مصفاة شودت الألمانية تبدأ معالجة النفط الأميركي والأورال الروسي
بعدما بلغت حصة الخام الأميركي 20%
هبة مصطفى
في محاولة تدريجية للاستغناء عن إمدادات النفط من موسكو، بدأت مصفاة شودت الألمانية معالجة مزيج برنت الأميركي وخام الأورال الروسي، في خطوة أعقبت وصول أولى شحنات الخام من المواني الأميركية إلى المصفاة قبل أيام قليلة.
ورغم أن حصة الخام الأميركي الخاضع للمعالجة بالمصفاة لا تتجاوز 20% من حجم الإمدادات، فإنها تعدّ خطوة جوهرية لألمانيا في طريق الاستغناء عن الواردات الروسية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتواجه مصفاة شودت الألمانية تحديًا كبيرًا خلال رحلتها للاستقلال عن اعتمادها الكامل مسبقًا على النفط الروسي، ما دفعها لتأمين الإمدادات من وجهات أخرى لضمان الوفاء بالتسليمات، وفق ما أوردته بلومبرغ.
كيف تعمل مصفاة شودت؟
كانت مصفاة شودت الألمانية -التي يشغلها المطور "بي سي كيه"- تعتمد بصورة كلية على إمدادات النفط الروسي المنقولة عبر خط أنابيب دروجبا الأطول في العالم.
وقالت شركة روسنفط الروسية -التي تملك حصصًا في المصفاة-، إن تصميم المرفق يؤهله لمعالجة تدفقات النفط الروسي عبر خط دروجبا، مشيرة إلى أن عملية استبدال إمدادات موسكو بالكميات المطلوبة للوفاء بتسليمات المصفاة تعدّ من الأمور المستحيلة فنيًا.
وأضافت الشركة الروسية أن ورادات ميناء روستوك (في إشارة إلى النفط الأميركي) لن تتمكن من تلبية طلب المصفاة على الخام سوى بمعدل يقارب النصف فقط، محذرةً من تكبّد المصفاة الألمانية خسائر تصل إلى 300 مليون يورو سنويًا جراء ذلك.
(1 يورو = 1.02 دولارًا أميركيًا)
ودفع ذلك وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، للتأكيد على صعوبة موقف المصفاة حال توقّف الإمدادات الروسية ضمن تداعيات الحرب الأوكرانية.
وأضاف، خلال تصريحاته في أبريل/نيسان الماضي، أن مصفاة شودت الألمانية قد تضطر إلى طلب إمدادات داعمة من بولندا لضمان عمليات التسليم.
وتغيَّر المشهد بصورة نسبية، بعدما بدأ ميناء روستوك الألماني تلقي أولى شحنات النفط الأميركي منذ ما لا يقلّ عن 5 سنوات، كما أن قرب مصفاة شودت من حدود بولندا قد يدفعها للاستعانة بإمداداتها، بجانب النفط الأميركي.
النفط الروسي والأميركي
بدأت دول أوروبية عدّة خفض واردات النفط الروسي عقب اندلاع الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وتدريجيًا يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن إمدادات الطاقة الروسية بحلول نهاية العام الجاري (2022)، لا سيما تلك المنقولة بحريًا.
ورغم ذلك، كشفت بيانات الشحن أن الشحنات الروسية إلى أوروبا بلغت أعلى مستوياتها في غضون 5 أسابيع، خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري أغسطس/آب، وفق ما أوردته صحيفة ماركت إنسايدرز (Market Insiders).
ومن جانب آخر، ربطت تقارير إعلامية بين وصول شحنة النفط الأميركي الحامض إلى مصفاة شودت الألمانية وبين إعلان إدارة بايدن السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي، في مارس/آذار الماضي.
ووصلت شحنة خام "مارس" الأميركي الحامض إلى ميناء روستوك الألماني في 3 من الشهر الجاري، في خطوة قد تكون منافسة للنفط الروسي الذي بدأت شحناته تنخفض تدريجيًا من الدول الأوروبية.
وإجمالًا، لا تعدّ ألمانيا مشتريًا رئيسًا للنفط الأميركي، إذ تراوحت صادراته إلى برلين في نطاق 77 ألف برميل يوميًا العام الماضي (2021)، بحسب ما نشرته منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق من الشهر الجاري.
ورغم أن المصافي الألمانية كانت تفضّل خام غرب تكساس في وقت سابق، فإن خام مارس يوفر لها في الآونة الحالية نواتج تقطير أعلى، بما يشمل الديزل ووقود الطائرات ووقود التدفئة.
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقة في تاريخ صناعة النفط الإيرانية مهددة بالفشل
- خبراء: غاز غزة ضحية أزمات سياسية.. ولم يشهد تطويرًا رغم اكتشافه قبل 23 عامًا (فيديو)
- مكيفات الطاقة الشمسية في الدول العربية.. أنواعها وأسعارها (خاص)
- عائدات صادرات الغاز النرويجية ترتفع 4 أضعاف في يوليو.. وتوقعات بزيادة الطلب