
- الاقتصاد الأزرق المستدام.. فرصة لتعظيم موارد المحيطات وحماية البيئة (تقرير)
- الغاز المسال يتدفق من السنغال إلى أوروبا بحلول 2024
- صناعة السيارات الكهربائية تتطلب عمالة أقل 30% من نظيراتها التقليدية (تقرير)
